مرصد الأزهر يكشف بشاعة ما يفعله «داعش» في عقول الأطفال
أظهر مرصد الأزهر الشريف في تقرير له صدر مؤخرًا بشاعة ما يفعله تنظيم داعش بعقول الأطفال وإفهامهم أشياء مغلوطة على أنها من صحيح الدين، وتصوير سفك الدماء وترويع الآمنين على أنه من الأفعال التي ترضي الخالق عز وجل.
وأضاف تقرير مرصد الأزهر، أن التنظيم الإرهابي بث سمومه عبر مناهج تعليمية هدفها أن تؤدي بعقول مستقبليها إما إلى موت حسي محقق أو إلى موت فكري وشيك، مؤكدًا أنه في ظل ما يعانيه هذا التنظيم من تقهقر وتراجع وخسائر مُني بها على كل المستويات، فقد عثر جنود عراقيون في المناطق الغربية التي تم استعادتها من مدينة الموصل على مناهج تعمل في الأساس على ترسيخ العنف والكراهية تجاه الديانات الأخرى، في عقول أطفال داعش التي لم تنضج بعد.
وكشف المرصد في تقريره أن أحد الكتب الدراسية التي يلقيها داعش على مسامع الأطفال، والمخصصة لمدارس التعليم الابتدائي، والتي تعمل على تعليمهم العمليات الحسابية، يُطلب من الطفل "كيفية تقسيم مجموعة من الرصاصات يبلغ عددها 42 رصاصة، لقتل مجموعة من الكفار يبلغ عددهم 7 كفار"، أو على سبيل المثال، كم يتطلب من الزمن لتصنيع مائة حزام ناسف يوميا، وكذلك إنتاج المتفجرات وتأثير الهجوم الانتحاري والاعتداء على الكفار من المواضيع التي تتكرر كثيرًا في مناهج داعش الدراسية.
الجدير بالذكر أيضًا أن "ديوان التعليم" كان واحدًا من أوائل المؤسسات التي تم إنشاؤها في عام 2014 ميلادية، بعد إعلان داعش ما يسمى بالخلافة، وكان يهدف إلى إدخال التعليم الجهادي من مرحلة التعليم الأساسي حتى الجامعة.
وتضم هذه المناهج دروس اللغة العربية والإنجليزية والتاريخ والجغرافيا والفيزياء والكيمياء والأحياء، والرياضيات، والثقافة الجهادية، وتم استبعاد الفنون المرئية والثقافة العامة كما قام تنظيم داعش بإعادة صياغة التاريخ والجغرافيا لتتلاءم مع النظرة العالمية للتنظيم؛ فيعلمون الأطفال أن عصر الحروب الصليبية لا زال مستمرًا حتى الآن، كما قام التنظيم بتغير اسم "شبه الجزيرة العربية" بـ"شبه جزيرة النبي محمد"، وأعاد للدول الإسلامية أسماءها القديمة "نجد، الشام، الحجاز".
ويرى مرصد الأزهر أن ذلك المحتوى الفكري المغلوط يعمل على تأصيل فكر القتال ومحاربة كل من يخالف أيديولوجياته في عقول هؤلاء الأطفال وسيؤدي الأمر حتمًا بهم إلى حافة الهاوية.