رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. حكاية «أحمد ومريم» تدمي قلوب النشطاء.. مصرع «العروسين» في حادث سير قبل زفافهما بأسبوع.. جمعهما الحب 5 سنوات.. زملاء العريس: «يسري كان وحيد أمه».. وأستاذهما: 

فيتو

سيطر الحزن الشديد على نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بعد مصرع العروسين «أحمد ومريم» قبل أسبوع واحد فقط من زفافهما، وبدأ النشطاء في تداول حكايتهما على صفحاتهم.


حكاية العروسين
الحكاية تعود إلى يوم الأربعاء 16 مارس الجاري، عندما قرر الملازم أحمد يسري وخطيبته مريم عدلي، وصديقهما المصور عبدالله منصور، القيام بجلسة تصوير لهما بالقاهرة استعدادًا لزفافهما يوم 24 مارس، أي بعد أسبوع، وكان القرار بأن يتم استغلال ألبوم الصور في حفل الزفاف، وخاصة أن يوم السفر هو نفس يوم عيد ميلاد العريس أحمد يسري، لكن القدر لم يمهل العروسين فلقيا مصرعهما مع المصور في حادث سير، حيث اصطدمت سيارتهم بسيارة نقل فأردت الثلاثة قتلى على الطريق الدائري.

وحيد والدته
وحكى «مصطفى. ش»، الذي وصف نفسه بأحد أبناء عمومة أحمد يسري، قائلًا: «أحمد يسري خليفة، 23 عامًا، من مواليد 16 مارس عام 1993 بمحافظة الغربية مدينة المحلة، وحيدًا لأمه وأبيه، كان أحمد حين توفي والده في 16 نوفمبر لعام 2011، 18 سنة، التحق بكلية الشرطة في 2012، وتخرج فيها بدفعة 2016، والتحق بالعمل في قطاع أمن الجيزة، بالأمن المركزي في قطاع الشهيد أحمد سعيد».

الرفيق الهادئ
واستكمل حكايته: «أما عبدالله منصور، الرفيق الهادئ، كما لقبه أصدقاؤه بكلية العلوم بجامعة المنصورة، فقد أحب التصوير والفوتوغرافيا طوال حياته، وطالما كان يعشق رسم البهجة والابتسامة على وجه الآخرين».

ألبوم تمهيدي
حالة الحزن عبر عنها أصدقاء أحمد يسري، فقال صادق عبد الله:«الجمعة اللي بعد الجاية ياصاحبي الفرح.. الملازم أول أحمد يسري، الضابط بالأمن المركزي بقطاع أمن الجيزة، لقي مصرعه في حادث تصادم سيارته مع سيارة نقل أعلى الطريق الدائري بمنطقة منطاي، أثناء عودته برفقة زوجته وأحد المصورين، كان يحتفل بيوم ميلاده بالقاهرة، وقام بعمل "ألبوم تمهيدي" لصور فرحه، لكنه أصبح "شهيدا يوم الميلاد" الله يرحمك يا يسري».

5 سنوات حب
وعلق أحد الأصدقاء المقربين لأحمد يسري، وصف نفسه بـضابط شرطة، قائلًا: «يسري عقد قرانه على زوجته مريم عدلي في 23 فبراير الماضي، بعدما استمرت علاقة الحب بينهما لمدة تزيد عن خمس سنوات، يسري كان يحتفل بعيد ميلاده، وبصحبته زوجته، والمصور عبدالله منصور، وعقب الانتهاء من الاحتفال توجه في طريق العودة إلى الغربية، وكانت فرحة لقائهما في الجنة ترتسم على وجههما، ولم نكن نعلم بذلك، فكان ليسري نبرة صوت تحدثك وكأنها تعلم أن الرحيل قد حان».

