رئيس التحرير
عصام كامل

جبهة النصرة وتنظيم القاعدة ووهم الإرهاب فى سورية


بدلاً من مُلاحقة السفاح بشار الأسد وعصاباته لإنهائهم وعدم إيجاد الفراغ، أشغل نفسه المجتمع الدولى عنهم بمجاهدى وثوار سورية، وهو يقول عن جبهة النصرة بأنها إرهابية، وأراد عزلها وهى إحدى فصائل المقاومة ضد الاحتلال الأسدى الصفوى، وقد نفت جبهة النصرة أى ارتباط لها بالقاعدة أو تنظيمات مُشددة، ولكن هذا لم ينفع.


وإذا ما عرفنا عن طبيعية سورية وغياب العمل السياسى لقرابة نصف قرن من الزمان، فمن الطبيعى أن نجد بعض المندفعين ممن لا يُحسنون التقديرات، وسأضرب مثالا على لواء أبو بكر الصديق، وهو يضع الشارة على كتفه قد يتخيل البعض أنهم ينتمون إلى القاعدة، أو علاقة بجبهة النصرة، ولكن الحقيقة مخالفة، فهم على اختلاف كبير، أحدهم قال لى بأن بعض هؤلاء يكفروننا، لأننا نشرب السيجارة، ونسمع الموسيقى.

ونحن هنا أمام مُعضلة كبيرة، أمريكا أرادت عزل النصرة بدل من استيعابها، وظلت تقول أنهم إرهابيون، وعندما يئسوا من الغرب وأمريكا من تقديم أى شيء، وفوق هذا أنهم وضعوهم على قوائم العداء كادوهم عن غير استشعار سياسى، وأصدروا بيانهم الأخير أن بلطوا البحر، وجاء فى البيان الصوتى المبايعة للقاعدة .

ولا شك فهو مُضر بمصالح الشعب السورى، ولربما هذا ما أراد الغرب وأمريكا الوصول إليه، عبر دفع الأمور بهذا الاتجاه، وأنا إلى يومنا هذا لازلت أقول بأن ما حصل عن سوء تقدير، وقلة خبرة وكيد برىء ، وأنا عندما أتكلم بهذا فإنما أوصف الوضع تماماً، فعندما يُتهم البرىء ، ويُترك السفّاح يُدمر المدن، ويقتل ويُذبح بالأبرياء، فمن الطبيعى أن تزداد حالات التشدد، والغرب وأمريكا بالذات من يتحمل المسئولية، وليس الشعب السورى.

ولازالت مقابلاتنا موجودة، وكُنا نُحذر من الوصول لهذا المنزلق، والسبب كله تواطؤ المجتمع الدولى ضد الشعب السورى، وعدم اتخاذهم الخطوات اللازمة بحماية الشعب السورى الذى كان أعزلاً من السلاح، بناءً على مُقررات الشريعة الدولية التى لم تقدم شيئا للشعب السورى، بل سعت لحماية القتلة، بوقوفهم إلى جانب السفاح الذى أخذ الشعب السورى رهينة، يُقتل ويُدمر كيفما شاء دون حساب.

وفى نفس الوقت نسمع أنّ أمريكا رصدت طائرات بلا طيار للتجسس، وإمكانات ضخمة لمتابعة النصرة، بينما لم تلحظ صواريخ وطائرات العدو الأسدى الصفوى، ولا الأسلحة المُحرّمة دولياً، أليست تلك السياسات ما يبعث على التشدد، ونحن نُدرك إلى ما ترمى إليه هذه السياسات القذرة، ولكن إرادة الله فوق كل إرادة، وهو ناصر شعبنا السورى العظيم بإذن الله، وأبواب دمشق صارت مُشرعة لفتحها، والله أكبر والنصر لشعبنا السورى العظيم.
الجريدة الرسمية