رئيس التحرير
عصام كامل

سياحة تاريخية «في مصر الإسلامية»

فيتو

سفر قيم بعنوان «في مصر الإسلامية» صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، يطوف بنا في أرجاء تاريخ مصر الإسلامية، لنخبة من المؤلفين، الدكتور زكي محمد حسن، جاستون فييت، مدير دار الآثار العربية، ومحمود أحمد، ويونس مهران، وإسماعيل أبوالعينين.


وتبدأ السياحة التاريخية من العصور الوسطى، منذ فتح عمرو بن العاص مصر، ومجمل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية آنذاك، إبان الحكم الروماني لمصر، وجهر الجميع بالشكوى من الظلم والاضطهاد وكثرة الضرائب التي أفقرت الجميع، وتوزيع الأراضي على كبار الأمراء والإقطاعيين، مما زاد الأثرياء ثراء وزاد الفقراء جوعًا وحرمانًا، ليأتي الفتح الإسلامي بقيادة عمرو بن العاص، ليرسخ للأمن والأمان، والحكم بالعدل، واتباع النهج القويم في توزيع الثروة على الشعب توزيعا يساعد على الازدهار والنماء ويعطي المحرومين من ثمار مصر بسخاء شديد.

ويعرض الكتاب لحكم الطولونيين، ثم يعرض لحال مصر أيام حكم الخلفاء الراشدين، ثم أيام الدولة الإخشيدية في مصر (935 -969 م )، فالدولة الفاطمية (969 -1171 م)، إلى أن يستعرض المؤلفون الأحداث التاريخية في مصر في زمن الدولة الأيوبية (1171 -1250 م)، وصولا لدولة المماليك البحرية (1250 -1382 م)، فدولة المماليك الشراكسة (1382 – 1517 م).

ويستعرض الباب الثاني (المواصلات في مصر) في العصور الوسطى، ويستعين كاتبه بمجموعة فريدة من المراجع العربية والأجنبية.

ويشرح الباب الثالث بالتفصيل تاريخ العمارة الإسلامية في مصر، وهو الباب الثري بمعلومات غزيرة عن نشأة وتطور وارتقاء العمارة الإسلامية في مصر، بداية من الفتح الإسلامي لمصر، مرورا بالعصور المختلفة، حتى يفرد جزءًا عن تاريخ وتطور بناء الجامع الأزهر الشريف، في عام 971 م، 361 هـ، وتلقي الطلاب العلم الشرعي على المذاهب الإسلامية الأربعة، فتخرج في الأزهر علماء وأساتذة وخطباء يجوبون الأقطار الإسلامية وينشرون صحيح الدين، فكان الأزهر – ولا يزال- جامعا وجامعة، ويفد إليه طلاب العلم الشرعي من أقطار العالم الأربعة.

ويرصد السفر القيم تاريخ المساجد الكبرى في مصر، كمسجد عمرو بن العاص في الفسطاط والحاكم والصالح طلائع وغيرها، فضلا عن شرح لأبواب القاهرة، ويطوف المؤلف في سياحة معمارية بفنون الحضارة الإسلامية وتنوعها وثرائها، فيصف المحاريب والمنابر والأضرحة والأعمدة والمارستان والمساجد/ المدارس، كمسجد السلطان حسن الذي يعد تحفة فنية معمارية خالدة، يفد إليه خبراء العمارة والحضارة في العالم ليجروا أبحاثهم في فنون العمارة الثرية به.

بالإضافة لشرح عن تاريخ الخنقاوات والأسبلة والقصور الإسلامية والجوامع وبيوت الشيوخ التي كانت تنال نصيبها من فنون العمارة الإسلامية باذخة الثراء، كبيت السناري والطبلاوي والذهبي وسراي المسافر خانة، وغيرها.

ويعرض الكتاب موجزا لعواصم مصر الإسلامية: الفسطاط، العسكر، القطائع، القاهرة، مستعينا بمجموعة ثرية من المراجع العربية والأجنبية الفريدة، وذلك على مر العصور الإسلامية في مصر.

الجريدة الرسمية