حقيقة مصر
يعيش الشعب الآن نوعًا غريبًا من الخوف لم يعتد عليه يومًا ما، خوف من كل شىء لم نتخيل يومًا أن شعور الخوف من انعدام الأمن يصل إلى هذه الدرجة التى نخاف فيها على كل شىء ومن أى شىء داخل حدود الدولة التى كانت دولة يومًا ما.
لم يعد لنا إلا أنفسنا وإذا كنا نعتمد فى كل مراحل حياتنا على حكومة تدير شئون البلاد فعلينا أن نبحث عما يجمعنا ولا يفرقنا.
لدينا الكثير من ماضينا الذى تفاخرنا به أننا شعب أصيل يتغلب على التحديات دائمًا وصنع فى الأزمات مالم يصنع فى الرخاء وكتب له التاريخ أنه لم تظهر قوته ومهاراته إلا حين المحن .. لدينا مستقبل أولادنا ومستقبل مصر الذى نريد لهم أن يكونوا أحسن حالًا منا وظروفهم أفضل من ظروفنا .. لدينا من القيم التى تجمع اختلافاتنا قيم لم تتغير بمرور الزمان .
لدينا من المخاطر التى ستنال منا إذا لم نستطع أن نجمع شمل الجميع من أجل هدف واحد اسمه مصر .. لدينا قوة توازن إقليمى لو تفتتت لتفتتت المنطقة ككل ولعل هذا هو المخطط للقضاء على كل القوى الإقليمية وحينها يحقق الطامعون مأربهم بدون جهد أو مقاومة تذكر.
علينا أن ننتبه إلى المؤامرات والطعم الذى نبتلعه يومًا بعد يوم وللأسف نعلم طبيعته إلا أننا لا نقاومه بل ونبتلعه بإرادتنا دون رفض وعلينا أيضًا أن نتفق على مستقبلنا الذى يتهاوى ولا نفعل شيئًا لأن أكثرنا قدريون نؤمن أن ما يصيبنا سيصيبنا مهما عملنا وبذلك علينا عدم القيام بشىء وأن ننتظر إلى أن نرى النتيجة ونكون مشاهدين لا أن نكون فاعلين ونكون تابعين متابعين لا أن نكون مشاركين وقادة وهذا سر تكاسل الكثير من الأجيال المتلاحقة التى فضلت أن تدور فى حلقات مفرغة عن الإقدام على إحداث تغيير حقيقى وهذا أيضًا سر تخلفنا وتقدم الدول الأخرى علينا والآن اكتشفنا أن هذا هو مكاننا الحقيقى دون مجاملات أو مظاهر كاذبة.
إننا الآن فى آخر ركب التقدم ولعل هذه الحقيقة هى التى قد تحفز الناس أن يحدثوا شيئًا ما جديدًا لضخ الدماء فى شرايين الحضارة الحقيقية دون الافتخار بماضى صنعه أجدادنا ولم نفعل فيه شيئًا والبدء بفلسفة جديدة أهدافها أن نحقق يومًا ما التقدم المنشود.