رئيس التحرير
عصام كامل

وزير التعليم يحارب طواحين الهواء في الديوان «تقرير»

الدكتور طارق شوقي،
الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم

يسعى الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، منذ تولى المسئولية خلفًا للدكتور الهلالي الشربيني الوزير السابق للتأكيد على أهمية الابتعاد عن أشخاص القيادات التعليمية.


واعتبر أن الأهم من الأشخاص هو القضايا التي يجب إنجازها والملفات التي من شأنها إحداث نقلة نوعية في المنظومة التعليمية حال تنفيذها بالشكل الأمثل.

مساعي الوزير الحالي تصطدم بميراث عتيق داخل ديوان عام الوزارة والمديريات، حيث يهتم الموظفون والقيادات في الصف الثاني والثالث بأخبار القيادات الأعلى أكثر من اهتمامهم بقضايا التعليم، ومنذ حلف اليمين الدستورية التقى الوزير كافة قيادات الوزارة ومديري المديريات في اجتماعين منفصلين، وكان تركيزه خلال اللقاءين على ضرورة التركيز على التعليم بعيدًا عن الأشخاص.

واعتبر أن الاهتمام بقضايا التعليم والتفكير في الحلول التي يمكنها تطوير المنظومة أهم كثيرًا من التركيز على الأشخاص الذين يديرون تلك الملفات؛ لأن النتيجة المطلوبة هي تحقيق إنجاز ملموس وهذا لن يحدث إلا مع فريق يشعر أعضائه بحالة إنكار للذات.

وتعاني وزارة التربية والتعليم من مشكلات إدارية ضخمة تسببت في ترهل مستوى الأداء في الديوان العام، وانعكس هذا الأمر على المديريات والإدارات التعليمية، وتسببت تلك الحالة في إحالة أكثر من 50 ألف ملف للتحقيق في الشئون القانونية بالوزارة خلال العام الماضي فقط، وهو رقم ضخم قياسًا بحجم الإنجاز الذي تحقق على الأرض.

وأيضًا من آفات التعليم المصري، هو التركيز على أشخاص بعينهم، وبدلًا من التركيز على وضع حلول للقضايا يسعى الموظفون في أغلب الأحيان إلى محاولة إرضاء القيادة التي تدير الإدارة التابعين لها.

كما يسعى الموظفون في الغالب إلى معرفة من يستمر ومن يغادر الوزارة حتى يبدءون في التقرب من القيادة القادمة للحفاظ على مكتسباتهم، وهي الأمور التي يجتهد الوزير الحالي لمواجهتها من أجل إحداث تغيير فعلي، كما أنه يحاول تغيير الثقافة المجتمعية بالتركيز على المنتج النهائي للتعليم بدلًا من التركيز على الأشخاص الذين يديرون المنظومة.

تلك الإجراءات جعلت "شوقي" أشبه بمن يحارب طواحين الهواء؛ لأن إحداث تغيير جذري في منظومة بها كل هذه الأزمات يعد ضربًا من الخيال، مما يعني أن الحاجة باتت ملحة لبناء منظومة جديدة بثقافة مغايرة مع التعديل في المنظومة القديمة قدر الإمكان وهو ما يفسر محاولات الوزير الحالي الحديث عن قضايا التعليم بعيدًا عن الصراعات المحمومة بين القيادات داخل الوزارة.
الجريدة الرسمية