رئيس التحرير
عصام كامل

شادي طلعت يكتب: نجيب ساويرس ليس سهلًا.. وقادة الحزب الحاليون غدروا به.. الرؤى الإصلاحية لرجل الأعمال سبب الانقلاب عليه

نجيب ساويرس
نجيب ساويرس


تحت عنوان «نجيب ساويرس أخطار الرجل المغدور» كتب شادي طلعت مقاله بموقع «أهل القرآن»، مؤكدًا في البداية أن نجيب ساويرس ليس مجرد رجل أعمال مصري ناجح، بل هو رجل عمل عام بمعناه الشامل، فله بصمات في مجالات خيرية، وتثقيفية توعوية، وسياسية، تنطلق جميعها من منظور ليبرالي لم يتولد من فراغ، فقد سبق وأن عانى نجيب وعائلة، من لهيب الديكتاتورية، فتمت مصادرة أموالهم، تحت مسمى اشتراكية مزعومة في عهد عبدالناصر.


وأوضح «طلعت» أن نجيب ساويرس عانى كرجل مسيحي من اضطهاد، وتمييز، حتى وإن لم يطاله أيهما، إلا أنه طال كثيرين حوله من أبناء دينه، كما عانى في مطلع شبابه، وعرف معنى الحاجة، وذاق مرارتها، فأضاف ذلك لشخصيته الكثير، ولذلك لم يكن مجرد رجل أعمال.

وتابع أن «ساويرس» استطاع أن يسطر اسمه، في صفوف كبار رجال المال والأعمال، فكان معطاء، في كل ما يفيد وطنه، فلم يترك أرضه مثلًا، وهو قادر على أن يعيش في قصور الريفيرا، أو في أجمل بقاع الكون، كما فعل عديد من الأثرياء، ولم تسيطر على الرجل نفس أمارة بالسوء، أو شهوات إنسانية، تحجمانه في كنف الأنانية، بل كان الرجل معني بغيره، وجَعَلَ وطنهُ محل النظر والرعاية.

وأكمل أن رغم تعرض ساويرس لأزمات كثيرة إلا أن فقدان حزب المصريين الأحرار ليس بالأمر السهل، وذلك لعدة أسباب أهمهم أن الحزب ما كان ليصبح بحجمه الكبير، لولا دعم الرجل، لذا فالحزب بالنسبة إليه، هو كطفل بالنسبة للوالد، الذي ظل يربي ابنه، حتى اشتد عوده بيد أن الابن بعد النضوج، اختار لنفسه أبا غير الأبْ.

وتابع أن «ساويرس» بنى على هذا الحزب آمال عديدة، ليكون بداية لتحقيق المواطنة، والديمقراطية، وتطبيق مبدأ المساواة، وجميعها أحلام مشروعة، لكن ما تمناه لم ير النور، لقد تم الغدر بالرجل، الذي أعطى الأمان للمقربين إليه.

وأوضح أن نجيب ساويرس أخطأ حين لم يعتمد على أهل السياسة والخبرة في بناء حزبه، فتولى مقاليد الأمور عنده أصحاب مصالح شخصية، غير مدركين فكر الرجل وأهدافه الإصلاحية، فتلك أمور لا يَعِيها إلا من لديهم موهبةُ العمل السياسي، وهم لم يكونوا بالعدد الكافي في حزب المصريين الأحرار.

وأضاف أن نجيب ساويرس، قبل ثورة ٢٥ يناير من أشد المنددين بالحكم الديكتاتوري، وضمن المطالبين بحكم مدني، إلا أنه بعد ثورة يناير، صعدت جماعة الإخوان على رأس السلطة رئاسة وبرلمان، ثم بدأت الجماعة في إعلان الحرب على آل ساويرس جهرًا، فسبب هذا هاجسًا للرجل، بأن بوصلة الحكم في مصر ستتغير ومن ثم كان أشد المعارضين لهم.

وأكد شادي طلعت أن العمل السياسي ليس سهلًا لكن نجيب ساويرس ليس سهلًا أيضًا.
الجريدة الرسمية