رئيس التحرير
عصام كامل

أنا مصرى.. لا مسلم ولا مسيحي!


1-"كنا نتناول طعام العشاء في بيتنا بحي الزهور بالعريش، وفجأة دخل علينا أربعة شباب ملثمين، يتحدثون باللهجة البدوية، وقف اثنان منهم على الباب، ودخل الاثنان الآخران الصالة، وطلبا البطاقة الشخصية وطردونى أنا وبناتى خارج الشقة بعنف، مع التهديد بأنهم سيقتلوننا جميعا لو لم ننفذ أوامرهم، ثم قاموا بقطع الكهرباء على البيت، وحاول زوجى الهروب من شباك المطبخ، ولكن أحدهم أطلق عليه النار فأصابه في ساقه، وبالرغم من هذا حاول الهرب من على سطح البيت، وصرخ فينا بأن أتركه وأمضى أنا والأولاد بعيدا عن البيت وما يحدث من الملثمين الأربعة، وأطلق عليه أحد الملثمين النار فأصابه برصاصتين إحداهما في رقبته ومات على السطح، كل هذا ونحن نصرخ أن ينقذنا أحد، ولكن كل الناس التزموا بيوتهم خوفا من الملثمين الذين لم يكتفوا بقتل زوجى ولكنهم بحثوا عن ابنى الكبير ولكنه كان في العمل، وضربونى حتى أخبرهم بمكان ابنى، فأخبرتهم بأنه مسافر، وأشعلوا النيران في البيت أمام أعيننا، وحاولوا إلقاء جثة زوجى في النار أمام أعيننا ولكن مع اقتراب سارينة الجيش فروا هاربين".


2-"أقدم مسلحون مجهولون على إضرام النار في مواطن بمنطقة رفح شمال سيناء بدعوى تعاونه مع الأجهزة الأمنية بالمحافظة، وقال شهود عيان إن مسلحين مجهولين أضرموا النار في المواطن... أمام المواطنين، في منطقة الحسينات برفح ثم أطلقوا عليه النار، ما أسفر عن مقتله".

3-القصتان نشرتا في يوم واحد وفى صفحة واحدة في جريدة واحدة، السؤال ما هو الفرق بين الحادثتين؟ تعمدت فقط إخفاء أسماء الضحايا، وأسأل نفسى والصديق القارئ، هل هناك تشابه بين الحادثتين؟ نعم..

التشابه أن الجانى لا علاقة له بالإنسانية ولا بأى مشاعر يمكن أن تتوفر ربما في الجماد وليس الحيوان، قتل وحرق بلا إحساس، القصة الأولى بطلها الشهيد كامل رؤوف جرجس (41 سنة) راح جريمة القتلة السفاحين، وهم أنفسهم الذين قتلوا المواطن أحمد حمام، إذن القتل والترويع لا يفرق بين مسلم ومسيحى، القاتل أجير عن أسياده سواء في الداخل أو الخارج، ويلاحظ أن السيناريو واحد القتل والحرق وفى الحالتين وقف الناس موقف المتفرج، في واقعة كامل رؤوف كان بالاختباء خوفا، وفى الحالة الثانية شاهدوا الحادثة ولم يفعلوا شيئا خوفا!

أكتب ولست في مكان الحادثتين ولا أتخيل ماذا كنت سأفعل لو وجدت؟ ولكن من المؤكد أن لهؤلاء مخابئ من الأهالي، ستار التواطؤ نحن جميعا نسجناه سواء رضا أو غصبا، المجتمع مسئول أيضا عن تحرك الإرهاب بيننا بلا خوف منا، أنه فقط يعمل لسارينة الجيش أو البوليس ألف حساب، أما الناس والمجتمع فهو لا يبالى لهم مطلقا، إن ترك عدد من الأسر بيوتهم في العريش ليس سبة فقط على وجه الدولة لا وأيضا على وجه تقاعسنا جميعا لمواجهة الإرهاب بيننا، من الطريف أن يخرج علينا المحامى الإخوانى مختار نوح  بكلام فيه استهزاء بعقولنا، فهو يقول إن عبدالمنعم أبوالفتوح ليس إخوانيا!

للأسف كاتب هذه السطور يعرف الإخوانى عبدالمنعم أبوالفتوح منذ أربعين عاما ويعلم كل شىء منذ بدأت علاقته بالإخوان بما فيها كيف تزوج والجنسيات غير مصرية التي يحملها البعض من أسرته، وكيف كان يقوم هو بتجنيد طلاب الطب بالذات في السبعينيات و....إلخ، الأمر الآخر والذي يهمنا هو الحديث عن لاعب الأهلي محمد أبوتريكة الذي أكد إخوانيته وأن دوره كان التمويل وهو -أي أبوتريكة- لم يسبب أذى لأحد!

هنا يكمن الخطأ والخطر، أليس تمويل الإرهاب جريمة لا تقل عن ممارسة الإرهاب بالقتل والحرق!؟ وهل القاتل لو لم يجد التمويل سيقتل ويمارس ترويع المجتمع!؟ وحالة أبوتريكة نفسها تثير اللغط، كثير من جماهير الأهلي يتعامل مع أبوتريكة النجم الذي ساهم في بطولات فريقه، وأيضا الكثير من زملاء هذا النجم يتعاملون معه على أساس الصداقة وزمالة الملعب والعيش والملح، وهذه كارثة أن نضع عواطفنا تتحكم في قراراتنا، في إيطاليا تم سجن باول روسى أحد أبرز نجوم إيطاليا في التاريخ، وبعد ذلك عاد باول روسى وقاد منتخب بلاده لتحقق بطولة العالم 1982، وبعيدا عن ذلك الفريق أول محمد فوزى وزير الحربية الأسبق هو من اعاد بناء القوات المسلحة وكان من أهم أسباب انتصار أكتوبر 1973، وبالرغم سجن..

والأهم الفريق سعد الدين الشاذلى قائد الأركان في حرب أكتوبر73 سجن، والغريب عندما يتهم لاعب يخرج البعض من السذج والمتعصبين يرددون: قبل أن تحاكموه لقد قدم لمصر الكثير!! وينسون أن مصر جعلت منه مليونيرا وللأسف ذهب واشترى منها مولدات كهرباء لاعتصام رابعة الإجرامى! ليس هذا فقط وكان شريكا في شركة إخوانية تمول عمليات الإخوان الاجرامية، كنت أتمنى لو صدر منه كلمة تنفى هذا أو يعبر بها عن مصريته، ولكنه تمنى أن يوضع في قبره قميصه الذي كتب عليه دعما لغزة، اليس تعاطف البعض مع هذا النجم الذي يعيش في قطر حاضنة الإرهابيين يعد من تقاعس المجتمع، وإذا كان أبوتريكة نجما معروفا، هناك غيره بيننا نتعاطف معهم بدعاوى كثيرة.!
مصر في عين الله
مصر لن تنهار وهى باقية شامخة بشعبها المؤمن بأن الدين لله.. والوطن للجميع
أنا لا أعترف بأى دين تحت سماء مصر
دينى هو: مصرى
الدين: مصرى
الجريدة الرسمية