«مصر في القائمة الحمراء».. الاتحاد الدولى لصون الطبيعة للكائنات المهددة بالانقراض أدرجها ضمن الدول المهملة
الموقع الوسيط الذي تحتله مصر بين قارات العالم القديم أهلها ليس فقط لتكون ممرا مهما للبشر بل موطنا واستراحة مهاجر للطيور والحيوانات في رحلات تنقلها في الشتاء والصيف، وهو ما جعل لتلك الأرض جافة المناخ نصيب كبير من احتضان تنوع هائل من الحيوانات البرية والبحرية والنباتات على مختلف أنواعها، لكن مع سريان الزمن كان لابد أن يضاء مصباح الخطر، لينبه إلى أن الأمور ليست على ما يرام، وأن الحيوانات البرية في البيئة المصرية تحتاج إلى عناية أكبر.
وبسبب التخريب وعدم الاكتراث ظهرت مصر على القائمة الحمراء، التي يضعها الاتحاد الدولى لصون الطبيعة للكائنات المهددة بالانقراض، ويبلغ عدد الأنواع النباتية المسجلة في مصر 2076 نوعا تنتمى إلى 725 جنسا ومقسمة ما بين شديد التهديد بالانقراض وأخرى معرضة، ومنها نباتات تستخدم لطعام الإنسان: كحب العزيز، فجل الجمل، النبق، نخيل البلح، الدوم، الخبيزة، الرجلة، ونباتات تستخدم كعلف للحيوان: كالطلح، السنط الناعم، أبوركبة، البرسيم الحجازى، البخر، العقول والمرخ، ونباتات لها استخدامات طبية: كالطلح والبابونج.
كما تتضمن القائمة الحمراء عددا من البرمائيات والزواحف المصرية 98 نوعًا، منها 7 أنواع من البرمائيات التي تنتمى إلى 4 أجناس، أما الزواحف المصرية فتشمل 91 نوعًا تنتمى إلى 53 جنسًا، ويوجد أكثر من 644 نوعًا من الطيور المعروفة في مصر أغلبها أنواع مهاجرة غير متكاثرة، ويوجد 16 نوعًا مهددا دوليا معروفا في مصر. كما أوضحت الدراسات وجود 96 نوعًا من الثدييات في مصر موزعة على 41 نوعًا شائعًا، 25 نوعًا نادرًا، 5 أنواع منقرضة، 10 أنواع مهددة بالانقراض و17 نوعًا لا يعرف عنها إلا القليل.
وتعد السلحفاة البحرية “الترسة” أحد أهم الحيوانات المهددة بالانقراض خلال المرحلة المقبلة، بعد أن ازدادت معدلات صيدها في الآونة الأخيرة، إلى جانب معاناة تلك الحيوانات من المخلفات البشرية وخاصة مخلفات البلاستيك التي تلقى في البحر المتوسط، وهو ما يعرض تلك الحيوانات للموت نتيجة ابتلاعها تلك المخلفات ظنا منها أنها قابلة للأكل.
وشهدت الآونة الأخيرة نشاطا ملحوظا لصيد الترسة خاصة في الإسكندرية، وبيع لحومها في أسواق الأنفوشى، ودفعت معتقدات البعض بفوائد لحومها ودمها الطازج في زيادة الخصوبة والفحولة الجنسية، وهو ما جعل سعر لحومها يصل إلى 100 جنيه للكيلو جرام.
ويخشى مراقبون للوضع البيئى في مصر من انقراض “الترسة” خاصة وأن عمرها يصل إلى 40 سنة فقط، وتبيض في عمر 7 أو 8 سنوات. ويلتقى الذكر بالأنثى مصادفة، مما يجعل من عملية الإخصاب عملية محدودة على مدار العام، وقبل الترسة انقرضت السلحفاة المصرية الحصراوة صغيرة الحجم، والتي تعد واحدة من أصغر السلاحف في العالم، ويبلغ طولها بين الـ10. و15 سم، بعد أن تم تخريب أماكن حياتها واصطيادها بغرض التربية المنزلية كنوع من الحيوانات الأليفة.