رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الأوقاف: يجب تضافر جهود مؤسسات الدولة لمواجهة التطرف

فيتو

شارك الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، صباح اليوم السبت، في المؤتمر الأول لطلاب المرحلة الثانوية الذي عقد بقاعة سيد درويش تحت رعاية اللواء محمد كمال الدالي محافظ الجيزة، بحضور طارق جلال شوقي وزير التربية والتعليم، والمهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، والمهندس شريف حبيب محافظ بني سويف، وممثلين عن الأزهر الشريف والكنيسة، وعدد من المثقفين وقادة الفكر.


وفي بداية كلمته، قدم الوزير الشكر لمحافظ الجيزة والوزراء والمحافظين والحضور، مؤكدًا أن التنوع الكبير المتمثل في حضور ضيوف المؤتمر من ساسة وعلماء دين ونواب ورجال إعلام ومثقفين يحقق ما نصبو إليه من تصحيح الفكر وتحقيق الوحدة الوطنية في أسمى صورها لدى الشباب.

وأشار إلى أن الاستثمار في العقول لا يقل أهمية عن استثمار الأموال بما يعود من خير عميم على الوطن ويحقق ثمرات مرجوة في تكوين رجال الغد وقادة المستقبل، موضحًا أنه لا يمكن لأي مؤسسة أن تنهض وحدها في مواجهة الفكر المتطرف ونشر قيم التسامح ومفهوم المواطنة المتكافئة والبناء والتعمير، وأنه لابد من تضافر الجهود في كافة مؤسسات الدولة للقيام بذلك.

وأكد أن الدول التي حققت المواطنة المتكافئة والتسامح وعدم التفرقة بين أبناء الشعب الواحد هي الآن صاحبة التقدم والرقيّ والحضارة، وأن الدول التي لم تأخذ بحقوق المواطنة هي التي مزقتها الحروب والنزاعات والشقاق المجتمعي، وأن قوة الدول يجب أن تقوم على أساس متين من وحدة النسيج المجتمعي.

وفي السياق نفسه، نوه إلى أن المواطنة أصبحت واجب الوقت، وأن وزارة الأوقاف شرعت في القيام بعدد من الندوات التي تناقش قضايا المواطنة، على أن تكون أول ندوة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية غدًا الأحد بعنوان" المواطنة المتكافئة.. حقوق وواجبات"، موضحًا أن هذه الندوات سيحاضر فيها نخبة من العلماء المتميزين المتخصصين.

وأشار إلى ضرورة عقد مؤتمر آخر لطلاب الإعدادية بل ولطلاب الابتدائية في ربوع مصر كلها لا في العاصمة وحدها؛ لأن خطر الأفكار الضالة يتهدد الجميع، مؤكدًا أننا في حاجة إلى تصويب الخطاب العقلي والفكري مع الخطاب الديني، بطرد الأفكار المنحرفة والهدامة، مع التأسيس للمفاهيم الدينية الصحيحة والأفكار المستنيرة الصائبة.

وأكد أنه لم ولن يعود إلى المسجد أي حديث طائفي أو تحريضي، بل إن المنابر الآن تعمل على ما يجمع ولا يفرق، وأننا في إطار تجفيف قنوات الجماعات المتطرفة التي تستقطب العقول الناشئة قمنا بالدفع بعدد من الواعظات المتخصصات في مصليات النساء على أن يصل عددهن خلال هذا العام إلى 2000 واعظة.

وفي ختام كلمته، شدد على أن كل ما يدعو إلى التعمير والبناء والتعايش والتسامح والقيم السامية يتسق ويتفق مع صحيح الأديان، وأن كل ما يدعو إلى القتل والتدمير والإحراق والفرقة والهدم يتصادم مع جميع الشرائع السماوية، مشيرًا إلى أن أصحاب الفكر المنحرف كالخفافيش يعشقون الظلام ويدعون إلى أفكارهم الهدامة سرًّا، فإذا رأيت من يدعوك سرًّا ويخشى العلن ويوصى بالكتمان فاحذر منه واعلم أنه على غير طريق الجادة، فأهل الحق لا يخشون النور ويدعون له في العلن.
الجريدة الرسمية