رئيس التحرير
عصام كامل

حمدي السطوحي: عملية إنقاد معابد أبو سمبل «معجزة»

أبو سمبل
أبو سمبل

قال المعماري حمدى السطوحى، مُقترح ومُصمم متحف «أبو سمبل»، إن عملية إنقاذ معابد «أبو سمبل» من الغرق بمياه بحيرة ناصر كانت عملية عبقرية بكل المقاييس، استلهم فيها المصريون إبداع أجدادهم الفراعنة.


وسرد «سطوحي» بداية عملية الإنقاذ، منذ نداء اليونسكو في 8 مارس 1960 لكي تشارك الحكومات والمؤسسات العامة والخاصة والأفراد في العالم كله في إنقاذ معبد «أبوسمبل»، وهو العمل الذي وصفه مدير اليونسكو وقتها بـ«المهمة التي ليس لها مثيل في التاريخ» ومنذ هذا التاريخ بدأت العملية التي انتهت بنجاح في 22 سبتمبر 1968.

وأشار «سطوحي» إلى أن الولايات المتحدة عرضت على ثروت عكاشة، وزير الثقافة آنذاك، أن تشتري معبد أو اثنين من المعابد التي ستغرقها مياه بحيرة السد العالي، ولكن رد الوزير على طلبهم متهكما «كنت أتصور أن تمدوا لنا يد العون لإنقاذ تلك المعابد.. ولكنكم جئتم تطلبون شرائها، وطلبكم مرفوض».

وقال: كانت هناك 4 مقترحات لنقل المعبد أولها للنحات النوبي أحمد عثمان الذي اقترح تقطيع المعابد ونقلها ثم إعادة تجميعها، ولكن قيل أن هذه الفكرة «مجنونة» وتم رفضها، وظهرت أفكار أخرى منها نقل المعبد كله هيدروليكيا، أو بناء سد حوله يحجب عنه الماء، أو نقله خلال 6 سنوات باستخدام قانون الطفو، ولكن كل هذه المقترحات كانت شديدة الخطورة، وتم في النهاية إعتماد فكرة تقطيع المعابد ونقلها ثم إعادة تجميعها.

وأضاف «سطوحي»: إنقاذ معابد «أبو سمبل»، شمل نقل أكثر من معبد منها «فيله»، ولكن ما حدث مع معبدي «رمسيس» و«نفرتاري» كان معجزا، لأن المعبدين كانا منحوتين داخل قلب الجبل، وليس منفصلا، والفكرة العبقرية التي تم تقديمها خلال ستينيات القرن الماضى كانت إنشاء جبل اصطناعى عن طريق قبة خرسانية ضخمة، ووضع المعبد داخلها، وذلك لنقل المعبد بنفس الهيئة التي كان عليها.

واستكمل: تم تقطيع المعبد إلى 5 آلاف قطعة ثم رفعها وتجميعها في المكان الجديد فوق جبل صناعي قائم على كتلة هائلة من الحديد والخرسانة على شكل نصف دائرة‏،‏ وأقيم البناء على فكرة عبقرية وبارتفاع 65‏ مترا وبمسافة تبعد 200 متر عن موقع المعبد الذي تم تفكيكه ونقله إلى أعلى الجبل الصناعي.

جاء ذلك خلال ندوة «إنقاذ أبو سمبل.. نظرة هندسية بين الماضي والحاضر»، التي نظمت شعبة الهندسة المعمارية بالنقابة العامة للمهندسين، برئاسة المهندس ماجد سامى إبراهيم، اليوم الأحد، بالتعاون مع جمعية المعماريين برئاسة المهندس سيف الله أبو النجا.
الجريدة الرسمية