رئيس التحرير
عصام كامل

في مثل هذا اليوم.. توفيق الحكيم يحكى ذكرياته في سوريا بعد الاستقلال

توفيق الحكيم
توفيق الحكيم

في مجلة آخر ساعة مارس عام 1984، أجرى مأمون غريب حوارا مع الأديب توفيق الحكيم، يحكى فيه مواقف طريفة حدثت له في دولة سوريا الشقيقة قال فيه:

جاءنى ذات يوم مصطفى أمين وقال إن الفرنسيين خرجوا من سوريا وأنها أصبحت تتمتع بالاستقلال وأنه على أن أسجل هذا الحدث باعتبارى من أنصار الحرية والاستقلال.. وسألته:وكيف أذهب إلى دمشق؟

قال مصطفى أمين ستذهب مع وفد مصرى حكومى ممثلا للفكر الحر، واشترط مصطفى أمين أن الطائرة التي تقلنا ستكون طائرة حربية.

وفى اليوم التالى، أيقظنى مصطفى وكانت الطائرة العسكرية في انتظارنا وركبت الطائرة إلى دمشق، وقبل أن تهبط الطائرة تشقلبت في الهواء في حركات بهلوانية، فصرخت وقلت نزلونى نزلونى.. فقالوا لا تخف إن الطائرة تؤدى دورها.

ونزلت مطار دمشق بسلام والحمد لله، وكنت أعانى من الدوار، واستقبلنا رئيس الوزراء السورى وبعض رجال الدولة وأخذونى إلى الفندق ضيفا على الحكومة السورية، ثم أخذوا حقيبتى إلى أحد الفنادق الفخمة.

وحضرت احتفالات الاستقلال، وقبل أن أترك الفندق دفعت الأجرة من جيبى وتركت لهم ورقة بعشرة جنيهات (وكان مبلغا كبيرا في ذلك الوقت).

قال لى مدير الفندق إنك ضيف مدعو ـ وأكدت له أننى لم أتلق دعوة وأننى جئت بصفتى الشخصية وبصفتى كاتبا جاء مدفوعا بشعوره، ولا يمكن أن أنزل وتدفع لى الحكومة أجر الإقامة.

أصر مدير الفندق على عدم أخذ الأجرة فطلبت منه ورقة وكتبت خطابا إلى رئيس الوزراء السورى وشرحت له الموضوع وأننى جئت بدون دعوة ولست ضمن وفد رسمى لذلك أضع في الظرف عشرة جنيهات وأرجو أن تكون كافية لمدة إقامتى.

لكن رئيس الوزراء وقع في حرج وأعاد الفلوس إلى مكتبى بأخبار اليوم.. وإذا بمصطفى أمين يستقبلنى عند العودة بقوله: أحرجتنا يا بيك.
الجريدة الرسمية