قلة أصل!
لظروف ما قرأت عشرات الدراسات عن قطر , ولفتنى عدة كتب لعالم الآثار المصرى الدكتور محمود رمضان, وله كتاب قيم عن الخليج الفارسى, وآخر عن منطقة الزبارة الحافلة بالقلاع والحصون, وثالث عن العملات والأسلحة فى التاريخ القطرى, وقد بذلت جهدًا مضنيًا للبحث عن كتب العالم الدكتور محمود رمضان، وشجعتنى معلوماته الأثرية القيمة للبحث فى تاريخ قطر.
ومن المراجع التى قرأتها, العربية والأجنبية, اكتشفت أن حكام قطر – منذ القدم – قليلو الأصل, فقد كان أول حكامها الشيخ محمد بن ثانى, وخلفه الشيخ جاسم بن محمد آل ثانى, الذى حكم قطر فى حياة أبيه, بعد أن انتزع منه الحكم، وأشاع أن الشيخ محمد قد أصابه الوهن الجسدى والعقلى, ولم يعد يستطيع القيام بأعباء الحكم, واستمر الشيخ جاسم فى الحكم نحو عشرين عامًا, خاض فيها معارك تمت هزيمته فى معظمها, بالرغم من تحالفه مع البريطانيين تارة، ومع الإمبراطورية العثمانية تارة أخرى, وقد قتل ولده فى إحدى المعارك التى خاضها.
ومثل ما فعل الشيخ جاسم بأبيه, فقد فعل ابنه معه؛ إذ أقصاه عن الحكم, بحجة أن الشيخ جاسم طاعن فى السن ولا يقوى على حكم الإمارة.
وتمر الأعوام إلى أن يصل للحكم الشيخ خليفة آل ثانى, ويعتقد أنه راسخ فى الحكم، وكوّن لنفسه حرسًا خاصًّا يحميه حتى من أبنائه, وبعد سنوات من حكمه قرر السفر للخارج, واستغل ابنه الشيخ حمد الموقف, وقام بإعلان نفسه أميرًا لقطر, وبينما كانت طائرة الأمير خليفة تستعد لدخول الأجواء القطرية، فقد صدرت لقائد الطائرة الأوامر بالعودة من حيث أتى، وإلا تم تفجير الطائرة فى الجو, وبالطبع عاد خليفة إلى سويسرا, ويقول للمقربين منه أنه يعانى شظف العيش هناك !
أما الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى – أمير قطر الحالى – فقد توهم أنه بعيد عن الجينات المتوارثة من "قلة الأصل" التى تسرى فى دماء آل ثانى, لكنى أؤكد أن الشيخة موزة – زوجته - تعد العدة للإطاحة بزوجها وتعيين ابنها أميرًا لقطر .
..وبعد ذلك تتطاول هذه الدويلة على تاج راسها مصر.. وعجبى من قلة الأصل.