«جريمة اغتيال بحيرات مصر».. دراسة تكشف: 11 بحيرة مهددة بزوال الأسماك.. مخالفات الصيد تهدد «البردويل».. المصارف كارثة «المنزلة».. و«قارون» أبرز المتضررين
كشفت دراسة تحت عنوان «جريمة اغتيال للبحيرات المصرية»، أجراها الدكتور أحمد إسماعيل نور الدين أستاذ الأحياء المائية بالمركز القومي للبحوث عن بحيرات مصر والتعديات التي تصيبها وأيضًا الحلول لمواجهتها.
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد نور الدين، إن البحيرات المصرية يبلغ عددها 11 بحيرة ولها أهمية اقتصادية كبرى كمصدر مهم للثروة السمكية وللملح.
وأوضح، أن هذه البحيرات هي "إدكو، المنزلة، البرلس، مريوط، البردويل، بورفؤاد، قارون، الريان، ناصر، مفيض تشوكي، بحيرة المرة والتمساح» تنتج ما يقرب من 170 ألف طن أسماك سنويا.
وأشار إلى أن بحيرة ناصر إنتاجها نحو 26.000 طن سنويا ومن المتوقع أن يزيد الإنتاج السنوي من الأسماك إلى 80.000 طن سنويا، وذلك في حالة زيادة عدد مفرخات الأسماك وإنشاء مواني للصيد ملحقة بمصانع تلج ومصانع لتعليب الأسماك، ومن أشهر الأسماك في البحيرة السمك البلطي النيلي.
وتابع، إن البحيرات المصرية المجاورة للمجتمعات العمرانية مثل المنزلة والبرلس وإدكو تناقصت مساحتها وإنتاجها إلى الثلث تحت سمع وبصر المسئولين وفي بعض الأحيان كان الاغتيال بقرارات حكومية كما حدث في إدكو والمنزلة، مشيرا إلى أن غياب الأمن أدى إلى تدهور بحيرة البرلس.
قارون
وأشار في دراسته إلى خلو بحيرة قارون من الأسماك وهجرة الصيادين منها ليبحثوا لأنفسهم عن باب رزق آخر في مجال السياحة الترفيهية أو الزراعة التقليدية، مشيرا إلى أنها تعد من أقدم البحيرات الطبيعية في العالم وهى البقية الباقية من بحيرة موريس القديمة وتعتبر من البحيرات الداخلية التي لا تتصل بالبحر تبلغ مساحة بحيرة قارون نحو 53 ألف فدان بمتوسط عمق يصل إلى نحو 4.2 أماتر.
وأوضح أن من أهم المشكلات التي تواجه البحيرة مشكلة زيادة الملوحة وهى ناتج عملية البخر إضافة إلى الصرف الزراعى المحمل بالأملاح مما أدى إلى تغيير بيئة البحيرة فانقرضت بذلك أنواع الأسماك النيلية مثل القرموط، الثعابين والبياض، البنى واللبيس.
وأشار إلى أن التلوث بالبحيرة نتيجة الصرف الزراعى المحمل بكميات ضخمة من الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية مما يؤدى إلى الإخلال بالنظام الإيكولوجى للبحيرة، وأيضًا التلوث بالصرف الصحى غير المطابق للمواصفات المطلوبة ويرجع ذلك إلى عدم كفاءة المعالجة في بعض المحطات لانتهاء العمر الافتراضى لها وزيادة كمية الصرف الواردة للمحطة عن سعتها الفعلية.
واقترح أستاذ الأسماك بالعديد من الحلول والتي تشمل عمل مفرخ بحري على حافة البحيرة واستقطاع جزء من البحيرة ليكون حاضنة للسمك المفرخ ليصل إلى حجم الإصبعيات دون فائدة، وعمل مشروع قومي مع شركة اميسال لإعادة نسبة الملوحة والتلوث في البحيرة إلى ما كانت عليه من ذي قبل ويكون المركز القومي للبحوث ومحطة علوم البحار والأكاديمة شركاء في المشروع على أن تكون شركة أميسال شريكا صناعيا للمشروع لضمان الفائدة منه، والاستفادة السياحية من فنادق الفيوم، وعمل معمل تحاليل للرصد والمتابعة للمشكلات المرضية للأسماك بالبحيرة، بالإضافة إلى عمل حجر بيطري للأسماك الوافدة للبحيرة من الهيئة العامة للثروة السمكية
تعديات بالبردويل
ويشير إلى أن بحيرة البردويل هي أطهر وأنقى بحيرة خالية من الملوثات وهي سفير مصر لأسماك الدنيس والقاروص في أوروبا، ويعتبر إنتاجها الذي لا يتعدى 4500 طن من مساحة 165 ألف فدان.
