رئيس التحرير
عصام كامل

أسبوع رئاسي مكثف.. قمة «مصرية-ألمانية».. السيسي يبحث مع بريطانيا وروسيا تعزيز الاستثمارات بمصر.. يناقش مع أمريكا التعاون العسكري.. ويطمئن على أقباط سيناء

فيتو

شهد مقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة نشاط أسبوع رئاسي مكثف، واستهل الرئيس عبدالفتاح السيسي الأسبوع ببحث آخر التطورات الخاصة باستهداف المواطنين الأبرياء في منطقة شمال سيناء من قبل التنظيمات الإرهابية، مما أدى إلى انتقال عدد من أسر المواطنين الأقباط إلى محافظة الإسماعيلية، وتم استقبالهم وتسكينهم لحين الانتهاء من التعامل مع العناصر الإرهابية.


الأمن والاستقرار
وكلف الرئيس بأهمية التصدي لكل محاولات زعزعة الأمن والاستقرار في مصر، ووأد كل مخططات هذه التنظيمات لترويع أبناء الوطن الآمنين وتهديد ممتلكاتهم، كما كلف الرئيس السيسي الحكومة باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتسهيل إقامة المواطنين في المناطق التي انتقلوا إليها وتذليل أي عقبات قد تواجههم.

وزير خارجية بريطانيا
وأجرى السيسي جلسة مباحثات مع "بوريس جونسون"، وزير خارجية المملكة المتحدة، وأعرب السيسي عن تطلع مصر لتحقيق نقلة نوعية في العلاقات بين الدولتين على كل المستويات، وخاصة تعزيز التعاون الاقتصادي، وزيادة استثمارات الشركات البريطانية في مصر.

مكافحة الإرهاب
وتطرق اللقاء كذلك إلى مناقشة سبل تعزيز التنسيق بين البلدين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها الإرهاب، وأكد الرئيس السيسي أن مواجهة الإرهاب تستلزم استراتيجية دولية شاملة، لا تقتصر على الجوانب الأمنية والعسكرية فقط، وإنما تمتد لتشمل العمل على هدم الأسس الفكرية التي يستند إليها الفكر الإرهابي.

وأشار إلى أهمية تطوير وتحديث التعليم، بالإضافة إلى تجديد الخطاب الديني لتعزيز القيم السمحة للأديان، بحيث يتم ترسيخ قيم التعايش المشترك والتسامح، مؤكدًا أن تحقيق النصر في المعركة في الإرهاب يتطلب تكاتف جهود المجتمع الدولي على كل المستويات والتعامل مع كل الجماعات الإرهابية وفق معيار واحد يستهدف تجفيف منابع تمويلها وإيقاف إمدادها بالسلاح والمقاتلين.

أزمات الشرق الأوسط
كما تم خلال اللقاء كذلك بحث التطورات الجارية في الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية، والأوضاع في ليبيا واليمن، فضلًا عن آفاق الدفع قدمًا بعملية السلام، وجهود مكافحة الإرهاب والتطرف.

قائد القيادة المركزية الأمريكية
وأجرى الرئيس السيسي جلسة مباحثات مع الفريق أول جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية، وأشار الرئيس إلى أهمية العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين، خاصة على الصعيد العسكري الذي شهد على مدى عدة عقود تعاونًا مثمرًا بين البلدين لما فيه المصلحة المشتركة للجانبين والمنطقة والعالم.

شيخ الأزهر
كما التقى الرئيس السيسي، الأمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، وأكد الرئيس أن الأزهر هو منارة الفكر الإسلامي المعتدل، مشيرًا إلى المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتق الأزهر وشيوخه وأئمته الأجلاء في تقديم النموذج الحضاري الحقيقي للإسلام في مواجهة دعوات التطرف والإرهاب.

وطالب باستمرار الجهود التي يقوم بها الأزهر في تجديد الخطاب الديني في الداخل والخارج، وتأكيد قيم التقدم والتسامح وقبول الآخر، خاصة في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ الأمة والتي تواجه فيها تحدي الإرهاب المتنامي على نحو غير مسبوق.

مميش
وعقد الرئيس السيسي اجتماعًا مع الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، وأشاد السيسي بالجهود التي تبذلها هيئة قناة السويس لتطوير العمل بالقناة ومنطقة قناة السويس.

