رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. حقائق كشفت عنها أحداث العريش.. الإرهاب يستهدف الأقباط وفق خطة دقيقة.. كشوف بأسماء الضحايا.. إرسال رءوس القتلى لمنازل ذويهم.. التهديد علني.. والمسلمون يساعدون المسيحيين للنجاة

فيتو

حقائق متوالية كشف عنها العشرات من أسر الأقباط بالعريش، بعد رحيلهم من المدينة إلى الإسماعيلية وبورسعيد، في أعقاب التهديدات الإرهابية التي مورست عليهم من جانب بعض الجماعات، ومقتل 7 أقباط بشكل متواصل.


على مدار سنوات لم تكن صورة ما يحدث في سيناء كاملة، وما ينشر عنها كان شحيحًا ما خلق آلاف الأسئلة التي تداولها الكثيرون ولم تلق أي إجابة حتى الآن، لكن مع الأزمة الأخيرة وفرار بعض الأقباط من العريش إلى محافظتي الإسماعيلية وبورسعيد بدت بعض الحقائق تظهر من خلال أحاديث الأسر الفارة والذين كشفوا بوضوح ما يحدث. 

خطة منظمة
مينا صبحي أحد الأقباط النازحين إلى مدينة الإسماعيلية كان أول من كشف أن الإرهابيين في العريش يسيرون بطريقة منظمة ومحكمة في اصطياد الأقباط لقتلهم، ويوجد داخل المدينة من يساعدهم على ذلك.

وأوضح «مينا»، خلال لقاء تليفزيوني، أن الأوضاع الأمنية في المدينة سيئة للغاية؛ فالإرهابيون لديهم مخطط واضح حول أعداد الأقباط بالعريش، ويعلمون أماكن تواجدهم بدقة شديدة، لافتًا إلى أن الخوف الشديد دفعهم إلى النزوح إلى كنيسة الأنبا بيشوي في الإسماعيلية.


بيان التكفيريين 
ثاني الحقائق التي كشفها أحد الأقباط هي أن التكفيريين أصدروا بيانا بعد استهداف الكنيسة البطرسية يؤكد استهدافهم للأقباط لتبدأ حملتهم المنظمة التي أدت إلى الفرار.

وأشار خلال لقاء تليفزيوني، إلى أن صديقا له تعرض لإطلاق النار من قبل إرهابيين في سوبر ماركت صغير يمتلكه في العريش الساعة 8.30 مساء، ثم قاموا بسرقة مقتنيات السوبر ماركت.

إرسال الرءوس
من ناحيته، أوضح قبطي آخر، أن عمليات استهداف الأقباط بدأت في أعقاب ثورة 25 يناير عام 2011، وكان يتم قتل الأقباط وإرسال رأس القبطي إلى باب منزله، بالرغم من طلب الفدية فيه، مؤكدًا أن تدخل القوات المسلحة في المدينة جعل الأوضاع تتحسن كثيرًا.

وأضاف خلال لقاء تليفزيوني، أنه فقد ابن أخيه وزوج ابنته، وذلك بعد قتلهما من قبل الإرهابيين وحرقهم المنزل الخاص بهما، مؤكدًا أنه لم يتلق تهديدا ليترك العريش ولكنه قام بتركها كي ينجو بحياته من الإرهاب.

كشوف بالأسماء
وحول استهداف الأقباط، قال رضا سليمان، أحد الأقباط النازحين، إن الإرهابيين بمدينة العريش لديهم كشوف بأسماء الأقباط، وتم وضع اسمه وعائلته على القائمة، لافتًا إلى أنه رأى البعض منهم ملثمين، ويختارون ضحاياهم من الأقباط بعناية.

وأشار "سليمان"، خلال تصريحات صحفية، أن المدينة كانت هادئة للغاية ولم يكن هناك مضايقات قبل ثورة يناير، ولكن بعد قيام الثورة حدثت أعمال قتل وحرق وتخريب لبيوت الأقباط، وعمليات ترويع الآمنين منهم.

المدارس ممنوعة
وفي مقطع فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أكد أحد الأقباط النازحين، أن الأطفال لا يستطيعون الذهاب إلى المدارس في العريش، خوفًا من الاختطاف والقتل المتكرر للأطفال.

وتابع أن السكوت على وقائع القتل بالعريش غير مبرر، لافتًا إلى أن هدف الإرهابيين هو إسكات الجميع عن عمليات القتل والاستهداف بالمدينة.

مواجهة الشرطة
على جانب آخر، أكد أحد سكان العريش، أن الشرطة لم تستطع حماية الأقباط بالمدينة بعد تَكرار اللجوء إليها من أجل مواجهة محاولات الإرهاب لإثارة الخوف، موضحًا أن الإسعاف ترفض أن تأتي لكي تسعف أي مواطن مصاب مصاب أو حتى تحمل جثة أي قتيل حتى لا يلاحقها الإرهاب.


تهديد علنى 
ميرفت نصيف، أحد الأقباط النازحين أكدت لـ«فيتو»، أن تهديد الأقباط كان بشكل علني في الشوارع من قبل أناس غرباء، وكانت رسالتهم المستمرة «هنولع فيكم.. مصر دولة إسلامية وأنتم غرباء»، موضحة: «عشت في العريش ما يقرب من 20 عاما كانت المدينة أثناء 15 عاما منهم قطعة من أوروبا، أم الخمس سنوات الأخيرة فكانت كالجحيم».

المسلمون يساعدونا
وأشارت "ميرفت" إلى أنها وعائلتها قرروا الهروب في تمام الساعة الخامسة صباحًا، مضيفة: «جمعنا جميع ما يلزمنا في السفر، وأغلقنا الشقة بالأبواب الحديدية، وتوجهت إلى شقة جارتي المسلمة وأعطيتها مفتاح الشقة وهي كانت تعلم تماما أننا لم نمتلك في الوقت الحالي أي مبالغ مالية تكفينا في رحلة عودتنا إلى المنيا فوجئنا بأنها تعطينا مبلغًا يساعدنا في رحلتنا، كان هذا الموقف صعبا للغاية علينا فنحن مسلمون وأقباط جمعت بيننا المحبة، ولكن تلك الجماعات الإرهابية لم تعرف المحبة قلوبهم».


مدينة أشباح
حسني نمر لبيب أيضًا لفت إلى أن الأوضاع في العريش كانت مستقرة قبل أن تتحول إلى مدينة أشباح يصعب الخروج والتجول بحرية فيها، موضحًا أنه وأبناءه الأربعة وزوجته تحولوا في الفترة الأخيرة بعد استهداف الأقباط من قبل جماعات إرهابية إلى سجناء في المنزل، لا أحد يغادر المنزل مطلقا، فلا تذهب ابنته إلى المدرسة أو زوجته إلى عملها، خاصة أنه لا ضمان في العودة للمنزل مجددا.


صعوبة التفريق
كما استطرد «لبيب»: «مستقبل العريش زي الزفت؛ حيث تعاني المدينة من الانفلات الأمني بفضل أن الأمن يصعب عليه التعرف على المجرمين الذين يسرعون إلى المنازل فور ارتكاب جرائمهم».
الجريدة الرسمية