مين يعرف د. شقير؟!
بلا شك أن المواطنين يعانون بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد وأن ارتفاع الأسعار طال الجميع حتى الأغنياء وأن لغة اليأس والإحباط هي المسيطرة على الشارع وعلى المجالس الخاصة والعامة ووسائل الإعلام، ولكن وسط هذا الجو المحبط نرى أشياء جميلة حولنا وكذلك إنجازات تتحقق في بلدنا وشخصيات محترمة تتقي الله في الوطن والمواطن وتعمل بإخلاص وضمير دون صخب أو ضجيج إعلامي أو انتظار لأي مقابل وبدون هؤلاء البشر لا تستقيم الحياة فهم ملح الأرض وعلى أكتافهم تحمل الأوطان سعداء بما يفعلون رغم أنهم لا يأخذون ما يستحقون..
يعملون في الظل وينتظرون الأجر والثواب من الله في الآخرة ودعوات المواطنين في الدنيا، هناك الملايين من المصريين ينطبق عليهم هذا الكلام ولكن الإعلام أبدا لم ولن يعرف طريقهم أو يسعى إليهم لأنهم لا يحققون له الإثارة المطلوبة والدعاية الرخيصة..
من أمثال هؤلاء المحترمين في بلدنا شخصية عرفتها قبل 15 عاما وهو راهب في حب هذا البلد.. عالم في مجاله.. معروف في الخارج أكثر مما يعرفه أبناء بلده، قيمته العلمية تقدرها كل المؤسسات الطبية الدولية، منذ أن تخرج في كلية الطب وحتى إحالته مؤخرا إلى المعاش..
وهب الدكتور شقير حياته لفقراء المرضى.. لم يفكر إطلاقا في امتلاك عيادة خاصة.. رغم تميزه العالمي وحصوله على ثلاث درجات دكتوراه (محلية ودولية) ومعظم الجوائز العلمية في تخصصه الدولية منها والمحلية أيضا ويعتبر أحد أهم المحكمين الدوليين للأبحاث العلمية في مجاله.. وأكثر من قام بإجراء زراعة كلى في العالم.. ويفخر دائما أنه لم يتقاض يوما جنيها واحدا من مريض وفلسفته في ذلك أنه يكفي المريض قهر المرض.. فلا يجب أن يحمل أيضا معاناة تكاليفه.
حتى بعد إحالته إلى المعاش بدأ حياة جديدة مع البحث العلمي فقام بتأسيس معمل لأبحاث المسالك والكلى من يدخله لا يصدق أنه في مستشفى حكومي في ريف مصر.. بل يشعر أنه في وكالة الفضاء الامريكية ناسا ..
النموذج الذي أتحدث عنه كل ما تقاضاه ماديا طوال حياته العلمية البحثية الطبية قد لا يساوي أجر شهر لمذيع توك شو(ربع موهوب) أو لاعب كرة قدم مغمور أو فنان (نصف موهوب) أنه العالم الجليل الأستاذ الدكتور أحمد شقير مدير مركز جراحة المسالك البولية والكلى السابق بجامعة المنصورة والذي لا يعرفه أحد في مصر..
يعيش بيننا كأنه من كوكب آخر وهو أحد تلاميذ ملك الرحمة العالم الجليل الدكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلى في المنطقة ومؤسس مدرسة المسالك في المنصورة والتي تزخر بالكثير من العلماء وملائكة الرحمة..
لقد فضلت إرجاء الكتابة عن د شقير لحين إحالته إلى المعاش وتركه المهام الإدارية حتى نقول له شكرا على إخلاصك لعملك ولبلدك.. الدنيا ما زالت بخير.. وما قدمته طوال حياتك سوف تجني ثماره.. وحقك علينا أن نعطيك قليل مما تستحق ونقدمك كقدوة طيبة ونموذج يحتذى به شبابنا.. ونقدمك لوسائل الإعلام لعلها تستفيق وتبحث عن أمثالك وتسلط عليهم الضوء حتى تمنحنا الأمل والتفاؤل في مستقبل أفضل، مصر سوف تكون بخير إذا كان علماؤها هم رموز المجتمع وقدوته، واللهم احفظ مصر..
egypt1967@yahoo.com