رئيس التحرير
عصام كامل

الاستغناء ..هو الحل


يختتم الإعلامى الكبير "مفيد فوزى"، أحدث كتبه "نصيبى من الحياة"، بجملة مهمة جدًا، هى:"الاستغناء هو الحل"، وإذا قصد "فوزى" الاستغناء عن البشر، فإنه يكون بذلك قد أصاب الحقيقة على غير عادته، لأن صروف الحياة علمتنى أن الاستغناء عن البشر هو منتهى القوة، التى لا يضاهيها قوة.


فمن القوة ألا تعتمد كثيرًا على أحد فى هذه الدنيا، فحتى ظلك يتخلى عنك فى الظلام، والاستغناء عن البشر فضيلة، والارتماء فى أحضانهم نقيصة، وطلب الحوائج إلى الناس استلاب للعز ومذهبة للحياء، واليأس مما فى أيدى الناس عز للمؤمن فى دينه.

وفى الأثر..إذا أراد أحدكم ألا يسأل ربه شيئًا إلا أعطاه، فلييأس من الناس كلهم، ولا يكون له رجاء إلا عند الله، فإذا علم الله ذلك من قلبه، لم يسأل الله شيئًا إلا أعطاه.

وفى الحديث..جاء جبريل إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مُجزى به، وأحبب من شئت فإنك مُفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وعزّه استغناؤه عن الناس"؛ إذن فمن أعظم أسباب العزة فى الدنيا، الاستغناء عن الناس، فلا يزال الإنسان عزيزًا، محفوظ القدر، إذا كان مُستغنيًا عن الناس، لا يحتاج إليهم، لأنه متى سأل الناس، وأكثر من مسألتهم وطلب إعانتهم ، هان عليهم، وقلَّ قدرُه عندهم.

وفى ذلك قال الشاعر:
وإذا تُصبك خصاصة فتجمل *** واستغن ما أغناك ربك بالغنى

فالتعفف عن المسألة وعدم التطلع لما فى أيدى الناس مطلب شرعي، وفى هذا السياق..أوصى الإمام أحمد بن حنبل ، رحمه لله، رجلًا بقوله : "استغن عن الناس فلم أرَ مثل الغنى عنهم".

فيا من يرانى على ذنبى فيمهلني، جُدْ لى بعفوك إن الذنب أشقاني، يارب هذى دموعى جئتُ أسكبها، فاغسلْ بجُودك آلامى وأحزاني.

الجريدة الرسمية