جدول امتحانات الثانوية العامة يثير الجدل.. أولياء الأمور يطالبون بإعادة النظر فيه.. نور الدين: يتنافى مع مبدأ الحوكمة الرشيدة في اتخاذ القرار.. وخبير تربوي: يمثل ضغطا نفسيا على الطلاب
أثار إعلان وزارة التربية والتعليم، أمس الأربعاء، جدول امتحانات الثانوية العامة لهذا العام، حالة من الغضب بين أولياء الأمور وخبراء التعليم الذين أكدو أن الجدول المعلن لم يراعِ الفروق الزمنية بين المواد، وتم ضغطه بصورة كبيرة، مؤكدين على أن الأمر يمثل ضغطا نفسيا على الطلاب خاصة أنهم مقبلون على نظام امتحاني جديد هذا العام، وهو النظام المعروف بالـ"بوكليت".
أولياء الأمور
أصدر جروب "ثورة أمهات مصر على المناهج التعليمية المصرية"، بيانا اليوم الخميس، طالب فيه الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، بإعادة النظر في جدول امتحانات الثانوية العامة مرة أخرى، مشيرًا إلى اعتراضه على الجدول المعلن نظرًا لعدد من النقاط.
ونقاط الاعتراض أبرزها:
أولا: انتفاء مبدأ تكافؤ الفرص بين الدفعات السابقة وهذه الدفعة، حيث إن مدة اختبارات الدفعات السابقة تتراوح بين ٢٥ إلى ٣٠ يوما بينما دفعة ٢٠١٧ تم تقليصها إلى ١٨ يوما فقط، وفقا للجداول المعلنة.
ثانيا: تقليص مدة الاختبارات إلى ١٨ يوما فقط أدى إلى ضغط المواد ووصل لحد أن يؤدي الطلاب اختبار ثلاث مواد في يوم واحد، بواقع يصل إلى ثمانية ساعات اختبارات في اليوم الواحد.
ثالثا: لم يراعِ الجدول توفير الوقت الكافي من الأيام الفاصلة بين أداء المواد التي تسبق بعض المواد الضخمة والمتشعبة مثل الكيمياء والفيزياء وبعض المواد الأخرى التي تحتاج وقت للمراجعة.
رابعا: لم تراع مواعيد الجدول أن اختبارات هذا العام نظاما جديدا فرض على الطلاب لم يمارسوا أداءه من قبل فكان من المفترض أتاحت لهم الفرصة والوقت الكافي لخوض التجربة الجديدة بدلا من تضييق الخناق عليهم.
واقترح أولياء الأمور بعض الحلول التي رأوا أنها مناسبة في هذا الشأن، وجاء أبرز تلك الحلول والمقترحات:
أن يتم تطبيق مواعيد جداول الأعوام السابقة بدلا من هذه الجداول، أو أن تبدأ الاختبارات في موعدها على أن تمتد إلى ما بعد إجازة عيد الفطر بزيادة الأيام اللازمة، أو أن يتم تقديم موعد الامتحان يبدأ من آخر شهر مايو على أن ينتهى قبل عيد الفطر.
وناشد أولياء الأمور وزير التعليم بالعمل على مراعاة مبدأ تكافؤ الفرص بين شعب الثانوية العامة المختلفة في وضع المواد وخصوصا الشعب العلمية.
تناقض تصريحات الوزارة
وفى سياق متصل قال طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، إن جدول الثانوية العامة هذا العام تم وضعه بطريقة تفكير أحادية دون أي اعتبارات أخرى للطالب نفسه وولى الأمر، معتبرًا ذلك أول تناقض بعد إعلان الوزير الجديد نظام الحوكمة الرشيدة في اتخاذ القرار والحوار المجتمعي بعد اتخاذه.
وأشار "نور الدين" إلى أنه كان يجب الأخذ في الاعتبار المدد البينية بين كل امتحان وآخر فضلا عن التوازن بين المواد العلمية والأدبية في الجدول ووفقا لاستخدام الأفكار خارج الصندوق في هذا النظام، وتبنى فكر ورؤية جديدة، لافتا إلى أنه كان يجب أيضا تقسيم وقت الإجابة كنظام جديد من نوعه، وأن يجعل 5 دقائق للتهيئة، ثم وقت الامتحان الأصلى، ثم 10 دقائق للمراجعة.
مادة واحدة كل يوم
وأوضح "نور الدين" أنه كان لا بد من وضع مادة واحدة لكل يوم، مؤكدًا أنه لا يعقل أن تكون أكثر من مادة حتى يستطيع الطالب استرجاع ما قام بمذاكرته ووضع مواد النشاط كمواد هامشية مع المواد الأصلية يوم الامتحان يتناقض أيضا مع اتجاه الدولة والوزارة بالاهتمام بتلك المواد، ويجب أن تتعامل تلك المواد كمثيلتها المواد الأصلية عند وضع الامتحانات.
وتابع معاون وزير التعليم الأسبق، قائلا: "هناك سرعة جنونية لإنهاء الدراسة والامتحانات بطريقة تؤثر بالسلب على الطالب، وعدم وجود وقت مناسب للمراجعة خير دليل".
لا يوجد مبرر
ومن جانبه، أبدى الدكتور محمد فتح الله، الخبير التعليمي ورئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، استغرابه من طريقة وضع الجدول المعلن لطلاب الثانوية العامة، مشيرًا إلى أنه لا يوجد ما يبرر لوزارة التربية والتعليم ضغط فترة الامتحانات على الطلاب.
وأشار "فتح الله" إلى أن طلاب الثانوية العامة في هذا العام مقبلون على نظام امتحاني جديد لا يعرفون عنه الكثير، وأنه كان يجب على الوزارة مراعاة تلك النقطة، لافتا إلى ضرورة وجود فاصل زمنى مريح بين المواد الصعبة يعطى الطالب مزيدا من الوقت لمراجعتها والتدريب على نظام امتحاناتها بصورة أكبر.
ضغط نفسي
وطالب "فتح الله" المسئولين، بالإعلان عن الدوافع التي دعت لضغط جدول الامتحانات بهذه الطريقة، مؤكدًا أن وجود فاصل زمني قصير بين المواد يصعب الأمر على الطلاب ويزيد من عملية الضغط النفسي أثناء فترة الامتحانات.
وكان الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أعلن أمس الأربعاء جدول امتحانات الثانوية العامة لعام 2017، على أن تبدأ الامتحانات في الرابع من شهر يونيو المقبل، وتنتهي في الثاني والعشرين من الشهر ذاته.