منازعات الاستثمار وهيبة الدولة!
الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي لم تخيب الظن فيها، رغم توليها المنصب منذ شهر فقط، ولكنها أثبتت فعلا أن لديها استعدادا للذهاب إلى أبعد مدى في ملف الاستثمار الصعب جدا، وأنا شخصيا متفائل لها، لأنني كتبت قبل 9 أشهر، وطالبت بتوليها ملف الاستثمار، لأنها نشيطة وصاحبة قرار، ولديها خبرة اقتصادية اكتسبتها من عملها في المؤسسات الدولية تؤهلها لحمل هذه الحقيبة المهمة..
الدكتورة سحر نصر وبمنتهى الجرأة فتحت ملف المنازعات الاستثمارية، وقررت إنهاء المشكلات التي كانت أمام لجنة فض المنازعات منذ سنوات، وتنفيذ القرارات الصادرة عن اللجنة، وبمنتهى الحزم والحسم والسرعة، وخلال 72 ساعة للحفاظ على هيبة الدولة، واستقرار الأوضاع القانونية، وتهيئة المناخ الجاذب للاستثمار، فهى تعلم جيدا أن جهود رئيس الجمهورية خارجيا وداخليا قد يفشلها صغار الموظفين في المحليات التي تبث سمومها للقضاء على الاستثمار..
الدكتورة سحر أيضا تجوب العالم لإقناع الأجانب بالاستثمار في مصر، وهي تعلم أن الأجنبي لن يأتي إذا كان المحلي يعاني، وأن الاستثمار طوق النجاة لمصر، ولذلك كان قرارها بسرعة تنفيذ قرارات مجلس الوزراء، والمجلس الأعلى للاستثمار بأحقية جامعة الدلتا في شراء الأرض المقامة عليها، بعد طول معاناة وتعرض أصحابها للتشويه من المسئولين في الدقهلية، تلك القضية التي كان لنا الشرف في طرحها هنا ومساندة أصحابها الذين أقاموا صرحا علميا وفر آلاف فرص العمل والتعلم، وذلك على مساحة 50 فدانا في جمصة وسط 8 آلاف فدان مازالت صحراء جرداء ومرتعا للحيوانات الضالة..
متى يدرك المسئولون أن الاستثمار مناخ وليس قانونا؟ وأن القانون وحده لن يستطيع جذب مستثمرٍ واحد مادام القائمون على تنفيذه كارهين للاستثمار، ويحقدون على المستثمرين، ومتى يدرك المسئولون أن مشكلة مصر ليست في 5% عمار، ولكن في 95 % صحراء جرداء ومسئوليتهم تعمير الخراب وليس تخريب العمار؟ حينما قرر رئيس الجمهورية رئاسة المجلس الأعلى للاستثمار بنفسه، فهو يعلم تماما أهمية هذا الملف، وأنه قضية حياة أو موت بالنسبة لمصر، ولكن للأسف الشديد هذا الشعور لم يصل إلى صغار الموظفين في المحليات، لأن حساباتهم مختلفة فالمعيار لديهم مصلحتهم الشخصية، وإذا تعارضت مع المصلحة العامة فلتذهب الأخيرة إلى الجحيم..
الملف الآخر والذي يحسب للدكتورة سحر نصر هو ملف المستثمرين السعوديين، حيث قررت إنهاء مشكلاتهم بعد طول انتظار، فالوزيرة الجريئة تعلم تماما أهمية العلاقات المصرية السعودية، وضرورة تهيئة الأجواء لعودتها إلى وضعها الطبيعي، وزيرة الاستثمار تعلم أن الدولة حينما أنشأت لجنة فض المنازعات من أعلى مستوى وزاري، كان هدفها هو سرعة حسم المنازعات المتعلقة بالاستثمار تشجيعا له، واستقرارا للأوضاع القانونية، بعد أن كانت تستغرق سنوات طويلة في قاعات المحاكم، ولكن للأسف الشديد كان عدم احترام وتنفيذ القرارات يفقدها أهميتها ويفرغها من مضمونها، لذلك أعطت هذا الملف أولوية قصوى، لأنه يحقق نجاحات سريعة تعود بالنفع على مناخ الاستثمار، فالتحية واجبة للدكتورة سحر نصر التي أثبتت أنها سيدة بمليون راجل، اللهم احفظ مصر
egypt1967@yahoo.com