رئيس التحرير
عصام كامل

«أرامكو» تعيد ضخ الوقود إلى مصر.. وصول الشحنات مطلع أبريل المقبل.. وزير البترول: التوريد بالأسعار العالمية للنفط والسداد على 15 عاما.. واستمرار تعاقدات الكويت ومفاوضات العراق

 شركة أرامكو السعودية
شركة أرامكو السعودية

فجأة وبدون مقدمات أبلغت شركة أرامكو السعودية هيئة البترول مساء أمس الأربعاء بقرار عودة ضخ الوقود إلى مصر بعد توقف دام ٥ أشهر، وهو أمر كان غير متوقع للجميع.


وأكد المهندس عابد عز الرجال، رئيس هيئة البترول، أنه من المقرر وصول شحنات وقود أرامكو السعودية بمعدل ٧٠٠ ألف طن في مطلع أبريل المقبل.

وقال رئيس الهيئة في تصريح خاص لـ"فيتو": "إن قرار عودة أرامكو لضخ إمداداتها البترولية إلى مصر أسعدنا وكان مفرحا للجميع"، مضيفا أن توريد الشحنات السعودية سيكون على الأسعار العالمية للنفط". 

وأشار رئيس الهيئة إلى أن الميزة من التعاقدات التجارية مع أرامكو السعودية أنها تعطي الفرصة للدولة لسداد قيمة الشحنات لمدة ١٥ عامًا بفترة سماح ٣ سنوات.

مزايا أرامكو

وأوضح أن العلاقة مع شركة أرامكو السعودية كانت جيدة أثناء وقف إمداداتها البترولية لمصر، وكانت المفاوضات مستمرة في ذلك الحين. 

يذكر أن الاتفاق التجاري الموقع بين هيئة البترول والسعودية يتضمن أن يتم السداد على 15 سنة مع فترة سماح 3 سنوات، على أن يدفع الصندوق السعودي للتنمية مقابل المواد البترولية لشركة أرامكو بشكل فوري، ويستعيد تلك المبالغ من مصر على أقساط.

وتشمل شحنات المملكة العربية السعودية لمصر 400 ألف طن سولار و200 ألف طن بنزين و100 ألف طن مازوت شهريا، دون تحديد قيمة تعاقدية ثابتة لفترة 5 سنوات نظرا لأن سعر «برنت» متغير في الأسواق العالمية.

ووصلت الفاتورة الإجمالية لاستيراد شحنات وقود بديلة عن أرامكو السعودية منذ أكتوبر الماضي وحتى مارس الجاري إلى ١.٥ مليار دولار.

تداعيات القرار
 وعن تداعيات قرار عودة أرامكو لضخ الوقود إلى مصر، أكد المهندس مدحت يوسف، الخبير البترولي، أن إبلاغ شركة أرامكو السعودية، مصر بعودة ضخ شحناتها البترولية مرة إلى أخرى، جاء في التوقيت المناسب.

وقال الخبير البترولي في تصريح خاص لـ"فيتو": إن شحنات أرامكو ستعمل على تخفيف العبء عن الموازنة العامة، موضحا أن الاتفاق التجاري مع الشركة يتيح لمصر سداد قيمة الشحنات على ١٥ سنة وفترة سماح لمدة ٣ سنوات بتسهيلات ٣٪ .

الموازنة
وأشار إلى أنه بعد وقف "أرامكو" السعودية شحناتها البترولية إلى مصر في شهر أكتوبر الماضى، كان البنك المركزى يضخ شهريا ٣٠٠ مليون دولار للبترول لشراء شحنات بديلة بمعدل ٧٠٠ ألف طن دون تسهيلات أو أقساط، حيث كان التعامل مع تجار عالميين يتعاملون بمبدأ دفع قيمة الشحنة كاملة دون نقصان وهو أمر كان يحمل عبئا كبيرا على الموازنة العامة للدولة. 

وأضاف أن الاتفاق التجاري لشركة أرامكو مع مصر لا يوجد مثيل له في السوق العالمي للنفط، حيث ١٥ إلى ٢٠٪ من حجم الاستيراد الكلي للمنتجات البترولية من الخارج.

وأكد الخبير البترولي أن مصر مستمرة في طرح مناقصات عالمية لشراء الوقود من موردين عالميين بجانب شحنات أرامكو السعودية، موضحا أن الاستيراد الشهري للمنتجات البترولية يصل إلى ١.٤ مليون طن وقود، ويقسم إلى ٧٠٠ ألف طن يتم استيرادهم من الخارج والجزء الآخر من السعودية.

وتساءل الكثيرون ما هو مصير تعاقدات مصر مع الكويت لتوريد الخام والمفاوضات الجارية مع العراق لاستيراد مليون برميل خام وماهي الإجراءات التي اتخذتها وزارة البترول عندما أوقفت أرامكو السعودية شحنات الوقود عن مصر في أكتوبر الماضي.

تعاقدات الكويت ومفاوضات العراق
بدورها أكدت مصادر بهيئة البترول أن الوزارة ملتزمة بالتعاقدات التجارية مع الكويت على نحو توريد ٢ مليون برميل شهريا لمدة ٣ سنوات وطبقا للأسعار العالمية لخام برنت لأن الاستهلاك المحلي في تزايد وشحنات أرامكو ما هي إلا سد جزء من احتياجات السوق بنسبة لا تتعدى ١٥ إلى ٢٠٪ كما أن "البترول" لديها معامل تكرير طاقتها الاستيعابية كبيرة وتحتاج إلى خام لتكريره.

وأضافت المصادر أنه سيتم استقبال الخام الكويتي وتكريره لاستخراج مشتقات بترولية بنحو ١٤٠ ألف طن وقود لكل مليون برميل، موضحة أن الخام يعمل على تشغيل المعامل وتحقيق عائد اقتصادي منها في أن تكون معامل ذات مركز إقليمي للطاقة. 

وفيما يتعلق بمفاوضات العراق لتوريد مليون برميل خام شهريا أكدت مصادر بـ"البترول" أن المفاوضات مع شركة سومو العراقية ما زالت مستمرة حتى الآن، وأنه فور إتمام الوصول إلى صيغة نهائية للتعاقد ستورد منها الشحنات المتفق عليها.
الجريدة الرسمية