رئيس التحرير
عصام كامل

بيان ناري من الأزهر الشريف حول تجديد الخطاب الديني.. أمر التجديد منوط بعلماء «المشيخة».. التخصص وامتلاك الأدوات أهم ضوابطه.. لن نتجرد من أصول الدين وثوابته.. ونحذر الأمة من أي قراءات منحرفة

فيتو

اختتمت، مساء اليوم، بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، أعمال المؤتمر الدولي الأول الذي عقدته كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بجامعة الأزهر فرع القاهرة، تحت عنوان: «تجديد الخطاب الديني بين دقة الفهم وتصحيح المفاهيم»، برعاية الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب.


وحرص على حضور المؤتمر كوكبة من علماء الأزهر الشريف، أبرزهم: الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور أحمد عمر هاشم، والدكتور علي جمعة، عضوا هيئة كبار العلماء، والدكتور أحمد حسني رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين للبنين بالقاهرة، وجاء نص البيان الختامي للمؤتمر كالتالي:

إنه لما كانت المؤتمرات ملتقيات فكرية يتم فيها تلاقح الأفكار وتلاقي الرؤى، ولما كانت الأمة الإسلامية اليوم في أمس الحاجة إلى طرح مثل هذه القضايا الخطيرة التي تمس أمنها وسلامتها خصوصا في هذه المرحلة التي تمر فيها بمنعطف خطير.

وانطلاقًا من الدور الريادي الذي يقوم به الأزهر الشريف على المستوى العالمي؛ فقد تم عقد هذا المؤتمر برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، كخطوة إيجابية في التفاعل مع قضايا الأمة، وبعد الاستماع والمناقشة الجادة من بحوث قيمة في هذا المؤتمر وفق المحاور المحددة، اجتمعت اللجنة المُشكلة من كبار العلماء والمفكرين والمعنيين بهذا الشأن لصياغة البيان الختامي والمتضمن للمقترحات والتوصيات المستخلصة مما تم طرحه من بحوث وانتهت اللجنة إلى التالي:

أولًا: يرى المؤتمر أن تجديد الخطاب الديني لا يعني التجرد عن أصول الدين وثوابته ومسلماته أو الخروج على مبادئه وأخلاقياته؛ وإنما يعني البحث في أدلته المعتبرة ومقاصده العامة واستنباط ما يتفق منها ومتطلبات العصر.

ثانيًا: أن للتجديد أصلًا في كتاب الله الكريم وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وعمل المجتهدين من علماء الأمة، فلا يخفى على أحد أن الخطاب القرآني تغير من النداء من (يا أيها الناس) في العهد المكي إلى (يا أيها الذين آمنوا) في العهد المدني، وكذلك في السنة النبوية المطهرة في أحاديث كثيرة ومواقف متعددة من أهمها الحديث الصحيح الذي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها".

ثالثًا: تجديد الخطاب الديني له ضوابطه وأسسه التي يقوم عليها، من أهمها: التخصص وامتلاك أدوات التجديد من استيعاب اللغة العربية وقواعدها وأسرارها وكيفية التعامل مع الأدلة الشرعية ومع تراثنا الخالد واحترام العلماء والالتزام بآداب الخلاف والموضوعية في المناقشة والمحاورة وغير ذلك.

رابعًا: أمر التجديد منوط بالأزهر الشريف بالتنسيق مع المجتمعات العلمية المختصة على مستوى العالم الإسلامي في إطار الاجتهاد الجماعي لعلماء الأمة.

خامسًا: عقد ندوات علمية إعلامية بصفة دورية بالتنسيق مع علماء اعتمدهم الأزهر الشريف متحدين في مجال التجديد في وسائل الإعلام المختلفة ووسائل الاتصال الحديثة لطرح الأفكار والمفاهيم والتساؤلات والرد عليها.

سادسًا: يطالب المؤتمر العلماء بالانتقال بأنفسهم إلى مواضع خطابهم من المنتديات العامة ومجتمعاتهم ومراكزهم الثقافية والتعليمية وسائر المنتديات الشبابية.

سابعًا: ينبغي أن يعلم الجميع أن أمن الأمة وسلامتها وسلمها المجتمعي قائم على المنهج الوسطى المعتدل المستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين وتراث العلماء العاملين المخلصين لدينهم ولأمتهم ولأوطانهم.

ثامنًا: قيام العلماء بواجبهم نحو تحذير الناس من القراءات المنحرفة التي يقوم بها بعض أدعياء الثقافة والتحضر وما يبنى عليها من فهم خاطئ للنصوص الشرعية ومقاصدها.

تاسعًا: واجب البيان على العلماء أيضًا أن يُحذروا الأمة من قراءات أُخرى منحرفة لا تقل خطورة عن سابقتها، وهي القراءات المبنية على التكفير والتبديع والتفسيق بدافع سياسي أو حزبي أو مآرب شخصية، وهذا في الحقيقة تبديد لا تجديد.

عاشرًا: مراعاة طبيعة المتلقي للخطاب الديني زمانًا ومكانًا وثقافة ونوعًا.

الحادي عشر: قيام المؤسسات المعنية بترجمة صحيح الدين وتفنيد الأفكار المغلوطة إلى اللغات الحية.

الثاني عشر: تعزيز دور المرأة في النهوض بالخطاب الديني وإبراز دورها المتميز في خدمة الإسلام عبر القرون.

الثالث عشر: اتفاق علماء الأمة على كلمة سواء فيما بينهم فيما يثار من قضايا ونوازل تعرض للأمة، فإن الاتفاق من شأنه لمّ الشمل ووحدة الصف على هدي القرآن والسنة.

الرابع عشر: يهيب المؤتمر بالجهات ذات الصلة بقضايا الوعي والفكر أن تقوم كل جهة بما أنيط بها حتى تخرج هذه التوصيات من حيز التنظير إلى حيز التنفيذ، ومن قاعات النقاش والحوار إلى أرض الواقع.
الجريدة الرسمية