«شومان» من أكاديمية الشرطة: الدين ليس حكرا لأحد وباب الاجتهاد مفتوح
عُقدت ندوة تحت عنوان "تحقيق الأمن المجتمعي ضرورة حياتية تضامنية"، بأكاديمية الشرطة، في إطار فعاليات البرنامج التوعوي المنعقد بين الأزهر الشريف ووزارة الداخلية، لحفظ الأمن داخل المجتمع المصري.
حاضر في الندوة الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، بحضور ضباط ومجندين وأمناء ومساعدين.
قال وكيل الأزهر خلال الندوة، إن تحقيق الأمن له دور كبير في استقرار المجتمعات، مضيفًا: "وقد شعرنا في مصر بذلك حينما فقدنا الأمن في وقت من الأوقات، وأصبح الناس يتشوقون لرؤية رجل الأمن في الشارع، لتحقيق الحماية والطمأنينة لهم، مبينًا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرهم بما لم يبشر به العلماء ولا أهل الخير والصدقات فقال صلى الله عليه وسلم: " عينان لا تمسهما النار» منهم عين باتت تحرس في سبيل الله، وهذا أكبر تكريم لهم على دورهم العظيم في حماية الأوطان وحفظ الأمن ونشر السلام بين الناس".
وذكر "شومان" أن ثقافة الأمن المجتمعي مهمة لرجل الأمن، حيث تساعده في تجاوز الكثير من المواقف الصعبة وكيفية التعامل مع المجرمين والمغيبين، موضحًا أن قدر رجال الشرطة والجيش أن يتحملوا كثرة الأعباء الملقاة على عاتقهم وأنهم يتعرضون للكثير من المخاطر، مشيرًا إلى أن من يتربص بالأمة يدرك أن سقوط مصر هو الطريق للقضاء على الأمة، لكن مصر لن تسقط أبدًا بفضل رجال مصر الشرفاء من الجيش والشرطة.
وأوضح أن المتشبعين بالفكر المتطرف لن يردعهم القتل؛ وإنما يردعهم الفكر المستنير، موضحًا أنهم مغيبين وعلينا العمل على تقويم أفكارهم لعودتهم إلى رشدهم بمواجهتهم بالمنهج الوسطي المستنير، لافتًا إلى أن الأزهر أنشأ مرصدًا خصيصًا لمجابهة أصحاب الفكر المتطرف وتفنيد الشبهات التي يستخدمونها وإظهار ضعف الحجج والأدلة التي يستدلون بها وبطلانها.
وأجاب وكيل الأزهر عن أسئلة الحضور، ومنها سؤال حول مناهج الأزهر وربطها بالفكر المتطرف، وأكد أن مناهج الأزهر التي علمت أبناء مصر والعالم على مدى قرون بلغوا ما يقرب من مليوني طالب وطالبة، وحاليًا يوجد ما يزيد عن 40 ألف طالب وطالبة من أكثر من مائة دولة على مستوى العالم يدرسون بالأزهر، ولم يثبت يومًا أنها أنتجت فكرًا يخالف المنهج الوسطي المعتدل، ولم تتقدم يومًا دولة بشكوى أو اعتراض على تعليم أبنائها في الأزهر لملاحظتها سلوكًا متطرفًا ممن درسوا أو تخرجوا في الأزهر.
وأضاف أيضًا:"ما يأتينا من هذه الدول هو العكس تمامًا، فالإشادات وطلبات زيادة أعداد المنح الدراسية تزداد سنويًا، ولو كانت مناهج الأزهر متطرفة ما توافد علينا الطلاب من حول العالم، مؤكدًا أن مناهج الأزهر هى التي حمت الأمة ومن يعيش فيها من مسلمين وغيرهم"، مشددًا على أن استهداف الأزهر والحرب الموجهة ضده هى حرب على الإسلام.
وعن تجديد الخطاب الديني، قال "شومان": "إن الأزهر مؤمن بمسألة تجديد الخطاب الديني، فهو من لوازم شريعتنا السمحة وأن الإسلام نفسه وصل إلينا بطريق التجديد، فالأحكام الثابتة التي لا تقبل التغيير والتبديل في شريعتنا وهى الأصول قليلة، وفي المقابل نجد ما لا يُحصى من الفروع التي تقبل الاجتهاد والتطويع لتناسب الزمان والمكان وأحوال الناس".
وأشار إلى أن الدين ليس حكرًا ولا ملكًا لأحد، وباب الاجتهاد مفتوح، شريطة امتلاك أدواته وأن يكون من يتصدى له متمسكًا بالمنهج الإسلامي الوسطي.