رئيس التحرير
عصام كامل

الخلاف يضرب «الأرثوذكسية والإنجيلية» مجددا.. كاهن يشعل النيران بقوله «مسيحهم غير مسيحنا واللى يروح عندهم ميتناولش هنا».. أزمة زواج في الفيوم بـ CD ورفض الصلاة على جثمان عروس أتليدم

فيتو

شرارة النار تشعل الخلاف بين الكنيستين الأرثوذكسية والإنجيلية «البروتستانت» مجددا، بعد هدوء حذر لم يستمر طويلا بين الجانبين لتعود مجددا إلى حدة الاختلاف، وذلك بعدما أثار الفيديو المتداول للقس أنسيموس راعى كنيسة مارجرجس ميت غمر بالدقهلية الكثير من الأقاويل.


مسيحنا غير مسيحهم
وقال راعى كنيسة ميت غمر،"انتبهوا وافتحوا آذانكم وقلوبكم وعقولكم، اللى يروح عند البروتستانت لأى سبب ترتيل كلام فاضي من ده محروم من التناول واللى يروح عند البروتستانت هو أو أولاده محروم من التناول، إحنا مسيحنا غير مسيحهم، إيماننا غير إيمانهم".

وأضاف القس انسيموس خلال كلمته بالقداس، الأحد الماضي، "نحن نقول باسم الأب والابن والروح القدس هما مبيقولهاش يبقى نمشى وراهم ازاى نبيع مسيحنا عشان هدية لاحل ولا بركة لأى حد أولاده بيروحوا عندهم ويتناول هنا".



وتابع راعى الكنيسة الأرثوذكسية، أن هناك فروقا كثيرة واحنا عندنا أسرار- إشارة للتناول كأحد أسرار الكنيسة القبطية- هما معندهمش أسرار واضح الكلام عشان منقعدش نلف وندور لاحل ولا بركة للى يروح هناك ويتناول عندنا".

إشكالية مسرح الكنيسة
وخلال اليومين الماضيين حدثت بلبلة نظرًا لموافقة المسئولين عن مسرح الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بتأجير الخشبة لفريق ترانيم غير منتم للأرثوذوكس بينما يتبعوا الإنجيلية، لتقديم عروض عليه تزامنا مع عشية أحد السعف، مما دفع الكثيرين لمطالبة الكنيسة برفض الحجز.

مدرس لاهوت يشيد بقرار إلغاء حجز ترانيم غير أرثوذكسي بالمسرح

أزمة اتليدم
مطلع العام الماضي تسبب رفض الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بقرية أتليدم التابعة لمركز أبوقرقاص في المنيا، الصلاة على جثمان عروسين لقيا مصرعهما ليلة الزفاف، إثر اختناقهما بالغاز داخل شقتهما، غضب واسع بين أبناء الطوائف المسيحية بالمحافظة.

وكان أقارب الضحيتين قد توجهوا للصلاة عليهما في كنيستهم الرسولية، إلا أنها لم تتسع للعدد الكبير وتغيب راعى نظرًا لسفره، فتوجهوا للكنيسة الأرثوذكسية، لكن كهنتها رفضوا الصلاة عليهما، لأن الفقيدين من البروتستانت، نظرا لاختلاف الطقوس العقائدية بين الكنيستين.

هجوم متبادل
وتزايدت حدة الهجوم بين الطرفين بشأن الأزمة وانتقادات لاذعة من الإنجيليين، مما دفع المجلس الإكليريكي بإيبارشية المنيا وأبو قرقاص للأقباط الأرثوذكس، لإصدار بيان توضيحي بشأن رفض الكنيسة القبطية بقرية اتليدم التابعة لمركز أبو قرقاص، صلاة الجنازة على جثمان زوجين (بروتستانت)، وافتهما المنية.

القبطية ترد
وقال المجلس في بيانه: "يعزّ علينا كثيرًا وفاة هذين الابنين وهما في مقتبل حياتهما الزوجية، ونتفّهم جيدًا مشاعر الذين تألموا لاعتذار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن عدم الصلاة على أحدهما".

الشعائر واختلافها
وأضاف البيان: "أن المشكلة تتلخص في الاعتذار عن عدم القيام بشعائر أرثوذكسية ومن خلال الكاهن الأرثوذكسي، وبخلاف ذلك لا توجد مشكلة في استخدام المكان، وليصلِّ فيه القسيس الرسولي، إن أراد ولم يكن هناك من بديل".

