رئيس التحرير
عصام كامل

الخطاب السياسي «بعبع» الرؤساء.. ترامب يحفظه من ورقة داخل سيارته قبل دخول الكونجرس.. المرشد يلقنه لـ«مرسي» خلال الظهور للجماهير.. ووحيد عبدالمجيد: غياب الرؤية والبرنامج الرئاسي السب

فيتو

يُعد رئيس الجمهورية لسان حال شعبه، يتحدث باسمهم ويعبر عن أحوالهم وآرائهم، ليس على المستوي الإقليمي فقط، ولكن أيضا على المستوي الدولي، لذلك يشترط العرف الدولي أن يكون لأي رئيس دولة قدرة على التخاطب، والتعبير عن مشكلات شعبه أمام العالم أجمع، ورغم ذلك رصدت الكاميرات الخلفية رؤساء دول كبري تربعوا على الحكم لسنوات عدة، ليس لديهم لباقة وقدرة على توصيل المعلومة في كافة الأوساط العامة.


دونالد ترامب
تمكنت كاميرا إحدى محطات التليفزيون الإخبارية، من اقتناص مقطع للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو يتدرب على خطابه قبل إلقائه مساء الثلاثاء 28 فبراير، قبيل دقائق من وصوله إلى الكونجرس، لإلقاء خطابه أمام جلسة مشتركة للكونجرس، واستعرض خلاله خطته للعام المقبل.

ويظهر ترامب في الفيديو، الذي التقطته كاميرات وسائل اﻹعلام التي كانت في انتظار الرئيس، وهو في سيارته الليموزين ممسكا بورقه في يده ويقرأ عدة صفحات من الخطاب، ويتدرب على إيماءات وتعبيرات وجه مختلفة.

محمد مرسي
ومازال عالقا في ذاكرة الكثير، مشهد تلقين مرشد جماعة الإخوان للرئيس الأسبق"محمد مرسي"، في الكثير من خطاباته التي كانت معظمها، بل تقريبا كلها معدة من قبل المرشد ورجاله، يكفي ذكر الفيديو الذي عرضها الإعلامي "باسم يوسف"، خلال برنامجه "البرنامج" الذي كان يقدمه على قناة "سي بي سي"، في مارس 2013.

ويظهر من خلال مقطع الفيديو، محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان، يهمس في أذن الدكتور مرسي، للحديث عن القصاص، ويقول له بصوت منخفض: "القصاص"، ولكن الرئيس مرسي لم يسمعه، فكررها المرشد عدة مرات.

الخطاب والخطبة
فرق "وحيد عبدالمجيد" نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، بين الخطاب السياسية والخطبة السياسية، مشيرا إلى أن الخطاب السياسي عادة ما يعتمد على كلمات مكتوبة تشمل البرنامج السياسي والرؤية التي يطرحها الرئيس والسياسات التي يتبعها ويعبر عنها، وذلك الأكثر أهمية، مستكملا وقناعة الرئيس بالمواد المحتوية عليه، تجعل إلقاءه أمام المتلقي أسهل ما يمكن.
وأضاف:"أما الكلمات السياسية التي يلقيها الرؤساء في بعض المناسبات، فهي جزء صغير من الخطاب السياسي، وليس بدرجة أهمية السابق"، مشيرا إلى أن هناك رؤساء لم يلقوا كلمة واحدة خلال فترة رئاستهم، أو قالوا كلمات بسيطة أو أجابوا على أسئلة خلال لقاء رئيسي على سبيل المثال.

الرؤية السياسية
وأشار إلى وجود علاقة وثيقة بين الخطاب السياسي والخطبة السياسية، موضحا أنه كلما كان للرئيس رؤية سياسية واضحة وبرنامجا مطروحا على جمهوره، ظهرت جلية في الخطاب السياسي، سيكون لدى الرئيس قدرة أعلي على إلقاء الخطب، وستكون تلك الخطب أكثر عمقا، وتحتوي على مضمون واضح ومحدد.
وأوضح الخبير السياسي، أن الرؤساء الذين يفتقدون الرؤية السياسية، ولم يقدموا برامج سياسية واضحة، يفشلون في إلقاء الخطب، لأنهم يعانون من تخبط في سياستهم، وينجم عنها تخبط في كلامهم، ويخفقون في إلقاء خطبة كاملة، لأن الخطبة الجيدة تعتمد على مخاطبة العقل، وتسير في اتجاه واحد واضح وليس في اتجاهات مختلفة، ووجود رؤية وبرامج يساعد في تحقيق ذلك، وبالتالي سيستشعر المواطنون معني الخطاب، وسيتفاعلون معه بطريقة جيدة.
ولفت إلى أن الخطبة التي تعتمد على العبارات الإنشائية وإثارة المشاعر والعواطف، تخلو من المعني وتظهر التناقض، وتقلل الثقة بين الرئيس والمتلقي.
الجريدة الرسمية