رئيس التحرير
عصام كامل

محمود صالح يكتب: فصل «ساويرس» من المصريين الأحرار «ندالة سياسية».. عصام خليل ليس له مستقبل سياسي ولا يجيد التعامل مع الجمهور.. الحزب أحد مكاسب 25 يناير.. وتدميره خسارة فادحة لمصر

نجيب ساويرس وعصام
نجيب ساويرس وعصام خليل


تحت عنوان عملية اصطياد «الرجل الأبيض» في حزب «المصريين الأحرار»، كتب الكاتب الصحفي محمود صالح أن ما يحدث في حزب المصريين الأحرار الآن شبيه لما حدث في الحزب الناصري الذي كان يمتلك قيادات كبيرة وتستطيع التغيير لكن تعرض لعملية تفجير من الداخل أدت إلى نهايته.


وأوضح «صالح» في مقاله المنشور بموقع «الصباح»، أنه في أربعينيات القرن الماضي حاول البعض فرض شخص مجهول لمنصب وزارى مهم، وفى هذه الأثناء أطلق عليه محمد التابعى لقب « الرجل الأبيض » تعبيرًا عما يتمتع به هذا الرجل من انعدام معنى وقدرات وتحول اللقب سريعًا إلى اسم الرجل ولقبه في كل مكان حتى داخل أروقة الوزارة نفسها التي خرج منها هذا الوزير دون أن يذكره أحد.. خرج مشيعًا بالسخرية والاستهزاء حتى الآن !

ويكمل «صالح» أنه سأل أحمد فؤاد نجم مرة عن نجيب ساويرس وعلاقته به، فجاوبه الفاجومي أن «ساويرس» رجل فنان وابن بلد ويختلف عن الكثيرين من طبقة رجال الأعمال التي طالما هاجمها نجم في شعره وأحاديثه.

وقال الكاتب الصحفي إن حزب المصريين الأحرار يعد أحد المكاسب القليلة التي تحققت على صعيد الحياة الحزبية، وقدم أداءً قويًا وجادًا، وكان في مقدمة من تصدوا بقوة وفهم لموجة الإرهاب الإخوانى، ثم كان الحزب في مقدمة مؤيدى الرئيس عبدالفتاح السيسي لحظة ترشحه، وتطور أداؤه إلى حد كان يمكن اعتباره «نموذجًا» لحزب سياسي يعمل لتوسيع مساحة المشاركة، ويفتتح مقرات، وله وجهة نظر متماسكة، ومخلص بصورة حقيقية لليبرالية، ما أدى لفوزه بعدد من المقاعد « 66 مقعدًا» في البرلمان الحالى.

وأكمل إنه في بداية العام 2017 حدثت مفاجأة غير سارة حين ظهر عصام خليل رئيس الحزب ليعلن أن هناك مؤتمرًا عامًا سيتم تدشينه، من أجل تعديل لائحة المصريين الأحرار، ويعلم كل من قرأ لائحة الحزب أن اللائحة تشترط موافقة مجلس أمناء الحزب، لكن عصام خليل الذي قرر وارتضى، وكان سعيدًا أن يلعب دور محطم الحزب، وهادم جهود 5 سنوات من العمل السياسي المحترم بداخله، لم يكترث لا بلائحة ولا بقانون، وقرر أن يعقد مؤتمرًا غير شرعى وغير قانونى، ثم قرر فصل نجيب ساويرس، ثم قاد هو ومجموعة أخرى هجومًا على مؤسس الحزب واتهامه بأنه خبير في هدم الأنظمة.

ووصف محمود صالح ما يحدث بالندالة السياسية غير المسبوقة، وخسارة فادحة لمصر قبل كل شىء، فالقانون نفسه واضح في أن الحزب قد اتخذ إجراءات عبثية تمامًا، وأن إيحاءات الرجل الأبيض عصام خليل بأن هناك من يؤيده في هذا العبث ليست صحيحة، هناك بالطبع من ألمحوا له، لكن الدافع الأساسى له لم يكن أكثر من محاولة إرضاء من لم يطلب منه شيئًا، فضلًا عن محاولة عقاب ساويرس على قصره الدعم على الحزب وأنشطته وعدم الدعم «الشخصى» لمجموعات اعتبرت أنها تعمل وتحصل على قوتها من ريع حزبى أصبح حقًا أو مرتبات لهم، وهذه حقيقة موثقة.

وأكد أن عصام خليل لا يجيد مخاطبة الجمهور، وليس له أي تاريخ سياسي، ولن يكون له بالطبع أي مستقبل سياسي، سيعتمد على تفاهات كبرى من عينة حصول المصريين الأحرار على مقعدين شاغرين برحيل على مصيلحى وأنور السادات عن البرلمان، لكن أكثر اعتماده سيكون على تصوير الأمر على غير حقيقته.

وأكمل أن الرأى العام كله ينبغى أن يضع الأمور في نصابها، وهو أن عملية تدمير حزب تتم دونما مبرر.
الجريدة الرسمية