موسم التنبؤات
أصبح استضافة المتنبئين والمتنبئات جزءا هاما من الوجبة التى يقدمها لنا الإعلام الباحث عن بقعة ضوء وسط الظلام الدامس الذى يحيط بنا من كل جانب.
أفاض علينا المتنبئون والمتبنئات بسيل من التوقعات حول الأحداث المقبلة، وكل يغنى على ليلاه!!.
الأصل الثابت أن الغيب هو الغائب المحجوب الذى لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِى نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ)، كما أن المستقبل الآتى هو حصاد الفعل الإنسانى وهو محصلة للصراع الدائر بين القوى الموجودة على الأرض وليست تلك الآتية من كوكب آخر سواء كان المريخ أو عطارد أو المشترى.
الشيء الثابت أيضا أن مآلات الصراعات الملتهبة الآن تكاد أن تكون مقروءة ومحصورة بين خيارات محددة وليست مفتوحة على عشرات الاحتمالات، ومن هنا فقراءة المستقبل ترتبط بقراءة الواقع قراءة صحيحة بعيدة عن الأمانى والأوهام.
خذ عندك ما يجرى الآن فى بلاد الشام وقد تحدثنا عنها فى كتاب (المهدى المنتظر ومعركة تحرير القدس) حيث نقلنا عن صاحب عقد الدرر فى أخبار المهدى المنتظر الرواية الواردة عن الإمام على بن أبى طالب قال (إذا اختلف رمحان بالشام لم ينجل إلا عن آية من آيات الله عز وجل. قيل: وما هى يا أمير المؤمنين؟ قال: رجفة تكون بالشام، يهلك فيها أكثر من مائة ألف، يجعلها الله تعالى رحمة للمؤمنين، وعذاباً على الكافرين).
لم يكن الحدث الشامى مفاجئا لمن يتابع تطور أحداث المنطقة خاصة بعد أن اجتمعت المصالح الغربية والإسرائيلية مع رغبة التيار الوهابى فى التخلص من النظام السورى عبر استخدام كل الوسائل الممكنة وأهمها استدعاء الجماعات المتطرفة وتزويدها بالمال والسلاح لتحقيق هذا الهدف وهو (الأمن الدائم لإسرائيل وبسط النفوذ الوهابى على كامل المنطقة).
أما عن الطريقة التى سيجرى بها إحباط هذا الحلم الوهم وكيف سينكسر هذا الوحش الصهيووهابى فتقول الروايات (فَإِذَا فَغَرَتْ فَاغِرَتُهُ وَاشْتَدَّتْ شَكِيمَتُهُ وَثَقُلَتْ فِى الْأَرْضِ وَطْأَتُهُ عَضَّتِ الْفِتْنَةُ أَبْنَاءَهَا بِأَنْيَابِهَا)..
ها هى القوة الوهابية الضاربة تنصدع صدعين يستحيل رتقهما بين تنظيم القاعدة المتمثل فى جبهة النصرة فى سوريا التى أعلنت توحدها مع تنظيم القاعدة فى العراق تحت إمرة أيمن الظواهرى، والجيش الحر الذى يضم الإخوان المسلمين حيث أعلن مراقب الجماعة عن نيته (مجابهة جبهة النصرة ديموقراطيا عبر الصناديق).
عن أى صناديق يتحدث هذا المغفل؟! فالقاعدة لا تعرف صناديق الموتى ولا تحفل حتى بدفن خصومها اللهم إلا دفنا جماعيا!!.
ها قد عضت الفتنة أبناءها بأنيابها والآتى أعظم!!.