ولفت إلى أن أهم التعديات تتمثل في استخدام حرف مخالفة للصيد الحر كمهنة الدبة أو تلك التي يجب أن تحلها الهيئة من تطهير للبوغيز والانضباط الأمني من جهاز المخابرات المسئول عن إدارة البحيرة فنيا ولوضع الحلول السريعة لتنمية بحيرة البردويل يجب وضع النقاط التالية محل التنفيذ ومنها وضع الحلول العلمية لزيادة الغذاء الطبيعي في البحيرة وزيادة أسماك الدنيس والقاروص على حساب الأسماك القشرية وخاصة الجمبرى وتقديم بدائل للصيد الحر بدلا من المهن الممنوع استخدامها مثل حرفة الدبة وإنشاء مركز إقليمى للتوعية والتدريب للصيادين على حرف الصيد الجديدة ومنع صيد الهواة من أمام البواغيز لعدم إعاقة الأسماك المهاجرة من وإلى البحيرة وإنشاء مفرخ سمكي ومصنع علف بالمواصفات البيئية لتغذية الأسماك التصديرية (الدنيس والقاروص) بالبحيرة وإنشاء مصانع لتصنيع وتعبئة الأسماك للتصدير، وتعظيم الاستفادة من الملاحات الموجودة بالبحيرة وإنشاء مركز لإنتاج الارتميا بجوار هذه الملاحات "لتوفير الاحتياج المحلى من الارتميا وتوفير العملة الصعبة"، وإنشاء مدرسة للصيد البحرى لإبناء الصيادين بالبردويل على أحدث التقنيات العالمية، وعمل علامة تجارية لأسماك بحيرة البردويل كسفير سياحى.
مصارف المنزلة
رغم أن مساحتها يفوق 125 ألف فدان بعد التعدى عليها، إلا أن إنتاجها لا يتناسب مع مساحتها وأسماكها وهى الأكثر عرضة للتلوث حيث إن 11 مصرفا للصرف الصحى والصناعى والزراعى يصب في هذه البحيرة وأهمها على الإطلاق مصرف بحر البقر الذي يمتد روافده فى أربع محافظات مما جعل البحيرة محل اهتمام للمسئولين وأصبح التلوث الصراع المزمن وحجر عثرة في تنمية بحيرة المنزلة.
وأشار إلى أن الحلول السريعة لمشكلات بحيرة المنزلة يتوافق أغلبها مع حلول بحيرة البرلس مع اختلاف المكان.
إنتاجية ناصر
بحيرة ناصر هي البحيرة الصناعية في مصر، ويعتبر تنمية الثروة السمكية بها يختلف عن غيرها من البحيرات حيث إنها مخزن إستراتيجي لمياه الشرب وبالتالى أي تغيرات تؤدى إلى تغيير محتوى المياه غير مقبول في هذه البحيرة واختلاف أعمار وأحجام وأنواع أسماك البحيرة يجعل من التنمية الصعوبة بمكان ولكن يمكن وضع بعض الحلول التي تساهم في زيادة الإنتاج السمكى دون التأثير بيولوجيا بمياه البحيرة ومنها: "عمل مفرغات لإنتاج ذريعة البلطى وتحضينها في أخوار بعيدا عن الأسماك الكبيرة حتى تصل إلى حجم أصبعيات غير القابلة للافتراس، عمل مصانع تعبئة وتغليف لأسماك البلطى بعلامة تجارية للتسويق المحلى والتصدير، والمحافظة على الأنواع القابلة للانقراض مثل سمكة قشر البياض.