وأكد ثقته في الكفاءات المصرية وقدرتها على إدارة العمل بالقناة والموانئ المصرية وفق أحدث النظم التكنولوجية، الأمر الذي يعزز من الوضعية المتميزة لقناة السويس كأحد أهم المرافق الحيوية لحركة التجارة الدولية والملاحة البحرية على مستوى العالم، ويسهم في وضع ميناء شرق بورسعيد على خارطة المنافسة العالمية.

كما أكد الرئيس أهمية مواصلة عملية تطوير هيئة قناة السويس والمنطقة المحيطة، بما يسهم في دفع الاقتصاد الوطني في مختلف القطاعات، وتوفير فرص عمل إضافية لأبناء الشعب المصري.

وزير الإسكان
وعقد الرئيس السيسي اجتماعًا مع الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وأكد الرئيس ضرورة الارتقاء بمستويات حياة المواطنين بمناطق مشروعات الإسكان غير المخططة، ودراسة أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية بأسلوب علمي، بحيث يتم تصميم برامج تنموية محددة تناسب ظروفهم، وتسهم في تحسين ظروفهم المعيشية بشكل ملموس وفي أسرع وقت ممكن.

البيروقراطية
وكلف الرئيس السيسي بأهمية تنفيذ نموذج إداري مختلف في المدن الجديدة، وذلك من خلال القضاء على البيروقراطية وإيجاد مرونة أعلى في التعامل مع المستثمرين والمواطنين، بما يمكّن من تحقيق معدلات أسرع للتنمية في هذه المناطق، بحيث تكون نموذجًا يحتذى به في جميع المشروعات الجديدة الجاري إنشاؤها في كل أنحاء الجمهورية.

الجدول الزمني

كما كلف الرئيس بأهمية الالتزام بالجدول الزمني المقرر للانتهاء من مشروعات الطرق والمحاور المرورية الجديدة، وتطوير الطرق القائمة، بهدف تخفيف الاختناقات المرورية وتيسير حركة نقل المواطنين، ولا سيما من خلال الانتهاء قبل نهاية العام الجاري من مشروعي الطريقين الأوسطي والإقليمي، والمرحلة الثانية من محور روض الفرج.

البرنامج الرئاسي
وفاجأ الرئيس طلبة الدورة الثانية للبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب على القيادة، والذين يمرون الآن بمرحلة الإعداد على نموذج محاكاة الدولة المصرية وشهد اللقاء حوارًا مفتوحًا بين الرئيس والشباب المشاركين بالبرنامج؛ واستعرض السيسي تطورات الأوضاع الداخلية والخارجية والمشروعات القومية الكبرى.

وزير دفاع فرنسا
ومنح الرئيس عبد الفتاح السيسي، أجان إيف لودريان، وزير الدفاع الفرنسي، وسام الجمهورية من الطبقة الأولى؛ تقديرًا لجهوده وإسهاماته في تحقيق طفرة غير مسبوقة في التعاون العسكري بين البلدين.

وأكد الرئيس السيسي خلال اللقاء تميز العلاقات «المصرية - الفرنسية»، خاصة في المجال العسكري، مرحبًا بما يشهده التعاون بين البلدين من تطور ونمو.

وثيقة "إعلان القاهرة"
وتسلّم الرئيس السيسي من وزراء الصحة العرب وثيقة "إعلان القاهرة"، الصادرة عن مجلس وزراء الصحة العرب، حول صحة المرأة العربية لعام 2017؛ وذلك تقديرًا لاهتمام مصر بقضايا المرأة، وإعلانها في هذا الإطار عام 2017 عامًا للمرأة المصرية.

ودعا الرئيس إلى تحويل هذه الوثيقة إلى برنامج عمل مكثف يؤدي إلى تحسن ملموس في مستويات الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية للمرأة العربية.

المــــرأة
وأشار الرئيس السيسي إلى الأهمية الخاصة التي توليها مصر لأوضاع المرأة سواء في مصر أو في العالم العربي، انطلاقًا من الإيمان بأن تحسين صحة المرأة يُعد ركنًا أساسيًا لصحة وسلامة ونهوض المجتمع بأكمله.

وعقد الرئيس جلسة مباحثات مع ديميتري روجوزين، نائب رئيس الوزراء الروسي للصناعات الدفاعية، وأكد الرئيس السيسي قوة العلاقات «المصرية-الروسية» وتميزها، وأهمية العمل على تنميتها وتطويرها على مختلف الأصعدة.

