رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. رئيس هيئة تنمية بحيرة ناصر: هناك 25 ألف تمساح بالبحيرة وليس 120 ألفا كما يتردد

فيتو

  • كيف ستأكل الأسماك وهناك قانون دولى يجرم صيدها
  • قريبًا سيتم إنشاء مزرعة تماسيح في أسوان تابعة للقوات المسلحة
  • بحيرة ناصر ثروات مهدرة منذ سنوات و"السيسي" أعاد النظر إليها
  • قدمت دراسة لرئيس الجمهورية وبتطبيقها ستدر لمصر مليارات الجنيهات
  • خطة لتنمية القطاع الزراعى والثروة التعدينية والسمكية ببحيرة ناصر
  • إنتاجها من الأسماك ضعيف ويجب أن يصل إلى 50 ألف طن سنويًا
  • تواجد التمساح ببحيرة ناصر لا يؤثر على الثروة السمكية
  • إنشاء مزرعة للتماسيح لتحقيق تنمية هائلة في عدة مجالات
  • نسابق الزمن لتحقيق التنمية الشاملة

هو ابن قرية شوبك بسطة التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، تولى مسئولية هيئة تنمية بحيرة ناصر بمحافظة أسوان بتاريخ 10 مايو 2016،وهو حاصل على دكتوراه في الاقتصاد الزراعى ووصل إلى درجة الأستاذية في وزارة الزراعة تخصص الميكنة الزراعية، كما عمل بالجامعة في الجماهيرية الليبية لمدة 7 سنوات، ثم في كلية حاسبات ومعلومات جامعة الزقازيق، وأخيرًا تم تكليفه بمنصب رئيس هيئة تنمية بحيرة ناصر في أسوان.
إنه الدكتور محمود قطب الذي التقته "فيتو" للتعرف على خطته في تنمية البحيرة واستغلال ثرواتها بشكل أمثل خلال الفترة القادمة.


-بحيرة ناصر بها العديد من الثروات التي تعود بالنفع في حالة استغلالها بشكل جيد، ما هي خطتكم كرئيس للهيئة في الفترة القادمة؟
تخصصت في الاقتصاد الزراعى وهو كيفية استغلال الموارد الاقتصادية الاستغلال الأمثل ليعود على المجتمع خلال فترة زمنية معينة بالنفع، ومن حسن حظى وجدت الواقع العملى وعندما كلفت برئاسة الهيئة عملت على كيفية استغلال بحيرة ناصر التي لم ينظر إليها منذ إنشائها حتى جاءت القيادة السياسية الحالية برئاسة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي ونظر لها بأهمية، لما لها من موقع متميز وثروات غنية بها، وأرسل الرئيس المهندس إبراهيم محلب مرتين خلال ثلاثة أشهر في البحيرة،وأصدر قرارًا مباشر لتصليح الوحدات النهرية التي تساعد على تنمية الثروة السمكية ومن منطلق أن الدولة اهتمت بالبحيرة وخاصة أن لها سمات أكبر البحيرات الموجودة في أفريقيا.
يصل طولها إلى 500 كم ومسطحها 5200 كم وشواطئها 7 الآف كما تزيد وتقل وفقًا لفترة الفيضان والجفاف لأن الفيضان يأتى على البحيرة من بعد شهر يوليو وأغسطس وسبتمبر وأكتوبر ومن حسن حظى أن البحيرة لم يأتى عليها فيضان وأمطار منذ 7 سنوات وكان منسوب المياه يتزايد يوميًا حتى وصل إلى2 سم لينتج منه مخزون مياه جيد طبقًا لمساحة مسطح البحيرة.
تشمل بحيرة ناصر 85 خورا وتعد تلك الأخوار من سماتها لأن تعيش فيها الأسماك وبعض الأخوار تعيش فيها التماسيح وهو عند منسوب 182، وعندما تأتي فترة الفيضان تزيد بعد شهر يوليو سيتم فتح مفيض توشكى ليمتئ بالمياه والأسماك مما يؤدى إلى حدوث تنمية في المنطقة، والعائد من مفيض توشكى هو رى الرقعة الزراعية التي تزيد وبفتح المفيض تحدث تنمية زراعية، والثروة السمكية ستتزايد، كما سيعمل على حماية السد العالى، وسدود نهر النيل.

-ما موارد بحيرة ناصر والقطاعات التي يمكن استغلالها من خلالها ؟
بحيرة ناصر غنية بمواردها الطبيعة وباستغلالها أفضل استغلال ستعود علينا بالنفع بمليارات الدولارات في جميع القطاعات، والقطاعات التي يمكن استغلال البحيرة خلالها القطاع الزراعى والسمكى والتعديني والسياحة، لذلك أسعى إلى تنمية القدرات البشرية والعاملين الموجودين بالهيئة والمهندسين وتعليمهم كيفية استغلال الموارد على أكمل وجه، وأعلمهم قيمة العمل وواجبهم نحو بلدهم ووطنهم، مع علمهم العمل من خلال مبدأ الثواب والعقاب.

