رئيس التحرير
عصام كامل

زواج طارق عامر.. وشعر الفنان البهجوري!


في نهاية السبعينيات، فوجئ جمهور الكرة المصرية، بمانشيت مجلة الأهلي الرئيسي، بعنوان عن فاروق جعفر نجم مصر الأول والزمالك في ذلك الوقت، المانشيت "زواج فاروق جعفر" واندهش البعض من نشر خبر زواج لاعب من فريق منافس، ليكون الخبر الوحيد في الصفحة الأولى وإفساح 4 صفحات داخل العدد من المجلة لنشر تفاصيل زواج اللاعب وتطليقه، للأسف كان الهدف هو الإثارة وجذب أكبر عدد من القراء للمجلة التي كان يرأس تحريرها الصحفي المخضرم أطال الله في عمره "عبد الرحمن فهمي" الشهير في الوسط الرياضي بعبده فهمي..


وعبده فهمي كان شعاره الإثارة وكان يردد: أكذب.. أكذب.. الحقيقة لا يعرفها سوى قليلون! الهدف الآخر غير زيادة التوزيع هو ضرب استقرار الزمالك قبل مباراة بين الأهلي والزمالك، والتي كانت ستحدد الفائز ببطولة الدوري، وأذكر يومها رد مجلة الزمالك: فاروق جعفر تزوج وطلق بشرع الله، ولم يخالف الشرع ولا القانون، والأسرة الرياضية جميعها كانت تعلم ولكن الجمهور فقط لم يكن يعرف!

لا أريد الخوض في التفاصيل، وأيضًا في نهاية الثمانينيات نشر أن د.أسامة الباز تزوج من الفنانة نبيلة عبيد، وأن هذا الأمر غير مقبول، وأذكر أيضًا أن د.زكريا عزمي تزوج من السيدة صفاء حجازي الإعلامية الكبيرة ولم ينشر الخبر مثله مثل خبر زواج د.أسامة الباز.

هناك قصة أهم من هذا كله، وبسببها ثارت مشكلة مع أهل اللحى الطويلة، في عام 1993، وبعد صلاة الجمعة، وجدت حلقة من الأخوة أصحاب اللحى يتحدثون بطريقة غريبة، ويلعنون الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، واقتربوا مني قائلين: الإجابة والحقيقة عندي! كنت أيامها مساعدًا لرئيس تحرير جريدة الشعب الأقوى معارضة لنظام مبارك!

قلت: أي حقيقة!؟

قالوا: هل حسني مبارك متزوج من شقيقة عبد المنعم عمارة ويسافر لها يومين في الأسبوع!؟

قلت: يعني حسني مبارك تزوج شقيقة عمارة؟؟!

قالوا: نعم.. نعم.. نحن متأكدين!

قلت: متأكدون من الزواج!؟

قالوا: نعم ويسافر لزوجته مرتين الأسبوع.. أين المشكلة؟

قالوا: المشكلة أنه تزوج شقيقة عمارة وأنه يخالف الشرع!

قلت: اتقوا الله في أعراض الناس.

بعد هذا وضعت في القائمة السوداء لهؤلاء أصحاب اللحى، واعتبروني مارق منهم، وعلى الرغم أن جريدة الشعب كانت هى المعارضة الوحيدة المؤثرة في ذلك الوقت، طاردتني هذه المواقف عند الإعلان عن زواج محافظ البنك المركزي، د. طارق عامر من إحدى الوزيرات التي خرجت في التعديل الوزاري الأخير، من تابع المواقع المختلفة يجد حالة من الاستنكار والسخرية الشديدة من هذا الزواج، مع الربط بين كل قضايا تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار، لا أدافع عن أحد، ولكن هل من حق المواطن أن يتابع الحالة الاجتماعية للوزراء وخلافاتهم العائلية ومشكلات الأولاد!؟ إنه الفراغ والتربص للأسف في مجتمع الجهل والتخلف الذي تكثر كل موبقات الحياة.

اختم المقال برؤية الفنان جورج البهجوري، ذات الهيئة الملفتة للنظر بشعره الكبير والمثير للجدل بيننا ذات صباح، التقينا مصادفة وكان الثالث هو عبقري العود نصير شمة في وسط البلد، وكلاهما فنان عالمي، طافا العالم شرقًا وغربًا، سألت الفنان البهجوري عن شعره وهل يسبب له أي مضايقات!؟

قال: في مصر أفاجئ في الشارع من يستوقفني ويسألني لماذا تطيل شعرك، وتكون إجابتى أمر يخصني فقط، أما في أوروبا وفي باريس عشت سنوات وسنوات، لا أحد يحشر مناخيره في أمر يخص إنسان آخر، كل منا له حريته طالما لا تعتدي على حريات الغير!
متى نرتقي ولو قليلًا في تفكيرنا وسلوكنا!!؟
الجريدة الرسمية