التعاون العسكري
وأشار الرئيس السيسي إلى تطلع مصر للارتقاء بالتعاون بين البلدين في مجال التصنيع سواء للمنتجات المدنية أو العسكرية، خاصةً في ضوء ما تتمتع به روسيا من إمكانيات تكنولوجية وخبرات علمية متطورة، فضلًا عن الخبرة المتوفرة لدى الجانب المصري في التعامل مع التكنولوجيا والمنتجات الروسية لعقود طويلة.

رئيس غينيا
وأجرى السيسي اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الغينى ألفا كوندي، الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى، استعرض خلاله الرئيسان آخر التطورات الخاصة بعدد من القضايا الأفريقية وسبل تعزيز قدرات القارة في التوصل إلى حلول أفريقية للمشكلات القائمة، وأكد خلاله الرئيسان أهمية تكاتف كل الدول في القارة الأفريقية للعمل على تلبية طموحات شعوبها في التنمية والرخاء والاستقرار.

كما تناول الاتصال مناقشة عدد من الموضوعات ذات الصلة بتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث الرئيسان سبل تطوير التعاون المشترك بما يعكس العلاقات الأخوية والمتميزة التي تجمع البلدين.

ووجه الرئيس السيسي الدعوة للرئيس الغينى لزيارة القاهرة لاستكمال التشاور حول سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية، فضلًا عن بحث آخر التطورات على الساحة الأفريقية.

البطاركة
واستقبل الرئيس السيسي، كلًا من الكاردينال اللبناني مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة الكاثوليك، والبطريرك العراقي مار لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان الكاثوليك.

وأكد الرئيس في هذا الإطار الأهمية الكبيرة لتعزيز قيم التسامح والسلام وقبول الآخر، بما يدحض التفسيرات المتطرفة التي تتبناها جماعات الإرهاب، ويسهم في ترسيخ "المواطنة والمساواة" في الدول العربية والمنطقة التي شهدت تعايشًا مشتركًا لقرون عديدة في إطار الحضارة العربية.

قمة «مصرية - ألمانية»

واستقبل الرئيس بقصر الاتحادية المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" وعقد لقاءً ثنائيًا معها، أعقبه جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين.

ورحب الرئيس بالمستشارة الألمانية، مشيدًا بما يشهده التعاون بين البلدين من تطور في مختلف المجالات، ولاسيما على الصعيد الاقتصادي، كما أكد أن ألمانيا تمثل أحد أهم شركاء مصر بالاتحاد الأوروبي، معربًا عن تقديره للشخصية الألمانية وأداء الشركات الألمانية العاملة في مصر.

تطورات الأوضاع
واستعرض الرئيس مجمل تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تشهدها مصر، كما تطرق الرئيس السيسي إلى أهم التحديات التي تواجه تحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب في المنطقة نتيجة الوضع الإقليمي المتأزم.

وأكد أن الظروف الإقليمية الراهنة تفرض على البلدين تحديات مشتركة وتنعكس تداعياتها على أمن واستقرار الشرق الأوسط وأوروبا بأكملها، وهو ما يستلزم تعزيز التشاور والتنسيق المكثف بين البلدين حولها.

الموضوعات الإقليمية
كما تطرقت المباحثات إلى العديد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، وسبل الارتقاء بها وتطويرها في القطاعات المختلفة.

ورحب الجانبان بالتوصل إلى بروتوكول ملحق باتفاق التعاون الثقافي بين البلدين لعام 1959 من أجل تنظيم عمل المؤسسات الإنمائية الألمانية في مصر.

كما تم التطرق إلى سبل تعزيز التعاون في المجال الإنمائي بين البلدين، فضلًا عن كيفية الاستفادة من الخبرة الألمانية في مجال التعليم الفني والتدريب المهني، ولاسيما من خلال إطلاق مشروع جديد للتعاون بين الجانبين في هذا المجال.

الأزمة الليبية
وعلى صعيد القضايا الإقليمية، تباحث الجانبان حول سبل دعم الجهود التي تبذل للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة، وخاصة بالنسبة للأزمة الليبية.

وأشادت المستشارة الألمانية بجهود مصر على هذا الصعيد، مرحبة في هذا الإطار بالتنسيق القائم بين دول جوار ليبيا سعيًا إلى التوصل لحل للأزمة برعاية الأمم المتحدة.
الجريدة الرسمية