-كيف يتم استغلال بحيرة ناصر في القطاع الزراعي ؟
بالنسبة للقطاع الزراعي فبحيرة ناصر بها زراعات شاطئية في مستوى شاطئ البحيرة يتم ريها بماكينات صغيرة، وتزيد وتنخفض وفقًا للفيضان والجفاف، حيث في حالة الفيضان تزيد ويقل من المسطح المنكشف،وفى حالة الجفاف تقل وبالتالي يزيد المسطح الخاص للأراضى الشاطئية التي تقدر بنحو 150 ألف فدان على ضفاف البحيرة،كما أن هناك أراضي عالية أعلى من مستوى 182 متر وتروى من خلال الآبار الآرتوازية ومساحتها تبلغ 350 ألف فدان، ويمكن استغلالها من خلال الاستثمارات المختلفة سواء منشآت أو زراعة أو عمل مصانع أو منشآت زراعية أو صناعية على تلك الأراضى.
وهناك 2 كم حرم البحيرة يعتبر سياج الأمان للبحيرة ممنوع الأقتراب منه حفاظا على البحيرة من التلوث.

-بحيرة ناصر مورد هام للاقتصاد المصرى وبها العديد من قطاعات التنمية منها الزراعى والمائى، والتعديني، فكيف يمكن تنمية الثروة التعدينية من خلالها ؟
بالنسبة للثروة التعدينية من بحيرة ناصر موجودة على شاطىء البحيرة وهى رؤيتى كباحث وليس كمسئول لأن الثروة التعدينية كانت تابعة للهيئة وانتزعت منها وانتقت إلى إدارة المحاجر بالمحافظة ورؤيتى كباحث لتنمية بلدى، مثلما قال رئيس الجمهورية مسبقًا "ربنا خليه قدامك وعقلك شغله وضميرك يكون صاحى".
لذلك يجب تسليط الضوء على الثروات الهائلة لبحيرة ناصر حيث يوجد بها العديد من المعادن،على شاطئها الغربى توجد الطفلة والحجر الجيرى والكوالين، والذي يتم استخدامها في صناعة الأسمنت والكوالين في صناعة الشبة لاستخدامها في تنقية المياه بدلًا من استيرادها بملايين الجنيهات الأفضل استغلالها في إنشاء مصانع، وشرق البحيرة توجد مادة الفلسبار المستخدمة في صناعة الخزف الصينى، وفى مادة التلك التي تصنع منها بودرة التلك، وخام الكوارتز الذي يصنع منه الزجاج، لماذا لم يتم استغلالها بدلًا من تصديرها بمبالغ قليلة واستيرادها في شكل مصنوعات بملايين الجنيهات.

