رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. مأساة بنت اسمها «فاطمة» بكفر الشيخ.. الفتاة القاصر تزوجت بعقد عرفي وفشلت في تحويله لرسمي.. اكتشفت عجز العريس في ليلة الدخلة وتبحث عن الطلاق في المحاكم منذ 4 سنوات

فيتو

«4 سنوات قضيتها في عذاب لا ينقطع.. أيام وشهور مرت علىّ وأنا لا أعرف طعمًا للراحة، فقد ارتكبت غلطة دمرت حياتي وقضت على مستقبلي.. وافقت على الزواج من شاب بورقة عرفية على وعد واتفاق بعقد القران الشرعي عندما أبلغ السن القانونية للزواج، ثم اكتشفت أنه غير قادر على القيام بواجباته الزوجية، فطلبت توثيق الزواج كى أحصل على الطلاق منه، إلا أنه رفض وحول حياتي إلى جحيم لا يطاق».. ما سبق هو ملخص مأساة فتاة في بداية العقد الثالث من العمر، وقعت ضحية لـ «زواج القصرات».. أما التفاصيل فيرصدها محقق «فيتو» في السطور التالية، كما جاءت على لسان الفتاة وأسرتها.


بداية الحكاية
«اسمى فاطمة عمرى الآن 21 عاما.. حكايتي أو مأساتي بدأت عندما تقدم أحد شباب منطقتي في كفر الشيخ للزواج مني، وكان عمري وقتها 17 سنة.. وافقت أسرتي عليه وانتهينا سريعا من إعداد بيت الزوجية، واتفقنا على موعد للزفاف، وعند «كتب الكتاب» قال المأذون إنه سيكتفى بكتابة ورقتى زواج عرفى مؤقتًا، لأننى لم أبلغ السن القانونية للزواج، وبعد عام واحد سيتم توثيق هذا الزواج رسميا.. وبالفعل تم الزفاف وسط فرحة الأهل والأصدقاء.. وفى ليلة الدخلة اكتشفت أن زوجى غير قادر على ممارسة العلاقة الزوجية نهائيا.. ظننت أن هذه الحالة مؤقتة وستزول مع الوقت.. مر الأسبوع تلو الآخر ولم يتحسن، فطلبت منه الذهاب إلى الطبيب بحثا عن علاج، ولكنه رفض بشدة وبدأ يعاملنى بقسوة وينهال علىّ ضربا بلا سبب، وكانه يحملنى مسئولية عجزه.. شكوت لأهلي فطلبوا منى أن أصبر، حتى مرت 3 أشهر وأنا مازلت عذراء.

العلاج أو الطلاق
وتابعت فاطمة، طالبته مجددا بعرض نفسه على الطبيب، فازداد رفضا وإصرارا على موقفه، ثم بدأ والده أيضا يسيء معاملتى واحتجزنى في غرفة داخل المنزل ومنع عنى الطعام، وبين الحين والآخر كان زوجى أو والده يعتديان علىّ بالضرب أو يسباني بأبشع الشتائم، وساءت حالتى الصحية والنفسية لدرجة أننى فقدت النطق لأربعة أيام متتالية".

الطلاق مقابل المال
صمتت الفتاة قليلا وتنهدت في ضيق واضح قبل أن تضيف: "اتصل والد زوجى بوالدى وقال له «لو عاوز بنتك ادفع 60 ألف جنيه مصاريف الفرح وتنازل عن قائمة المنقولات وكل حقوقها».. على الفور توجه والدى إلى نقطة الشرطة وحرر محضرًا ضد زوجى ووالده، وطلب من رجال المباحث أن يخلصونى من أيديهما، وبالفعل حضر رجال الأمن واصطحبونى معهم ثم توجهت إلى المستشفى وحصلت على تقرير طبى رسمى يوضح الإصابات التي لحقت بى نتيجة التعذيب.

واستطردت فاطمة: "عدت إلى منزل أسرتي وأنا مازلت بكرا، ثم بدأ فصل جديد من مأساتى تمثل في عدم قدرتى على الانفصال من ذلك الشخص، لأنه لا يوجد عقد زواج رسمى موثق حتى يتم بموجبه الطلاق.. طلبنا منه توثيق الزواج خصوصا بعد أن بلغت السن القانونية، ولكنه تعنت ورفض.. لجأت إلى المحاكم كى أجد حلًا لمشكلتى وأحصل على وثيقة زواج رسمية، وأيضا لم أصل إلى حل منذ 4 سنوات، خضعت خلالها لكشف "العذرية" 6 مرات وجميعها أكدت أنني بكر، ما ينفي مزاعم زوجى بأنه سليم معافى.. ثم ظهرت بارقة أمل عندما حصلت على حكم بتحويل الزواج العرفى إلى رسمى، منذ 6 أشهر ولم يتم تنفيذه حتى الآن، وأكد لى المحامى أن تعنت زوجى ووالده سيطيل أمد القضية لسنوات أخرى".

والدة الفتاة
من جانبها قالت والدة فاطمة: "لم نعرف طعم الراحة منذ 4 سنوات، لدرجة أننى أصبت بأمراض مزمنة تحتاج إلى علاج مدى الحياة.. نحن ندفع ثمن غلطة ارتكبناها عندما وافقنا على زواج ابنتنا القاصر بعقد عرفى".
الجريدة الرسمية