صراع سلطة أمريكى حاد
لم يكتف الرئيس الامريكى الجديد ترامب باتهام سلفه أوباما بأنه تجسس عليه تليفونيا أثناء حملته الانتخابية، وإنما لوح أو هدد بمحاكمته قضائيا، بعد أن طالب الكونجرس ببحث هذا الاتهام، وأيضا بعد أن كال للرئيس الأمريكى السابق جملة من الشتائم، عندما وصف ما قام به بالانحطاط والمكارثية والفضيحة المشابهة لفضيحة ووترجيت الأمريكية الشهيرة، واتهم أوباما ذاته بأنه مريض!
وهكذا انتقل ترامب من مرحلة الدفاع عن النفس التي يعيشها منذ أن تولى رسميا مقاليد الحكم في أمريكا، إلى مرحلة الهجوم، وبعد أن شعر أنه صار يعمل تحت ضغوط مكثفة ممنهجة لشله، ومنعه من تنفيذ برنامجه الانتخابى، بعد أن واجه اعتراضات قضائية على قراره بحظر دخول مواطنى بعض الدول، وهجوما إعلاميا لا يتوقف على رجاله واضطراره للتضحية بأحدهم.. وفى الوقت الذي لوح فيه ترامب بمحاكمة أوباما فإنه حث مؤيديه على الخروج في مظاهرات مؤيدة له في انحاء أمريكا، وعندما خرجوا اصطدموا بالرافضين لوجوده.
إذن.. نحن أمام وضع جديد على الولايات المتحدة الأمريكية.. يتسم بصراع حاد على السلطة، لأن نتائج الصندوق الانتخابى لا ترضى ليس فقط قطاعا ليس بالقليل من الأمريكيين، وإنما برفض لعدد من المؤسسات للرئيس الامريكى الجديد.. وهذا الصراع في أدنى احتمالاته سوف يضعف أمريكا دوليا، وسوف يصب ذلك في مصلحة كثير من القوى في العالم، قوى أوروبية مع الصين وروسيا وآخرين.
