سياسيون في تأبين يحيى الجمل.. ومصر آخر وصاياه «تقرير»
عقد المجلس الأعلى للثقافة مساء اليوم، ندوة تأبين للمفكر الراحل يحيى الجمل، بحضور عدد من السياسيين البارزين والقيادات.
وفي بداية الندوة، قال عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، أنه سعد باستضافته في ندوة تأبين المفكر الراحل يحيى الجمل في المجلس الأعلى للثقافة مساء اليوم، ليعوض بها غيابه عن حضوره للحظة رحيله، وكذلك للعزاء الرسمي للراحل.
وأكد موسى أن الجمل يعتبر من أكثر الشخصيات التي أثرت في تاريخ مصر، مؤكدًا أنه من أكثر الشخصيات التي أعجب بمهنيتها ووطنيتها الأصيلة، وكانت تلك الوطنية في ذروتها خلال جلسات "لجنة الحكماء" بعد ثورة 25 يناير لعام 2011، التي كانت الخطوة الرئيسية في صياغة الدستور المصري، مؤكدًا أن الجمل كان أبرز السياسيين والحكماء والمفكرين الذين شاركوا في اللجنة.
وأشار موسى إلى أنه كان شاهدًا على توتر الجمل خلال اجتماعات "لجنة الحكماء"، حيث كان قلقًا على مستقبل مصر وما ستئول إليه الأحداث في البلاد.
فيما قالت الدكتورة مايسة يحيى الجمل، ابنه المفكر، أن والدها كان أكثر الناس إيثارًا في العلم، وكانت أكثر فترات سعادته هي عندما يجد تلميذا له يتفوق حتى لو كان سيتفوق عليه.
وأكدت مايسة أن كلمات الحب والمديح التي قيلت في الندوة كانت تقال لوالدها على مسمع ومرأى منها، مؤكدة أنها لا تعتقد بوجود أعداء وكارهين لوالدها من الأساس.. كما أكدت مايسة أن جل ما كان يشغل والدها خلال حياته هي "مصر"، حيث كان قلقًا على الأوضاع في البلاد بدرجة تصل إلى حد التوتر، حتى كانت آخر كلماته في المستشفى خلال مرضه هي: "خالوا بالكوا على مصر".
أما الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، فقال إنه خلال زيارته الأخيرة للمفكر يحيى الجمل، شعر بمدى تدهور حالته الصحية ودنو أجله، وعلى الرغم من إيمانه الكبير بالقدر إلا أنه لم يتوقع يومًا وفاة الشخص الذي كان بمثابة أستاذه ومعلمه.
وأكد نصار أن بداية علاقته بالجمل كانت أثناء تحضير رسالة الدكتوراه الخاصة به في كلية الحقوق، حيث رفض العديد من الأساتذة التسجيل معه في الرسالة، ولم يجد من يقف جواره إلا الجمل الذي تبناه علميًا ورعاه في دراسته وحياته العملية.
وفي ختام الندوة أوصى الحضور قطاعات وزارة الثقافة المسئولة عن النشر، بإعادة طبع أعمال الراحل، وجاء الطلب لتسليط الضوء على مؤلفات المفكر الراحل، حتى تستطيع الأجيال الجديدة والشابة معرفة إسهامات الراحل والاستفادة منها، وذلك بحضور ابنته التي أبدت حماسًا وأملا على تنفيذ الطلب على وجه السرعة.
جاء ذلك خلال الندوة التي عقدت مساء اليوم الخميس، لتأبين المفكر الكبير الراحل يحيى الجمل، التي نظمها المجلس الأعلى للثقافة، وتحدث فيها أشرف عامر، رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية، والدكتور محمد نور فرحات، مقرر لجنة القانون بالمجلس الأعلى للثقافة، وأدارت الأمسية الدكتورة تهانى الجبالى، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقًا.
كما حضر عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، والمستشار محمد مسعود، رئيس مجلس الدولة، والدكتور جابر ناصر، رئيس جامعة القاهرة، والدكتور المستشار عادل عمر شريف، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا، والمستشار حسام فرحات، رئيس هيئة المفوضين بالمحكمة الدستورية العليا، والدكتور صلاح فضل، مقرر شعبة الآداب في المجلس الأعلى للثقافة، ونجلته، ممثلة عن الأسرة.