رئيس التحرير
عصام كامل

«تمثال المطرية» حائر بين «رمسيس الثاني» و«سنوسرت الأول».. حواس: تبعيته لملك من الدولة الوسطى «مستحيل».. عشماوى: لم نتوصل لاسم صاحب التمثال.. ومصادر: كل الدلائل

تمثال المطرية - صورة
تمثال المطرية - صورة ارشيفية

الحيرة والجدل سيطرا على أساتذة وعلماء الآثار بشأن تحديد صاحب التمثال المكتشف بالمطرية منذ أيام، في البداية اتجهت الآراء نحو أنه تمثال رمسيس الثانى لاكتشافه أمام معبده بمنطقة حفائر سوق الخميس بالمطرية، وذلك بعد انتشال الجزء الأول وهو عبارة عن تاج الرأس للتمثال.


ولكن بعدما تمكنت وزارة الآثار من انتشال الجزء الثانى من التمثال بالأمس وهو الجزء الأكبر والذي يبلغ وزنه 8.5 أطنان، ظهرت ترجيحات بأن التمثال للملك سنوسرت الأول ويعود لعصر الدولة الوسطى وبالتحديد الأسرة 12، ولكن رمسيس الثانى استخدمه في معبده.

رمسيس الثانى
أكد الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، عالم المصريات، أن التمثال المكتشف بمنطقة حفائر سوق الخميس بالمطرية، يعود للملك رمسيس الثانى، لاكتشافه أمام معبده الذي تم اكتشافه من قبل.

وأشار إلى أن هناك ثلاثة ملوك يشتهرون بصناعة التماثيل الضخمة لهم وهم سيتى ورمسيس الثانى، وأمنحتب.

التماثيل العملاقة
وأكد "حواس" في تصريحات خاصة لـ "فيتو"، أنه من المستحيل أن يكون التمثال المكتشف بالمطرية يعود لعصر الدولة الوسطى الذي لم نر تمثالا واحدا فيها بهذا الحجم أو يبلغ وزنه نحو 10 أطنان، مشيرا إلى أن الملك الوحيد الذي اشتهر بالتماثيل من هذا الحجم هو رمسيس الثانى. وأوضح حواس، أن الترجيحات التي تدل أن التمثال المكتشف بالمطرية هو للملك سنوسرت الأول غير صحيحة على الإطلاق، ولكن كل الشواهد تؤكد أنه لرمسيس الثانى.

وكان الدكتور زاهى حواس أكد أن سوق الخميس هو موقع أثري مهم، وقال: "بدأت فيه شخصيا بأعمال الحفائر وعثرنا بداخله على بقايا معابد للملك إخناتون والملك تحتمس الثالث والملك رمسيس الثاني".

وأضاف: "تعاني منطقة المطرية من مشكلة كبيرة جدا وهي أن جميع المنازل والمباني الحديثة مبنية فوق بقايا معابد ومقابر أثرية، كما أن أغلب الآثار الموجودة بها سواء من التماثيل أو المعابد موجودة أسفل المياه الجوفية بأعماق تتراوح ما بين اثنين إلى أربعة أمتار تحت المياه، مما يشكل صعوبة في نقل هذه الآثار من أسفل المياه الجوفية إلى أعلي سطح الأرض، وقمت بالحفر والكشف عن مقبرتين إحداهما كانت موجودة تحت المياه الجوفية".

تمثال كامل
وتابع: "جميع الآثار والتماثيل التي عثر عليها في منطقة المطرية لا يوجد بها تمثال واحد كامل، حيث إن هذه التماثيل قد تم تدميرها خلال العصور المسيحية، حيث اعتبرها المسيحيون مباني ومعابد وثنية وأغلقوها ودمروا جميع التماثيل والمعابد واستخدموا أحجارها في بناء الكنائس والمنازل، والمباني الخاصة بهم، لذلك لن يعثر في المطرية على تمثال واحد كامل".

وقال: "اتصلت بعالم الآثار الألماني ديتريش رو، رئيس البعثة الألمانية في حفائر المطرية لمعرفة أبعاد الاكتشاف، وقد أرسل لي بيانا مصورا كاملا بأعمال الحفائر، كما أرسل صورا توضح الخطوات التي قام بها في عمليات النقل".

عمال قفط
وأضاف: "كما أحب أن أحيط علمًا بأن عملية نقل أي تمثال بحجم كبير كتلك التمثال الذي تم اكتشافه في المطرية، كان يشترك فيه رؤساء العمال من مدينة قفط وهم مدربون على أعلى مستوى لنقل التماثيل الثقيلة ولدينا مثال من هؤلاء العمال في سقارة هم عائلة الكريتي الذين نقلوا العديد من التماثيل والتوابيت التي تزن في بعض الأحيان ٢٠ طنا، ونظرا لما تم في العصور المسيحية، فقد تم تكسير التمثال المكتشف في المطرية إلى عدد من القطع، ونظرا لضخامة التمثال أؤكد أنه للملك رمسيس الثاني وليس لأي ملك آخر".

