الآلاف يفرون من الموصل مع احتدام المعارك حول المدينة القديمة
خرج آلاف العراقيين من غرب الموصل اليوم السبت، خلال فترة هدوء في المعارك العنيفة التي تدور في أحياء حول المدينة القديمة المكتظة بالسكان حيث تواجه القوات العراقية مقاومة شرسة من متشددي تنظيم داعش.
وبعد 5 أشهر من المعارك لاستعادة السيطرة على آخر معقل كبير لداعش في العراق، طهرت القوات الحكومية الشطر الشرقي من الموصل ونصف الشطر الغربي وتركز حاليًا على السيطرة على المدينة القديمة ومسجد النوري الإستراتيجي.
ومع دخول المعارك إلى الأزقة الضيقة المكتظة في الغرب بدأ المزيد من السكان في الفرار من المناطق المحررة التي شح فيها الغذاء والماء فضلًا عن هشاشة الوضع الأمني مع تعرض المنازل عادة للقصف.
وقال أحد السكان في حي باب الجديد طلب عدم ذكر اسمه لأن أقاربه ما زالوا داخل الموصل: "نحن محاصرون منذ 25 يومًا. لا ماء ولا غذاء. سيموت الجميع وسيضطرون لسحبنا من تحت الأنقاض".
وسارت عائلات تضم عجائز وأطفالًا عبر شوارع غرب الموصل الموحلة بجانب مبان تحمل آثار الرصاص وتفجيرات القنابل. وقال:"البعض لم يتناولوا طعامًا منذ أسابيع تقريبًا وسارعوا لتلقي الإمدادات التي أعطتها لهم وكالات إغاثة محلية".
وأكد ساكن آخر: "الوضع فظيع للغاية، داعش دمرنا، ليس هناك طعام ولا خبز، ليس هناك شيء على الإطلاق".
ويعتقد أن ما يصل إلى 600 ألف مدني لا يزالون داخل المدينة مع المتشددين.
وفصلت القوات العراقية الموصل عن باقي المناطق التي يسيطر عليها داعش في العراق وسوريا. لكن حتى في المناطق المحررة يفضل الكثيرون مغادرة المدينة وسط قتال عنيف.
ووفقًا لأرقام الأمم المتحدة فقد نزح نحو 255 ألف شخص من الموصل والمناطق المحيطة بها منذ أكتوبر بما يشمل 100 ألف منذ بدء الحملة العسكرية الأخيرة على غرب المدينة في 19 فبراير.
وشهد الأسبوع الماضي أعلى معدل للنزوح بخروج 32 ألفًا في الفترة بين 12 و15 مارس.
وعرقلت الأمطار الغزيرة والسحب هذا الأسبوع وجود غطاء جوي مما أبطأ من تقدم قوات الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع التي تعزز مواقعها حول المدينة القديمة ومسجد النوري.
وقال اللواء حيدر ضرغام من الشرطة الاتحادية للصحفيين في قاعدة العمليات الأمامية داخل الموصل إن الطقس غائم وممطر لكن القوات تتقدم نحو أهدافها، مضيفًا أن بضع خطوات وضربات تفصلهم عن الوصول لمسجد النوري.
وفيما يتراجع المتشددون إلى داخل شوارع المدينة القديمة الضيقة يقاوم التنظيم من خلال قناصة وقذائف مورتر وسيارات مفخخة تقتحم مواقع الجيش.
وسيمثل سقوط الموصل ضربة كبرى لداعش الذي استخدم زعيمه أبو بكر البغدادي منبر مسجد النوري لإعلان "خلافة" تمتد على أجزاء في العراق وسوريا في 2014.
ويقدر مسئولون أمريكيون أن نحو ألفي مقاتل لا يزالون داخل المدينة. لكن حتى بعد تحرير الموصل فهناك مخاطر من أن المتشددين سيعودون لأساليب حرب العصابات والتفجيرات التي استخدموها من قبل.