بالصور.. حكاية طفل أصيب بمرض نادر.. ووالده: «بعت جهاز وشبكة بنتي»
«الفقر والمرض وجهان لعملة واحدة وهي الموت» فبعض المستشفيات الحكومية في نظر الفقير تشبه أسواق بقايا الطعام التي يلجأ إليها رغم علمه أن أضرارها أكثر من منفعها لكن لا يوجد لديه ما يستطيع شراءه لسد جوعه سواها؛ هكذا المستشفيات الحكومية يلجأ إليها المريض الفقير رغم علمه بأنها ستزيد من عنائه لكنه لا يوجد لديه بديل آخر.
"محمد سيد" ذات الست سنوات الذي يعيش في منطقة القصيرين بالقاهرة، لا يعلم ما هو أخطر لديه، هل إصابته بسرطان في المخ؟، أم إنه ابن لرجل فقير أودعه في مستشفى جعله يصارع آلاما لا طاقة له بها؛ جعلت رأسه تنتفخ، فما زال يصرخ من آلام العملية الجراحية أكثر من صراخه لآلام مرضه النادر.
ويبدأ الأب المكلوم حديثه: "ابني جاتله تشنجات وودناه مستشفى الدمرداش فقالولي اعمله إشاعات اللى ظهرت فيها أورام في المخ لكن هما قالوا لا ده خراج وبعد ما اتحجز 23 يوم على إنه خراج فتحوا لقيوها ورم وعملوله العملية وأوهمونا إنها نجحت لكن بعد تلت شهور جه لابني تشنجات تاني فقالولي اعمله إشاعة رنين تاني وقالى الدكتور دا الورم رجع تاني ورجع أكبر من الأول؛ فحجزوه وعملوله عملية تاني".
ويكمل والد الطفل: "بعد العملية التانية ابني راسه ورمت جامد وكل ماروح لمكان يحولني للتاني شغال بين معهد الأورام ومستشفى الدمرداش وكل يوم حالة ابني بتزيد أكتر وعلشان إحنا فقراء مفيش حد راضي يبصلنا".
ولا يعرف والد محمد ماذا يفعل، حيث إنه قام ببيع جهاز بنته الذي كان قد اشتراه لها وعندما لم يرَ أمامه شئ آخر لكي يعالج ابنه الوحيد الذي رزقه الله به على كبر بعدما أنجبت له زوجته خمسة بنات، قام بالاتفاق مع خطيب ابنته على بيع شبكتها على الرغم من أن زواجها كان من المفترض أن يقام الشهر المقبل، فيقول الوالد "لما مالقتش أي حاجة أصرف بيها على علاج ابني بعت جهاز بنتي إلى كنت جايبهولها وبعدها الفلوس خلصت فجه خطيبها قالي خد الشبكة بيعها مع أن فرحهم المفروض الشهر الجاي وأنا مش عارف ألاقيها منين ولا منين ومش عارف أعمل إيه".
وتقول "أم محمد": "ابنى بيصرخ طول اليوم مش بيسكت إلا لما ينام نفسه يلعب زي الأطفال إلى في سنة، دا حتى لما بينزل الشارع العيال بيخافوا يلمسوه"؛ وزادت حالة الطفل سوءا حيث تقول الوالدة اليوم في اتصال بصوت مرتجف وضربات قلب سريعة "ابني دلوقتي مابقاش ياكل ولا يشرب ومابقاش يحرك إيده اليمين عنيه احولت وكل شوية يزداد حالته سوء والسرطان انتشر على المخ كله.. حد يلحق ابني قبل ما يضيع مني وماعنديش غيره".
وأضاف محمد بعين أنهكتها الألم وصوت باهت: "نفسي أخف وأنزل ألعب مع أصحابي في الشارع".