وأكد: "إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي الكنيسة التي لم تحد عن الإيمان القويم، منذ جاء إليها القديس مارمرقس في القرن الأول وحتى الآن".

وأوضح المجلس الإكليريكي: "إنهم يحترمون الآخرين، إنما يتمسكون بالعقيدة الأرثوذكسية، وندافع عنها ونشرحها، مسامحين كل من يتطاول علينا أو يسيء إلينا باسم التسامح والمرونة والحب".

وتابع: "إن كان هناك كثيرين ممن أساءوا لا تهمهم في الحقيقة لا الكنائس ولا المتوفى نفسه! ولو كانت الإساءة والتطاول يمكنها أن تجعل الكنيسة تتخلّى عن إيمانها أو تتفاوض فيه، لحدث ذلك منذ قرون حين كان السجن والنفي والقتل «كُنْ أمينًا إلَى الموتِ فسأُعطيكَ إكليلَ الحياةِ» (رؤ2: 10)".

أزمة زفاف
وفجر أحد الأشخاص خلال أكتوبر الماضي أزمة فريدة من نوعها، حيث رفضت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إتمام مراسم الزفاف لأحد الشباب نظرًا لثبوت انتمائه للكنيسة البروتستانتية.

مواطن مسيحي: الكنيسة القبطية رفضت زواج نجلي بسبب «سي دي»

وتصاعدت الأزمة مما دفع مجمع كهنة إيبارشية الفيوم، لإصدار بيان للرد عما أثير حول رفض الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالفيوم إتمام سر الزيجة لنادر نبيل زكي والمقيم بالقاهرة حاليًا منذ عدة سنوات.

وقال البيان: "إن الأخ نادر عقد خطبته بالقاهرة دون أن يحصل على شهادة خلو موانع من مطرانية الفيوم نظرًا لمعرفة آباء الفيوم بانتمائه البروتستانتي، كما حول محضر الخطوبة من القاهرة إلى مطرانية الفيوم لإتمام الزواج بالفيوم، ونظرًا لانتمائه البروتستانتي رفضت الكنيسة إتمام هذا الزواج داخلها".

وأشار المجمع إلى أنه في مكالمة تليفونية مع نيافة الأنبا أبرام أقر نادر أنه يخدم بالكنيسة البروتستانتية، موزعا أسطوانة مدمجة "CD" وأرفقها بدعوة الزفاف مستشهدًا فيها بأحد قادة البروتستانت مما يعكس اتجاهاته.

وبالإشارة إلى ما ذكره والد نادر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" تم حذف المنشور وقت كتابة البيان بأن القمص لوقا يوسف والقمص لوكاس عزت دعما موقفه أمام نيافة الأنبا أبرام، وبسؤال الأبوين نفيا ما تم ذكره تمامًا، بحد نص البيان.

وأعلن مجمع الآباء الكهنة بإيبارشية الفيوم دعمهم الكامل لموقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالفيوم ممثلة في شخص الأنبا أبرام أسقف الفيوم، وتمسكهم الكامل بالثوابت الكنسية من عقائد وطقوس وقوانين كنسية وتراث كنسي ولا يقبل المجمع ضغوطا بأي صورة للتنازل عن تلك الثوابت والمبادئ.

واستنكر المجمع أيضًا الإساءة أو التطاول على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وقادتها، ويهيب مجمع الآباء الكهنة بالجميع تحري الدقة للوقوف على حقائق الأمور.

وفى سياق آخر عقب تعرض القس داود لمعى، أحد كهنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للهجوم والانتقاد واتهام القبطية بأنها عبدة أوثان وما شابه، رد بالفيديو قائلا: "انا لن ولم أهاجم أي عقيدة، وإنما أدافع عن عقيدتى وما استلمته عن الآباء ونتحدث عن جمال كنيستنا والتناول والكهنوت والتوبة، وهذا يتم تأويله ويقولوا إننا بنغلط في الآخرين".

وأضاف أن القديسين والرسل كانوا متشددين في العقيدة وتصدوا لآريوس ونسطور وآخرين من أصحاب البدع وإلا كانت الكنيسة راحت، ولكنهم تمسكوا بإيمانهم وعقيدتهم".


الجريدة الرسمية