خلاص ماتت
أما بوسي أس، التي وصفت نفسها بالصديقة المقربة للعروس مريم عدلي، فذكرت: «تلقيت الخبر كالصاعقة على أذني، وكنت أنتظر أن تأتيني مكالمة أخرى لتكذب خبر وفاة يسري رحمه الله، ولكنها كانت الفاجعة حينما رن هاتفي واستمعت إلى صوت يضيف إلى وجعي "مريم ماتت في المستشفى"، فقدت صوابي ولم أصبح قادرة على فهم أو استيعاب ما يحدث من حولي، تلقيت اتصالات من أصدقائنا لم أكن أرد سوى بكلمة واحدة: «خلاص ماتت».

التوصية
محمد شمس أستاذ أحمد ومريم بالثانوية، قال: «النهارده يوم حزين.. قلبى بتقطع من الألم.. لاحول ولا قوة إلا بالله.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. ياجماعة والله العظيم أنا مش قادر أصدق.. أحمد ومريم كانوا عندى في المكتب أول امبارح مساء الأربعاء.. جايين عشان يدعونى لفرحهم.. قعدوا عندى ساعة نضحك ونهزر ونفتكر أيام لما كانوا طلبة عندي والمكان اللى كان بيقعد فيه أحمد والمكان اللى كانت بتقعد فيه مريم.. قلت لمريم أكيد مامتك داعية لك عشان هتاخدى أحمد لأنه ولد طول عمره محترم قمة الأدب والذوق اللى في الدنيا.. ضحكوا لما قلت لها عمرى ماحسيت أنه عيل.. طول عمره راجل.. وقلت لأحمد أكيد مامتك داعية لك عشان هتاخد مريم.. قمة الالتزام والاحترام والتربية والذوق وأنا اللى طلبت منها أنها تدخل كلية الألسن.. وهم ماشيين وصيتهم على بعض وقلت لهم لو حد منكم زعل التانى هجيب لكم الخرازانة وآجى.. وآخر كلمة لهم معايا: إوعى يا أستاذ ماتجيش الفرح.. هنزعل.. قلت لهم مستحيل مجيش فرحكم.. لكن ياحبايبى شاء الله انى مستحيل أحضر فرحكم واليوم أحضر جنازتكم.. شاء الله انى مااحضرشى فرحكم لأن اللى هيحضر فرحكم كائنات أرقى مننا.. كائنات طاهرة زيكم تزفكم في الجنة إن شاء الله.. كانهم كانوا جايين يودعوا أستاذهم اللى حبهم وحبوه.. حتى المصور اللى استشهد معهم في الحادث في السيارة معهم عبد الله منصور برضه كان طالب عندى.. وكان من أحسن الأخلاق.. لانقول إلا مايرضى ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون..ربنا نجاك من الإرهاب يااحمد لكن مكتوب لك برضه تموت شهيد ولكن في حادث سيارة».

عرايس في الجنة
وذكرت بوسي حسام: «لا حول ولا قوة إلا بالله عرايس في الجنة المحلة بتزف فرحكم في الجنة.. إنا لله وإنا إليه راجعون الملازم أحمد يسري ومريم عدلي وفوتوجرافر عبد الله منصور».

أما اتحاد طلاب جامعة المنصورة، فنعى العروسين على فيس بوك، قائلًا: «ننعي ببالغ الحزن والأسى زميلنا العزيز عبد الله منصور، المصور الفوتوجرافي وأمين اللجنة الفنية باتحاد طلاب كلية العلوم. وذلك في حادث سير على الطريق الدائري بالقاهرة بصحبة العريس الملازم أحمد يسري (طالب بطب بيطري المنصورة من قبل ) وعروسته مريم عدلي حيث وافتهم المنية جميعا. خالص التعازي والمواساة لعائلته الكريمة وأهله وأقربائه وزملائه وانفسنا، ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته».

تشييع الجنازة
وفي مشهد حزين شيعت مدينة المحلة العروسين لمثواهما الأخير من ميدان البندر، في مشهد وصفه الحاضرون بزفاف العروسين إلى الجنة.
الجريدة الرسمية