رئيس التحرير
عصام كامل

أقباط العريش بين نار داعش ولهيب الهجرة «تقرير»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لم يعكر صفو العريش ويشوب نسمات ريحها الطيب سوى بارود الإرهابيين الذين ظهروا على السطح خلال تولي الرئيس المعزول محمد مرسي سدة الحكم وبعد ثورة عارمة أزاحت الإخوان والمعزول معًا لتزداد وتيرة الإرهاب.


ما يجري على أرض سيناء من حروب ضارية يخوضها الجيش المصري لمواجهة الإرهاب جعلت رجاله أول المستهدفين من التنظيمات الإرهابية، إلى جانب أفراد الشرطة والمواطنين الأقباط وكل المعادين والمعارضين لأفكار ما يسمى تنظيم "داعش" والتنظيمات المسلحة الأخرى.

بين الحين والآخر طالت يد الإرهاب أبرياء على أرض الفيروز لتكتب دفاتر الوفيات أسماء العديد من الشهداء سواء كان دفاعًا عن الأرض أو سكانها من المواطنين المدنيين مسيحيين ومسلمين، ومؤخرًا ضاق الخناق على أفراد الدواعش، مما دعاهم للتحرك بصورة أكثر غوغائية وأهدروا دماء ما يزيد على 6 مواطنين أقباط في أسبوع واحد ليثيروا الفزع والذعر بين سكان المنطقة.

وفى ظل تنامى الأعمال الإرهابية تزامنًا مع توالى ضربات القوات المسلحة الموجعة للتنظيمات، جعل الأقباط مخيرين ما بين "الشتات والنزوح أو البقاء أمام نيران داعش"، فاختار الكثيرون الخيار الأول ونزحوا لمحافظات الجوار بـ"الإسماعيلية وبورسعيد والقاهرة" وغيرها من المحافظات.

وتركوا خلفهم أموالهم وممتلكاتهم آملين استقرار الأوضاع للعودة مجددًا إلى العريش صاحبة الطبيعة الخلابة، وتزايد الأقباط النازحون بالإسماعيلية على 150 أسرة، والقاهرة 55 أسرة، بالإضافة للجيزة التي نزحت إليها 11 أسرة وأسيوط نحو 15 والدقهلية 7 وغيرها من المحافظات.

وتسعى الدولة لإيجاد حلول للنازحين وتوفير مسكن مؤقت لهم بدلا من النزول بالمعسكرات وتوفير إعاشة للموجودين بالإسماعيلية، بينما أغفل المسئولون النزلاء بالمحافظات الأخرى ذات التكتلات الأقل.

ورغم تكرار أزمة النزوح من العريش على مدى السنوات الماضية للأقباط على خلفية تهديدات واستهداف العناصر الإرهابية لهم ولم يعد إليها من تركوها فإنهما ما زال يسودهم الحنين إلى أرض الفيروز.

ووسط أزمة النزوح وشتات الأقباط كونهما أحد المستهدفين من أفراد التنظيمات الإرهابية، ظل البعض مغلوبًا على حاله للبقاء وسط لهيب النيران وظلت قرابة الـ 13 أسرة على جبهة الحرب.

لم تتوان القوات المسلحة عن بذل كل الإمكانيات لتأمين العازمين على الخروج من أرض الفيروز نزوحًا أو تحركًا لمحافظات أخرى، وحينما يجدوا مسيحيًا داخل إحدى السيارات يسجلون بياناته والموقع الذي يعتزم الخروج إليه ويسجلون في الأماكن صورة للسيارة ورقم اللوحات المعدنية التي يستقلونها.

وما زالت المواجهات تتواصل على أرض العريش بين جيش مصر وأتباع التنظيمات الهدامة، ورغم سقوط العديد من قيادات وأفراد الأمن شهداء حال المواجهات أو على خلفية استهداف الإرهابيين تزداد مؤشرات القوة والإصرار لدى الجيش لاقتلاع الإرهاب من جذوره.
الجريدة الرسمية