رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. إنجازات أول عربية ترأس أكبر معمل فيزياء في أمريكا

فيتو

تمكنت الأمريكية من أصل مغربي "كوثر حفيظي" من الحصول على لقب أول عربية ترأس قسم الفيزياء في أقدم وأكبر معمل في الوسط الغربي بالولايات المتحدة "أرجون".


وذكرت "حفيظي"، 44 عامًا، لموقع "الحرة" الأمريكي، كيف بدأت مشوارها عندما هاجرت المغرب إلى فرنسا بعد أن باعت عمتها مجوهراتها لتأمين سفرها ومصاريف دراستها.

وتابعت، أنه عقب حصولها على شهادة الباكالوريوس من جامعة محمد الخامس سنة 1995، لم تجد هذه الطالبة وقتها بدا من الهجرة للتعمق في دراسة الفيزياء.

وأوضحت: "استحال استكمالي رسالتي العلمية في المغرب بسبب إغلاق الجامعة لمسالك الدكتوراه، فقررت شد الرحال إلى فرنسا رغم أنني أنتمي من أسرة متواضعة ماديا".

إنجازاتها العلمية
نالت "حفيظي" شهادة الماجستير بامتياز من جامعة باريس، ما أهلها للحصول على منحة الحكومة الفرنسية الخاصة بطلبة الدكتوراه، وقالت "كنت متميزة طيلة السنوات التي أمضيتها هناك وحصلت على كل الدعم. لم أجد أي مشكل في اختيار إجراء أبحاث رسالتي العلمية في أمريكا".

ولم تتردد في الالتحاق بعد ذلك بمختبر جيفرسون بولاية فرجينيا الذي أمضت فيه تسعة أشهر. لم تجد حفيظي أي مشكلات للتأقلم مع مجتمع جديد، مؤكدةً: "أثناء إقامتي هنا في الولايات المتحدة شعرت أنني أنتمي إلى هذا البلد. واجهتني بعض الصعوبات في البداية كاللغة مثلا، إلا أنني تغلبت عليها في وقت وجيز".

رحلة أمريكا
وبعد عودتها إلى فرنسا وحصولها على الدكتوراه في شعبة الفيزياء النووية، أقنعت هذه الباحثة زوجها التونسي، الذي يشتغل في مجال الفيزياء أيضا، بشد الرحال معها إلى الولايات المتحدة للتعمق في دراسة الفيزياء.

تعيد كوثر شريط نهاية التسعينات قائلة: "أعتقد أنني ما كنت لأبلغ ما أنا عليه اليوم لو بقيت في المغرب، بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط، تجعل منك شخصا أحادي الجانب، في مناخ يغيب فيه الانفتاح لن يتحقق الإبداع".

تقر هذه الباحثة بأنها وجدت مجتمعا منفتحا ومتقبلا للآخر، وتضيف "هنا أيضا أصوات محافظة تعارض وصول النساء إلى المراكز الريادية، ولكن بالإصرار والعزيمة تتحقق الأحلام".

وتُرجع مديرة قسم الفيزياء بمختبر أرجون نجاحها وسط زملائها إلى قوة شخصيتها وإلى قدرتها على الإنصات إليهم، وهي الآن تقود فريقًا علميًا يضم 120 باحثا.

وتنصب أبحاث حفيظي على دراسة الذرة وتفاعلاتها، وتشتغل رفقة فريقها العلمي على تطوير الفيزياء النووية، كما قالت إنها تجري أبحاثا في مجال السرطان، وتطمح إلى تطوير قسم الفيزياء لإطلاق أبحاث تهم المستقبل.

رسالتها ونصيحتها
رأت "حفيظي": "علينا أن نتجه صوب المستقبل وأن نمكن الطاقات الشابة في البلدان العربية من كل الأدوات لتحقيق أحلامها".

وتتابع "على النساء في العالم العربي أن يؤمن بقدراتهن، وأن يتخلصن من أي فلسفة تربط المرأة بالمطبخ وبتربية الأبناء. عليهن أيضا أن يحسن اختيار الزوج، فلولا دعم زوجي ومساندته لي لما وصلت إلى ما أنا عليه اليوم".

وقبل أن تصير عالمة فيزياء، كانت كوثر أيضا من ألمع أسماء فريق اتحاد تواركة لكرة القدم بالعاصمة المغربية الرباط.

وأضافت: "أنا مولعة بكرة القدم، أحببتها وأمارسها حتى في الوقت الحاضر، كانوا يلقبونني بمارادونا. لو بقيت في المغرب لانضممت للفريق الوطني النسوي"، وتضيف ضاحكة "أحرص على تدريب ابني الوحيد البالغ من العمر 11 عاما كل أسبوع تقريبا، هو يتعلم مني ويفشل كل مرة هو وزوجي في أخذ الكرة مني".
الجريدة الرسمية