رئيس التحرير
عصام كامل

اللبناني وليد جنبلاط يورث نجله الزعامة الدرزية

الزعيم الدرزي اللبناني
الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط

خلع الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط وشاحًا يحمل رمزية فلسطينية على كتفي نجله تيمور، اليوم الأحد، إيذانًا ببدء عصر جديد من الوراثة السياسية لمسيرة عائلة حكمت الجبل على مدى عقود.


واتخذ النائب وليد جنبلاط من الذكرى الأربعين لاغتيال والده كمال جنبلاط مناسبة لتقليد نجله الزعامة، في احتفال شعبي حاشد شهدته بلدة المختارة عرين الدروز في جبل الشوف اللبناني، ونقلته وسائل الإعلام اللبنانية على الهواء مباشرة.

وتوافدت الحشود التي جاء معظمها من قرى درزية إلى دار جنبلاط في المختارة، بالإضافة إلى حضور سياسي كبير يتقدمهم رئيس الحكومة سعد الحريري.

وخاطب جنبلاط نجله بعدما وضع كوفية الزعامة على كتفيه قائلًا:"يا تيمور سر رافع الرأس، واحمل تراث جدك الكبير كمال جنبلاط، واشهر عاليًا كوفية فلسطين العربية المحتلة، كوفية لبنان التقدمية، كوفية الأحرار والثوار، كوفية المقاومين لإسرائيل أيًا كانوا، كوفية المصالحة والحوار، كوفية التواضع والكرم، كوفية دار المختارة".

وخلال سنوات من الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد ظل جنبلاط لاعبًا أساسيًا فيها، نظرًا لكتلته البرلمانية التي كانت ترجح أي جهة تميل إليها.

وكان جنبلاط قد كرر مرارًا نيته ترشيح تيمور للانتخابات البرلمانية المقبلة، بالإضافة إلى إفساح المجال له في الانتخابات المقبلة لرئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه وليد جنبلاط الآن.

وفِي الأعوام الماضية بدأ تيمور (35 عامًا) بالظهور في الحياة السياسية والأنشطة الحزبية، ورغم أن النظام اللبناني هو برلماني جمهوري إلا أن الوراثة السياسية تعد أمرًا شائعًا في البلاد.

وقال تيمور في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، في وقت سابق من الشهر الحالي: "لسنا الحزب الوحيد الذي يسلم فيه الأب ابنه، فغالبية الأحزاب الموجودة على الساحة تفعل ذلك ولنعترف بأن ديمقراطيتنا ليست مثالية".

وجاءت صورة نقل الزعامة مماثلة للطريقة التي قلد بها أهل الجبل الزعيم وليد جنبلاط القيادة عندما خلعوا عليه عباءة والده كمال بعد أيام على اغتياله.

وكان كمال جنبلاط زعيمًا للحركة الوطنية اللبنانية في بدايات الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975، و1990 وأحد مؤسسي الحزب التقدمي الاشتراكي، ويعتبر من الشخصيات اللبنانية المعروفة بدعمها للقضية الفلسطينية، وهو كذلك أحد زعامات الطائفة الدرزية في جبل لبنان، إضافة لكونه مفكرًا وفيلسوفًا.

واغتيل كمال جنبلاط في 16 مارس عام 1977، ووجهت أصابع الاتهام إلى سوريا في تنفيذ عملية الاغتيال في جبل لبنان، وهذا ما ردده وليد جنبلاط الذي صافح المسؤولين السياسيين السوريين فيما بعد، لكنه أكد أنه لن ينسى.

لكن وليد جنبلاط ظل صديقًا لسوريا طوال سنوات الحرب الأهلية ورفع شعار "ادفنوا موتاكم وانهضوا"، وأعاد جنبلاط اليوم ترديد هذا الشعار لأهل الجبل قائلًا: "منذ أربعين عامًا وقفنا في ساحة الدار وحبسنا الدمعة وكتمنا الحزن ورفعنا التحدي، قدنا السفينة سويًا وسط الأمواج والعواصف، وسط التحديات والتسويات، وسط التقلبات والمفاجآت، ندفن الشهيد تلو الشهيد، نودع الرفيق تلو الرفيق، ونبكي الصديق تلو الصديق، ادفنوا موتاكم وانهضوا".

وحرص جنبلاط خلال الحفل على إظهار العامل الفلسطيني الذي كان والده يؤيده بشده ويرفع القضية الفلسطينية كأولوية، وإلى جانب الوشاح الفلسطيني الذي ألبسه لنجله أوعز جنبلاط إلى مناصريه بإذاعة نشيد "موطني" في الحفل وهو النشيد الذي كتبه الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، ولحنه الموسيقار اللبناني محمد فليفل في عام 1934، وأصبح النشيد الرسمي لفلسطين منذ ذلك الوقت.
الجريدة الرسمية