وتابع: "تم العثور على معبد يخص هذا الملك في هذا المكان، كما عثرت البعثة على قطعتين من التمثال، تتمثل القطعة الأولى في جزء من التاج والقطعة الثانية عبارة عن جزء كبير الحجم من جسم التمثال والذي يزن ٧ أطنان، واتضح أن التاج يمثل جزءا كبيرا من الرأس يتكون من جزء كبير من التاج والأذن اليمنى رائعة وكاملة وجزء من العين اليمنى، وقد قامت البعثة باستخدام الونش لاستخراجه من باطن الأرض وهذا تصرف سليم مائة بالمائة، حيث يستخدم الونش في جميع المناطق الأثرية".

رئيس البعثة الألماني
وقال: "أكد لي رئيس البعثة ديترش رو، أن عملية رفع الجزء من الرأس تمت بحرفية شديدة، وأنه لم يحدث له خدش واحد، وأن التهشم الموجود في الوجه قد حدث في العصور المسيحية، ولذلك تم نقل هذه القطعة الصغيرة بسهولة تامة أما باقي التمثال والذي يمثل الجزء الكبير منه فموجودة بالموقع".

سنوسرت الأول
كما كشف الدكتور أيمن عشماوى، رئيس البعثة المصرية الألمانية، أن التمثال المكتشف بمنطقة حفائر سوق الخميس بالمطرية من المرجح بالفعل أن يكون للملك سنوسرت الأول بعدما كانت الترجيحات تشير إلى أنه للملك أمنحتب نظرا لتشابه ملامح وجهه والتاج الخاص به مع تماثيل الدولة الوسطى وبالتحديد "الأسرة 12".

وأشار إلى أن البعثة ووزارة الآثار تتعامل مع الكشف بنفس الأهمية سواء كان التمثال للملك رمسيس الثانى أو لملك آخر، ولكن تبقى أهميته الكبيرة في اكتشافه أمام معبد رمسيس الثانى.

خرطوش التمثال
وقال عشماوي في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، إن الخرطوش الموجود في ظهر التمثال مكتوب عليه لقب فقط ولا يحتوي على اسم صاحب التمثال لأن أجزاء منه مفقودة حتى الآن، مشيرا إلى أنه سيتم دراسة ذلك والتوصل إلى صاحب التمثال الأساسى من خلال مقارنته بالتماثيل الأخرى المكتشفة لعصر الدولة الوسطى، ولكن هو في النهاية تمثال من تماثيل معبد رمسيس الثانى.

المقارنة والدراسة
وأوضح رئيس البعثة المصرية الألمانية، أن البعثة بالتنسيق مع وزارة الآثار ستقوم بمقارنة التمثال المكتشف بمنطقة حفائر سوق الخميس بالمطرية وتحديد من هو صاحب التمثال من خلال الدراسات التي قد تستغرق أسبوعين.

وكانت مصادر مطلعة بوزارة الآثار، أكدت أن التمثال الذي تم اكتشافه بمنطقة حفائر سوق الخميس، بالمطرية ليس لرمسيس الثانى كما يشاع، ولكنه من المرجح بنسبة 90% أن يكون للملك سنوسرت الأول.

وأضافت المصادر لـ"فيتو"، أن معظم تماثيل الدولة الحديثة التي ينتمي إليها رمسيس الثانى الأسرة 19 كانت بها الكوبرا في منطقة الوجه، ولكن هذا التمثال لا يوجد به ذلك، كما أن ملامح التمثال وطريقة رسم العيون تؤكد أنه يعود للدولة الوسطى وبالتحديد "الأسرة 12" ومن المرجح بنسبة كبيرة أن يكون للملك سنوسرت الأول، ولكن الملك رمسيس الثانى أعاد استخدامه كما كان معروف عن بعض الملوك قديما.

وأوضحت المصادر، أن الخرطوش الموجود على ظهر التمثال سيؤكد إذا كان هذا التمثال بالفعل للملك سنوسرت الأول وأن الملك رمسيس الثانى أعاد استخدامه من عدمه وهذا سيتم بعد نقله للمتحف المصرى بالتحرير.

تسجيل وتوثيق التمثال
وقال ناصف السيد عبد الواحد، مدير عام وحدة الاختيارات الأثرية بالمتحف الكبير، إنه سيتم تسجيل وتوثيق التمثال المستخرج من منطقة سوق الخميس بالمطرية في سجلات منطقة آثار المطرية اليوم الثلاثاء وذلك بعد أخذ مقاساته بالكامل، مشيرا إلى أنه سيتم بعد تسجيله في سجلات المنطقة المكتشف بها كتابة استمارة اختيار لعرضها بالمتحف المصرى الكبير تمهيدا لنقله إليه بعد عرضه في حديقة المتحف المصرى بالتحرير لفترة 6 أشهر.

وأكد مدير عام وحدة الاختيارات الأثرية بالمتحف الكبير، في تصريحات خاصة لـ "فيتو"، أنه تم تسجيل تمثال سيتى الثانى المستخرج من نفس المنطقة والمحفوظ بمخزن متحف المطرية في سجلات المنطقة تمهيدا لنقله للمتحف المصرى الكبير.
الجريدة الرسمية