-وماذا عن تنمية الثروة السمكية في بحيرة ناصر ؟
أنظر إلى تنمية الثروة السمكية في بحيرة ناصر من جانبين كباحث وكمسئول عن البحيرة،أن إنتاج الثروة السمكية للبحيرة لا يغطى الإمكانات الهائلة الموجودة فيها، وكون أن يخرج منها نحو 15 ألف طن أو 20 ألف طن أسماك سنويًا تعتبر نسبة قليلة جدا بالنسبة لعدد السكان والإمكانات الهائلة للبحيرة،والعدد المعقول يجب أن يصل إلى نحو 40 أو 50 ألف طن أسماك سنويا، ولكن هناك عدة شروط للوصول إلى تلك النتيجة، وأولها بإصلاح الوحدات النهرية التي اهتم بها السيسي وأرسل محلب ليصدر قرارا بصيانتها وسيتم تسليمها قريبًا.
والوحدات النهرية هي عبارة عن لنشات للصيد تساعد مراكب الصيد وفيها معدات لنقل الصيادين وجرارات للمراكب عندما تعطل،كما تساعد في نقل الصيادين من الشرق الغرب وتم صيانتها بالأمر المباشر، مابين شركة المقاولين العرب وشركة البورسعيدية، وهى تعتبر الأداء الأساسية لتنمية الثروة السمكية فإصلاحها أمر هام في التنمية،ذلك بجانب أن الأسماك تكبر وتتوحش مما يستلزم وجود أدوات صيد تعمل بكفاءة عالية،لأن الأدوات الموجودة حاليًا هي السبب في توحش الأسماك لعدم كفائتها، ولم تجرى لها عمليات صيانة منذ سنوات.
ويجب لتحقيق تنمية في الثروة السمكية تزويد عدد المفرخات السمكية حيث يوجد حاليا 3 مفرخات لايعملون بكفاءة عالية لإنتاج زريعة وإطلاقها في بحيرة ناصر وهناك ضرورة لوجود مفرخات خارج البحيرة سواء أسمنتية أو ترابية لإنتاج الزريعة من خلاله حيث تتجلى وتتحول أصبعيات ثم تنقلها اللنشات وتلقيها في بحيرة ناصر بملايين الأطنان لتزويد الثروة السمكية،والحفاظ على المخزون الإستراتيجي للسمك بالبحيرة، ولتحقيق التنمية يجب أن يكون لدينا نحو 20 أو 30 مفرخ سمكى والسبب في نقصهم يرجع إلى تكلفتها العالية ولأن استثمارهم مرتفع، من حيث البنية التحتية وإنشاء المفرخات،ولكن طالما الإمكانات لا تسمح بزيادة عدد المفرخات السمكية يجب استغلال الموجودين حاليًا بطاقتهم القصوى أو على أعلى مستوى، وذلك يتم من خلال رفع كفاءتها وتزويدها بالعمالة.
ومن مقومات تنمية الثروة السمكية لبحيرة ناصر إنشاء مرابى طبيعية في بحيرة ناصر داخل الأخوار الموجودة بها، والتي يعيش فيها السمك لأن هناك 80% من الأسماك الموجودة بالبحيرة تعيش داخل الأخوار، و20% من الأسماك موجودة في بطن البحيرة يمثلون مليون فدان حيث تصل مساحة البحيرة إلى مليون وربع فدان، ولذلك يتركز في الربع مليون فدان 80% من أسماك بحيرة ناصر داخل الأخوار لأن السمك يتطلب مكانا هادئا يسكن فيه، وتضم البحيرة نحو 90 نوع سمك ولكن البلطى هو أغلبها وأفضلها وسبب تميز سمك البلطى يرجع إلى أنه يتغذى على الهائمات الحيوانية الموجودة في البحيرة وهو يعتبر غذاء طبيعيا وليست صناعيا، وللحفاظ على السمك البلطى بدأت الهيئة في الموافقة على تصريحات إنشاء المرابى بالبحيرة.

-من المقرر أن تغلق بحيرة ناصر يوم 15 مارس الجارى وحتى 15 مايو القادم ويتم وقف الصيد في تلك الفترة، ما أدى إلى غضب بعض الصيادين، فما أسباب غلق البحيرة وتوقف الصيد في تلك الفترة؟
يرجع سبب غلق بحيرة ناصر في تلك الفترة للحفاظ على الثروة السمكية لأنها تعتبر فترة فقس بيض السمك وعندما تجد السمكة الأم هجوم الصيادين عليها تقوم بوضع البيض داخل فمها وعندما يصطادها الصياد يهدر نحو 400 بيضة تخرج منها 400 سمكة وهو عدد كبير وخاصة في حالة صيد كيلوهات من الأسماك، وسيتم توعية الصيادين من الصيد خلال تلك الفترة من خلال الاتفاق معهم وترابطهم وبمعاونة شرطة المسطحات المائية،مع منع الصيادين مستخدمي الطرق غير الشرعية بالقوة الجبرية، ويعتبر غلق البحيرة مارس الجارى يحدث لأول مرة منذ سنوات طويلة.
وكل صياد لديه صندوق يأخذ منه القرش السمكى وهو بما يعادل القرشين عن الكيلو الواحد نصيب هيئة تنمية البحيرة ولم تأخذه الهيئة منذ ثورة يناير 2011، وذلك المبلغ في حالة تحصيله سنويًا يأتى بمبالغ هائلة للهيئة، كما أن المحافظة وشرطة المسطحات المائية لها نسبة ولكن النصيب الأكبر من القرش السمكى يكون للصياد.
وهناك جهود مبذولة لمواجهة عصابات تهريب الأسماك من خلال شرطة المسطحات المائية بالتعاون مع الصيادين ومسئولى بحيرة ناصر، مع محاربة الصيد العشوائي الذي يقضي على الأسماك لأن هناك العديد من الصيادين يستخدمون طرقا غير شرعية في الصيد ويقوموا باصطياد الأسماك الصغيرة والقضاء على الأسماك الكبيرة.
وبتنمية الثروة السمكية سنعمل على الصناعات التحويلية وإنشاء المصانع مصانع للتعبئة والتبريد والتغليف والتصنيع ومصانع لنزع العظم من السمك، تلك المشروعات ستوفر فرص عمل للشباب والقضاء على نسبة كبيرة من البطالة، كما ستساهم تنمية الثروة السمكية في تغطية الاستهلاك ويستفيد الشعب المصرى من بحيرة ناصر لتكون تلك هي التنمية الحقيقية والتي تعد فكرى وشغلي الشاغل لتنمية بحيرة السد العالى وبالفعل قدمت دراسة لرئيس الجمهورية وبتطبيقها ستدخل مصر مليارات الجنيهات،وفى حالة تطبيق نظام التنمية أو نسبة 75% منها خلال عام أو على الأكثر عامين نتائجه ستظهر على بحيرة ناصر.

