رئيس التحرير
عصام كامل

الأهرام وماسبيرو.. والبرلمان!؟


مسئولون كثيرون في هذا البلد يمثلون عبئًا على رئيس الجمهورية، ليس فقط لأنهم لا يساعدونه في تحمل المسئولية بإخلاص ولكن بسبب أفعالهم وأقوالهم التي تسبب حرجًا كبيرًا للرئيس بل لمصر كلها أمام العالم، يأتي في مقدمة هؤلاء على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، رغم أن رئيس الجمهورية لا دخل له إطلاقًا في توليه هذا المنصب الرفيع، ومع احترامي الكبير لعظمة كرسي رئاسة البرلمان (بعد ثورتين) فإنه أكبر بكثير من على عبدالعال فقد جعل الناس تتندر على أيام أحمد فتحي سرور بعد أن كنا سئمنا من الكلام عنه، وإذا استمر أداء على عبدالعال بهذا الشكل قد يجعل الناس تتذكر سعد الكتاتني، رئيس برلمان جماعة الإخوان وأيامهم السوداء..


لذلك يجب على الأغلبية البرلمانية تجهيز بديل آخر يكون أكثر حكمة وقبولا وينقذ ما تبقى من سمعة البرلمان لدى المواطنين، وصورة مصر في الخارج، ولدي اقتراح أن يتم إقناع المستشار الجليل عدلي منصور بالترشيح في إحدى الدوائر الشاغرة ثم اختياره رئيسًا لمجلس النواب، هذا إذا كنا بالفعل نريد إنقاذ صورة البرلمان داخليًا وخارجيًا؛ لأن استمراره هكذا سيؤدي إلى عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات، وبالتالي ترك الساحة لتيار الإسلام السياسي مرة أخرى أو لسطوة المال وشراء الأصوات..

رئيس البرلمان تصريحاته غير مسئولة حتى لو اعتذر عنها -الرجال لا تخطئ حتى لا تضطر للاعتذار فتفقد هيبتها- وكلامه عن جريدة الأهرام يعبر عن جهله بدورها كأحد أهم أسلحة مصر الناعمة وهو لا يعلم أنها خدمت مصر أكثر من البرلمان وصاحبة بصمة على كل الصحف المصرية والعربية، وحينما كان البرلمان أداة في يد الحاكم وسببًا في الاستبداد بإلغاء مدة ولاية رئيس الجمهورية وأسهم في بقاء مبارك حاكمًا لمدة 30 سنة، كانت الأهرام تقدم للعالم أعظم الكتاب والأدباء والمفكرين والمثقفين أمثال نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وأحمد بهاء الدين وبنت الشاطئ وأنيس منصور ويوسف إدريس وغيرهم من العمالقة..

هل ما يحدث حاليًا صدفة أم أنه مخطط؟ بالأمس ماسبيرو (الذي أتشرف بالانتماء إليه) تعرض لمحاولات هدمه وتدميره، هذا المبنى العريق الذي هو أيضًا جزء من تاريخ مصر وأسلحتها الناعمة وصاحب الفضل في إطلاق القنوات الفضائية المصرية والعربية واليوم جريدة الأهرام، المواطنون يتذكرون الآلاف من عمالقة الصحافة والإعلام (أبناء الأهرام وماسبيرو) ويتذكرون من البرلمان نواب القروض والتمويل والكيف..

كان لدينا تجربة حزبية فريدة قبل ثورة 52 إلا أنها لم تنعكس على 150 عامًا من الحياة البرلمانية، الضعف الذي أصاب مؤسسات الدولة من المؤكد أنه طال الأهرام وماسبيرو والمطلوب دعم هاتين المؤسسات العريقتين وحل مشكلاتهم وليس هدمهما، ومصر تحتاج إلى قيادات على مستوى المرحلة وتتحمل المسئولية بكفاءة مع رئيس الجمهورية ولا تكون عبئًا عليه، واللهم احفظ مصر. 
Egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية