رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الأوقاف في مؤتمر «مصر لكل المصريين»: تجاوزنا اللقاءات الشكلية

فيتو

شارك اليوم الإثنين محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، في مؤتمر "مصر لكل المصريين" الذي نظمته الهيئة الإنجيلية بفندق "فيرمونت هليوبوليس" بحضور وزير الثقافة حلمي النمنم، والدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية، ومصطفى الفقي المفكر السياسي، ونفين مسعد أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية، ولفيف من الأئمة والقساوسة، والفنانين، والمبدعين والمفكرين، والإعلاميين.


وفي كلمته، أكد وزير الأوقاف أننا تجاوزنا اللقاءات والاجتماعات الشكلية إلى العمل الحقيقي الجاد، من خلال عقد الندوات واللقاءات الميدانية، والتفاعل مع المجتمع بشتى طوائفه وتوجهاته الفكرية والثقافية، مشيرًا إلى أن تنمية القواسم الإنسانية المشتركة التي تؤمن بالتنوع والتعدد وقبول الآخر أساس للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والرقيِّ بالعقلية المصرية من خلال الأفكار والأطروحات التي تسهم في تقوية أواصر الوحدة الوطنية بين أبناء المجتمع المصري، بعيدًا عن الخلافات الطائفية والمذهبية التي تهدد أمن واستقرار المجتمع.

وأكد أن الوزارة عقدت العديد من اللقاءات مع هيئة الطائفة الإنجيلية لمد جسور التعاون بينهما، مثل ندوة "المواطنة المتكافئة حقوق وواجبات" والتي عقدت لترسخ قيم المواطنة والتعايش السلمي وتربية النشء على الخطاب المعتدل والقيم الوسطية التي تدعو إلى المحبة والتسامح.

وأوضح أن توصيات المؤتمر السابع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بعنوان "دور القادة وصانعي القرار في نشر ثقافة السلام ومواجهة الإرهاب والتحديات" برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومشاركة لفيف من الوزراء، والمفتيين، والسفراء، والمبدعين، والتي جاء في توقيت غاية في الأهمية، فهي تعبر عن التلاقح الفكري للخروج برؤية إصلاحيه للعديد من القضايا.

ولفت إلى أن المرحلة التي نمر بها تقتضي التحول من ردّ الفعل إلى الفعل، والعمل على نشر ثقافة السلام من خلال برامج تعايش إنساني على أرض الواقع على مستوى كل دولة على حِدَة وعلى المستوى الإنساني والدولي، كما أنها تشير إلى ضرورة التركيز على القواسم المشتركة بين الأديان في الخطاب الديني والثقافي والتربوي والإعلامي كأساس للتعايش الإنساني.

وأشار إلى أن مصر أرض المحبة والسلام حفظت التراث الإنساني على تنوعه، وهذا ما لمسته الوفود المشاركة في المؤتمر عند زيارة المعالم السياحية والتاريخية، مما يؤكد التعانق بين المسيحية والإسلام كأساس للوحدة الوطنية والعيش المشترك على ترابها الغالي.

وشدد على ضرورة تفنيد الفكر المتطرف، وعدم ربط الإرهاب بالأديان وترسيخ قيم المواطنة المتكافئة، محذرًا من انطماس الحس الإنساني الذي يجرد الإنسان من قيم الرحمة والتسامح، كما دعا إلى قيام العلماء المتخصصين بتفسير النصوص ودحض الشبه مع استخدام أحدث الوسائل الإلكترونية والتواصل مع القيادات البرلمانية لسن القوانين التي تُجَرّم التمييز على أساس الدين أو اللون أو العرق.

من ناحيته، أشاد الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بتوصيات مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية السابع والعشرين بما تحتويه من حلول للعديد من القضايا التي تشغل العالم، ورؤى مستقبلية لما ينبغي أن يكون عليه التعايش السلمي، معلنًا عن تبنيها لتكون واقعًا ملموسًا بين الناس.

كما أكد رئيس الطائفة الإنجيلية على أن مصر قدمت أفضل النماذج للعيش المشترك والتعايش السلمي بين طوائف المجتمع المصري، مشيدًا بتحرك المجتمع المدني في التعامل مع العديد من الأحداث، مثمنًا دور مجلس النواب في تشريعاته التي تحفظ النسيج الوطني وحق المواطنة كأساس للتعايش مثل قانون بناء الكنائس وترميمها، مشيرًا إلى أن أكثر ما يسهم في الوحدة الوطنية في المرحلة الحالية هو الاستقواء بالداخل، مع رفض أي تدخل خارجي، فليس للمصريين إلا العيش المشترك النابع من حب الوطن.
الجريدة الرسمية