-هناك أقاويل تشير إلى أن تماسيح بحيرة ناصر تقضي على الثروة السمكية بسبب أكلها لأطنان من الأسماك، ما مدى صحتها؟
أستعنت بأهل الخبرة بخصوص موضوع التماسيح وهو رئيس جهاز شئون البيئة، وأكد أن ما يتردد حول وجود 120 ألف تمساح في بحيرة ناصر غير صحيح وهي أرقام مغلوطة؛ لأن عدد التماسيح الموجود في البحيرة يتراوح من 15 إلى 25 ألف تمساح، وكيف ستأكل الأسماك وهناك قانون دولى يجرم صيدها، كما أن جهاز شئون البيئة يصطاد من بحيرة ناصر تماسيح على فترات لمتابعة مدى تأثيرها على أسماك البحيرة فيتم فتح بطن التمساح للتعرف على أنواع غذائه ويجد الباحث داخله زلط وطمى وأجزاء من الأسماك المتوحشة والمتعفنة مما يدل أن التمساح لا يتغذى على أسماك البحيرة،لأنه إذا لم يجد أسماك نافقة أو متوحشة يصطاد الحيوانات البرية الموجودة على ضفاف البحيرة ويعفن جثتها ثم يتغذى عليها.
ولا يعتبر لعدد التماسيح الموجود في بحيرة ناصر تأثير كبير على الثروة السمكية،كما أن التمساح كسول ويقوم بالبيات الشتوي ومعظم وقته يقضيه على شط البحيرة، وهناك ثلاث أشهر في العام يقضيها في خمول دون أكل أي شيء، ويتم التعرف على أماكن تواجد التماسيح من خلال طائرة تطير فوق بحيرة ناصر فهو خادم للتمساح يقوم بتنظيف أسنانه بشكل حلزونى ولا يمكن أن يؤذيه.

-كيف يمكن الاستثمار من خلال التماسيح واستغلالها لتكون موردا أقتصاديا هاما لمصر ؟
قريبًا سيتم إنشاء مزرعة تماسيح في أسوان تابعة للقوات المسلحة وتمت الموافقة على التصريحات،ويتم إنشاء المزرعة على مساحة 160 فدانا خارج البحيرة ومن المخطط أن يكون مشروعا متكاملا عبارة عن مزرعة تماسيح وسياحة وتربية ومجازر،وسيتم توفير التماسيح من خلال اصطياد البيض الخاص بها من أنثى التمساح وهو أمر صعب للغاية ولكن له طرق خاصة يتم استخدامها، ومن أبرزها استخدام أشعة معينة تتسبب في عمى مؤقت للتمساح مع عمل مسح شامل لمناطق تمركزهم بأدوات مساعدة، وستحقق تلك المزرعة تنمية سياحية واقتصادية هائلة، واللواء حمدى بدين رئيس هيئة الثروة السمكية وافق عليه من هيئة تنمية بحيرة ناصر، والباب مفتوح للاستثمار من خلال تقديم طلب إلى الهيئة ويتم الموافقة عليه بعد إجراء الخطوات اللازمة لإنشاء المشروع المطلوب.

-كيف يتم ترغيب المستثمرين للاتجاه إلى الاستثمار على ضفاف بحيرة ناصر؟
نرغب المستثمرين في الاستثمار لأن لدينا أراض خصبة على ضفاف البحيرة ويستأجر المستثمر بطريقة حق الانتفاع لمدة معينة، ويأتي لتوافر الإمكانات مثل المياه والطرق الممهدة لتسويق المنتج والأراضى الشاطئية المميزة،كما أن المسئولين يساعدوه في تحديد نوع المنتج الأفضل لزراعته حتى لا يخسر، هذه المميزات عندما يجدها المستثمر يأتي إلى البحيرة وهو مطمئن.

-لماذا لم تستغل تلك الموارد طيلة السنوات الماضية؟
لم تستغل تلك الموارد مسبقًا لأن النظرية تقول هناك مورد اقتصادي نادر ولكنه محتاج فكر للنهوض بمصر، وهناك خير كثير ببحيرة ناصر، لذلك نسابق الوقت ونستغل كل الموارد أفضل استغلال ونعمل على تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة واستغلال الموارد والحفاظ عليها بأكمل وجه للأجيال القادمة.

الجريدة الرسمية