رئيس التحرير
عصام كامل

قسم الفلك.. 20 طالبا لا يخططون للعمل في مصر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحظى دراسة علم الفلك بأهمية كبرى في الدول المتقدمة، نظرًا لما يمثله العلم من تأثير في حياة البشرية، وفى الوقت الذي يتم فيه تجاهل علوم الفلك في مصر، هناك العديد من الجامعات في دول مثل بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، وماليزيا وأستراليا وألمانيا، تقدم برامج دراسية مختلفة في مجال علم الفلك، ودرجات دراسية عليا فيه، كبكالوريوس العلوم في الفيزياء والفلك، ودرجة الماجستير في الفيزياء الفلكية، وماجستير العلوم في علوم استكشاف الفضاء، بالإضافة إلى درجة الدكتوراه في الفيزياء الفضائية.


وفى الوقت الذي يتقلد فيه دارسو الفلك، والمتخصصون فيه في الخارج أعلى المناصب الوظيفية، ويحصلون على الكثير من الفرص، كالعمل في محطات الفضاء، مثل الوكالة الوطنية للملاحة الفضائية ووكالة الفضاء الأمريكية (NASA) أو مختبر البحوث البحرية (NRL)، أو العديد من الفرص الوظيفية في القطاع الخاص، والمتاحف العلمية، فإنه تقتصر فرص الحاصلين على بكالوريوس العلوم قسم فلك من إحدى الجامعات المصرية، على وظائف مثل مدرس علوم أو فنى مختبرات أو صحفى علمى أو مبرمج كمبيوتر.

ويعد قسم الفلك بكلية العلوم جامعة القاهرة، من الأقسام النادرة، ويُدرس فيه مواد خاصة بالفلك والأرصاد وعلوم الفضاء والتعرف على الكواكب، والتي ترتكز إلى دراسات منهجية ذات طبيعة تحليلية وحسابية، ويبلغ عدد طلاب القسم نحو 20 طالبًا يتم تأهيلهم لخدمة وطن به 90 مليون مواطن، أكد غالبيتهم أنهم يتمنون العمل بعد التخرج في وكالة فضاء، ولكن تسيطر عليهم نظرة تشاؤمية في الحصول على فرصة كهذه، لأنه حتى الآن لا يوجد بمصر وكالة فضاء، فيركز معظمهم على التفوق في الدراسة للحصول على وظيفة جامعية مضمونة، كمعيد ومدرس، مدرس مساعد، أستاذ، وهكذا، ويخدمهم في ذلك قلة عدد المنضمين للقسم، مما يجعل فرصة التفوق أكبر.

ويقول أحد طلاب القسم، إنه منذ صغره وهو مهووس بالفلك والفضاء، حتى وهو في الثانوية العامة كان متفوقا في الفيزياء والرياضيات، ويهتم بهما، رغبة في دراسة الفلك في الجامعة، وأصرَّ على دخول قسم الفلك بكلية العلوم، على الرغم من استياء والده من ذلك، والذي نصحه كثيرا بأن يلتحق بأحد الأقسام المعروفة ليحصل على وظيفة عمل مناسبة له بعد التخرج.

ويضيف الطالب، إنه دخل القسم حبا في مجال الفلك، ولم يهتم إذا كان له مستقبل في مصر أم لا، ولا يعرف حتى ما الوظائف المتاحة له بعد التخرج، وهل هي مجزية من ناحية الراتب أم لا، ولكنه يعلم جيدا أن علم الفلك من العلوم التي تخدم البشرية وتساعد الأفراد والمجتمعات على الرقي!!.

أما الدكتور ممدوح نصار، وكيل كلية العلوم بجامعة القاهرة، لشئون الدراسات العليا والبحث العلمى، فيؤكد أن الإقبال سابقا كان ضئيلا جدا على قسم الفلك، في الوقت الذي كان فيه وعى ومعرفة الطلاب أقل بأهمية القسم، ولكن اختلف الأمر الآن، لافتا إلى أن فرص عمل القسم تكون على أعلى مستوى من الناحية المهنية والمادية، كالعمل في مرصد حلوان على سبيل المثال.

وأشار نصار إلى أن هناك فرصا كبيرة ومناصب عليا يمكن أن يتولاها خريجو القسم على مستوى العالم، ضاربا بالدكتور أحمد عبد الهادى، الأستاذ بقسم الفلك بعلوم القاهرة، مثالا، والذي يشغل منصب نائب رئيس لجنة حماية الأرض على مستوى العالم، موضحًا أن الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، والدكتور عمرو عدلي، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحث العلمي، يوليان مثل تلك الأقسام النادرة اهتمامًا كبيرًا بتطوير البحث العلمى في الجامعة، وتوفير كل احتياجات القسم.

وأضاف نصار أن قسم الفلك لا يحتاج إلى ميزانية كبيرة كما هو مزعوم، ولكن يعتبر قسم الكيمياء هو الأكبر والأعلى ميزانية بكلية العلوم، حيث ينضم إليه أكبر عدد من الطلاب، بالإضافة إلى أنه يحتاج الكثير من المواد والخامات، التي يخدم بها كل الأقسام.
الجريدة الرسمية