رئيس التحرير
عصام كامل

الجارديان: الثورات كشفت حساسية الإسلاميين من النقد الساخر

صحيفة الجارديان البريطانية
صحيفة الجارديان البريطانية

قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الثورات التي عصفت بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كشفت عن حساسية الإسلاميين الشديدة من النقد الساخر.


ولفتت -في تعليق بثته على موقعها الإلكتروني الأربعاء- إلى الهجوم الذي يتعرض له النقاد الساخرون عندما يوجهون سهام نقدهم إلى قادة إسلاميين لديهم هذه الحساسية من ذاك النوع من النقد، قائلة إن وظيفة هؤلاء النقاد إنما هي انتقاد من في السلطة.

وتساءلت "الجارديان" عن ماهية السخرية إذا لم تكن عصيانا مدنيا ولكن بأسلوب ضاحك.. أو نوعا من النقد الذي يعوزه الاحترام!، كما تساءلت عن ماهية الثورة إذا لم تكن قمة السخرية من السلطة القائمة!!

وذكرت الإعلامي الساخر باسم يوسف الذي يلقبونه "جون ستيورات المصري" والذي يحظى برنامجه "البرنامج" بمشاهدة نحو 30 مليون عربي، منوهة لما تعرض له يوسف من العديد من الملاحقات القانونية، واستدعائه مؤخرا من قبل النائب العام المصري لاستجوابه حول ما نسب إليه من اتهامات بإهانة الرئيس وازدراء الأديان ونشر شائعات بهدف زعزعة الاستقرار العام.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن روح الدعابة أو السخرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليست وليدة الثورات، فلطالما سخر الكتاب والشعراء من الحكام والأنظمة الاستبدادية ولكن عادة ما كانت ترتدي هذه السخرية عباءة التلميحات.

أما بعد الثورة، تقول "الجارديان"، فقد غدا الساخرون أكثر جرأة من أي عصر مضى: ذلك أن باسم وغيره من الإعلاميين الساخرين باتوا يعينون صراحة أسماء شخصيات بعينها في السلطة، معتبرة ذلك منهم بمثابة عدم اكتراث لفكرة استهدافهم من قبل إسلاميين لا يحتملون السخرية ويعتقدون أنهم قد ورثوا دولا لم يطرأ عليها تغيير رغم ما شهدت من ثورات، بحسب الصحيفة.

وأشارت إلى أن جماعة "الإخوان المسلمين" الحاكمة في مصر طالما اعتقد أعضاؤها أن صفة "مسلمين" التي تمثل النصف الثاني من اسم جماعتهم كفيل بأن يضمن لها الحصانة ضد أي نوع من العصيان أومجابهة استبداد السلطة على نحو ما تواجه الجماعة في الوقت الراهن، بحسب الصحيفة.

وفي تونس، أشارت "الجارديان" إلى تعرض سامي فهري، مقدم أحد برامج العرائس السياسية الساخرة من حزب "النهضة"الإسلامي الحاكم، للسجن منذ شهر نوفمبر الماضي.

واختتمت الصحيفة تعليقها بالقول إن افتقار الأصوليين الإسلاميين إلى روح الدعابة كان أمرا معروفا للجميع، ولكن من ذا الذي كان يعرف أنهم على هذا القدر من الحساسية للنقد الساخر؟ هذا ما كشفت عنه الثورات.
الجريدة الرسمية