رئيس التحرير
عصام كامل

رسائل المصريين للحكومة: الأرض عرض والعيش خط أحمر «تقرير»

جانب من مظاهرات اليوم
جانب من مظاهرات اليوم بكفر الشيخ

يروي المؤرخ عاصم الدسوقي في أحد كتبه أن محمد علي غضب ذات مرة من ابنه إبراهيم باشا لأنه أعجب بجندي مصري ومن ثم أمر بترقيته في وقت كان ذلك نوعًا من المحرمات داخل جيش والي مصر ومؤسسها في العصر الحديث.


محمد علي وفق رواية «الدسوقي» قال لابنه وهو يعاتبه على هذا القرار أن هذا الجندى الذي قمت بترقيته سيخرج من صلبه من يطالب بزوال عرشك فالشعب المصري لا تعرف متى يثور ولماذا يغضب وكيف ينتفض، المثير في تلك القصة إنه بعد أقل من 100 عام كان أحمد عرابي ينفذ ما تنبأ به «محمد على» حرفيًا.

تلك القاعدة التي وضعها محمد علي تعبر عن الشعب المصري خلال العام الماضي، فلا أحد يعرف متى يغضب المصريون وما هي الأسباب التي تؤدي إلى ذلك.

ورغم أن الرئيس السيسي كان من أقرب الرؤساء إلى قلوب المصريين والذي رفع شعار «العمل معًا» بدلًا من «العمل منفردًا»، وهو ما رده المصريون بالاستجابة لكافة مطالب الرئيس بداية من إنجاز قناة السويس ومحاربة الإرهاب، ووصولًا إلى تحمل تقليل الدعم على الوقود والكهرباء، إلا أن ذلك لم يمنعهم أن يغضبوا في بعض الأوقات فيما يشبه رسائل للرئيس أن هناك موضوعات لا يمكن الاقتراب منها، ولتترسخ مقولة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر «الشعب هو القائد والمعلم».

الخبز
منذ نوفمبر الماضي وقرار تحرير سعر الصرف عانى المصريون من الويلات نتيجة الارتفاع الجنوني للأسعار في الكثير من السلع، الرئيس اعترف بأنها إجراءات قاسية يجب تحملها، والمصريون «شدوا الحزام» إن كان نتيجة العسر المؤقت يسرا طويلا، إلا أن هذا التحمل لم يصمد لحظة أمام قرار وزارة التموين بتوحيد عدد الأرغفة بالكارت الذهبي إلى 500 رغيف لكل صاحب مخبز يوميًا ما يعني أن هناك نقصا في تراجع حصة كل مواطن من 5 أرغفة إلى 3.

ذلك القرار أدى إلى غضب المواطنين في عدد من المحافظات ليتصاعد الأمر بعد ذلك فقام المواطنون في الإسكندرية بقطع الطريق في شارع «السبع بنات» كما تم محاصرة مكاتب التموين بالعجمي والمنشية ومحطة الرمل والدخيلة، في الوقت الذي كثفت فيه قوات أمن الإسكندرية من تواجدها.

ولم يخل الأمر في الإسكندرية من مشادات كلامية بين المواطنين وقوات الشرطة كما تم رشق سيارات قوات الأمن بالحجارة.

الأمر ذاته تكرر في كفر الشيخ حين تجمهر الأهالي على شريط السكة الحديد، ما أدى إلى تعطيل حركة القطارات، وفي الجيزة تجمع المواطنون أمام مبنى حي الوراق وقطعوا الطريق الرئيسي حتى تدخلت قوات الشرطة وأقنعتهم بفتح الطريق.

محافظ الغربية اختار التراجع عن القرار فورًا مؤكدًا أن الحصة ستصل كاملة وذلك تفاديًا لغضب المواطنين.

وتعجب نشطاء التواصل الاجتماعي من تظاهر المصريين خاصة بعد فرض قانون التظاهر الذي يعده الكثيرون سيفا لتكميم الأفواه.

الأرض
وفي 25 أبريل الماضي أرسل المصريون رسالة أخرى للرئيس مفادها «الأرض عرض» وجاء ذلك إثر اتفاقية تيران وصنافير التي بموجبها يتم التنازل عن الجزيرتين المصريتين للملكة العربية السعودية.

وكانت تلك التظاهرات التي تم على إثرها القبض على بعض النشطاء هي الأولى من نوعها خلال عصر الرئيس السيسي، فيما اتخذ فريق آخر المسار القانوني بقيادة المحامي علي أيوب الذي استطاع الحصول على حكم ببطلان الاتفاقية والانتصار لإرادة الشعب المصري.
الجريدة الرسمية