رئيس التحرير
عصام كامل

يوم الإفراج «عودة الروح».. تقرير مصور

فيتو

كانت دموعي تنهمر غزيرة كل ليلة.. أتلمس حضنك ورائحتك في فراشك الخالي.. أشم رائحة ملابسك لعل فيها سلواي.. ولكن هيهات.. تنزف روحي ألما من شوقي لصوتك ومداعبة شقيقاتك.. غابت ضحكتك التي كانت تملأ الدنيا بهجة ونورا.. حتى الماء لا يروقني.. ولا طعم لزاد في غيابك يا ولدي خلف القضبان.. كل ليلة تمر حالكة السواد.. تمر الثواني كجمرات في فراشي.. وكلما قالوا بخروج دفعة من المعفو عنهم أبتهل إلى الله أن تكون أولهم.. وأخيرا أراك تخرج من الباب الشاهق.. تسبقني روحي إليك.. آه لو نطقت دموعي لقالت لك فيض الشوق والعذاب الذي أحاط بنا بعد غيابك عنا واليوم ردت إلى روحي..





كم كنت أحتاج إلى حضنك الدافئ يا أمي منذ افترقنا.. لم أكن أرى للكون أيّ لون.. كانت نبضات قلبي المتسارعة تهمس باسمك في صدري.. كل دقة قلب تتبعها زفراتي وبكائي وأنيني.. واليوم أحملك بين ذراعي.. أحمل الحنان والوفاء والبر.. لا تخافي ولا تحزني بعد اليوم.. فقد ردني الله إليك لأعيش خادمك تحت قدميك دائما يا أمي.. أعددت قلبي وروحي وكياني كهدية تليق بعيدك يا أمي..


الفرحة ملأت قلبي وعدت طفلا صغيرا.. أصفق وأرقص معك.. فأنا اليوم ولدت من جديد.. عادت إلى روحي.. يا صاحبي السجن شاركوني فرحتي..


عيون تفيض بهجة بعد أن ابيضت من الحزن والكمد والألم.. البهجة تغمر الجميع.. سحابات السعادة هطلت مطر فرح غزيرا على الجميع.. لحظة لقاء الأهل والأحباب إبحار في فضاء الدفء والحنان في أجمل مراكبها.. مراكب ومواكب دموع الفرح..


واليوم.. أنزع عني رداء الكبت وجحيم السجن.. أتنفس عبير الحرية.. وأبدأ حياة جديدة.. والآن دعيني أغوص في حضنك.. تهطل دموعي.. تروي ذكريات همومي.. لتولد الفرحة من رحم الأحزان، وتُحلّق في سماء السعادة..

الجريدة الرسمية