رئيس التحرير
عصام كامل

«فضيحة» Oscar لمكافأة أعداء ترامب


سعى منظمو جوائز Oscar، لزيادة عدد مشاهدي الحفل، بالهجوم على الرئيس ترامب، لكن جاءت النتائج وبالا عليهم ومنيت "أكاديمية علوم وفنون السينما" بفضيحة لم تشهدها منذ تأسيسها.. كما اتضح أن الحفل هو الأقل مشاهدة منذ 9 سنوات.


غضب الإعلام من وصف ترامب له بـ "الكاذب وعدو الشعب" ونشر تصريحات مناهضة أدلى بها نجوم هوليوود ومقدم "الأوسكار" جيمي كيميل توعدوا خلالها بعرض لن ينساه سيشاهده العالم كله. من هنا دعا ترامب أنصاره للتظاهر ضد المعارضين.

استجاب أنصار ترامب بتنظيم مسيرة بالقرب من "دولبي ثياتر" حيث يقام حفل "الأوسكار" رافعين لافتات الدعم للرئيس ومرددين هتافات "هوليوود لن تنجح في تقسيمنا"، و"المشاهير لايتحدثون نيابة عنَا"، ويبدو أن التحرك الشعبي خفف من اندفاع النجوم، فلم يشهد البساط الأحمر سوى مرور ميريل ستريب بصحبة فتاة كتبت على صدرها let them in، في إشارة لمنع مسلمي ولاجئي 7 دول من دخول أمريكا. ثم عدد محدود ممن يضعون شارة الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية. كما لم يختلف الأمر على المسرح، حيث اعتمد النجوم لهجة خفيفة مؤكدين على "التسامح والتضامن ضد الانقسام"، وأشار الكثير من الفائزين إلى أصولهم كمهاجرين وانتمائهم إلى أقليات "يعاديها ترامب ويستهدفها بقراراته".

أما مقدم الحفل جيمي كيميل فاستغل "الأوسكار" منصة للسخرية من سياسة ترامب ورفض هوليوود لها.. استهل جيمي قائلا "يتابع الملايين الحفل في أكثر من 225 دولة باتت تكرهنا الآن بفضل ترامب الذي تمحورت حملته الانتخابية حول الهجرة.. أتذكرون العام الماضي عندما كانت الأوسكار تنعت بأنها عنصرية! لقد انتهى الأمر الآن، فنحن نرحب بالغرباء في هوليوود، لا نميز بين الناس على أساس البلد الذين يأتون منه، بل نميز بينهم على أساس العمر والوزن".

ضج المسرح ضحكا على سخرية كيميل، وما هي إلا لحظات حتى توالت مفاجآت الأكاديمية، التي رأت أن أفضل رد على سياسة ترامب العنصرية هو "مكافأة أعدائه من المسلمين والمهاجرين والسود ومثلي الجنس"، فقد فاز الممثل الأسود ماهرشالا علي بجائزة "أفضل ممثل مساعد" عن "مونلايت" وهو أول مسلم يفوز بأوسكار في فئات التمثيل. كما فازت السوداء فيولا ديفيز بأوسكار "أفضل ممثلة مساعدة" عن "فنسيز"، في تناقض صارخ مع جوائز العام الماضي الذي لم يشهد ترشيحات لممثلين سود، فضلا عن أن الفيلمين عن معاناة أمريكيين من أصل أفريقي.

وبما أن الإيرانيين والسوريين ممنوعون من دخول أمريكا، فقد وضح تسييس الجوائز عندما منحت الأكاديمية "أوسكار أفضل فيلم أجنبي" إلى الفيلم الإيراني "البائع"، وقد قاطع مخرجه أصغر فرهادي الحفل اعتراضا على تقسيم ترامب العالم إلى "أمريكا وأعداء أمريكا"، ووجه رسالة لاذعة قرأتها عند استلام الجائزة رائدة فضاء أمريكية من أصل إيراني. كما نال الفيلم السوري "الخوذ البيضاء" "أوسكار أفضل فيلم وثائقي قصير" عن جهد متطوعي الدفاع المدني في مناطق المعارضة السورية، وهم أيضا غابوا عن الحفل لمنع أحدهم من دخول أمريكا.

أراد كيميل استغلال الضجة التي رافقت هجوم ستريب الحائزة 20 ترشيحا لجوائز الأوسكار، على الرئيس في "غولدن غلوب"، ورد ترامب عليها بأنها "من أكثر ممثلات هوليوود المبالغ في موهبتها".. وقد استشهد مقدم الحفل بذلك قائلا: "أطلب من الجميع أن يصفقوا لها مع أنها لا تستحق". ومع اقتراب الحفل من نهايته أعرب كيميل بسخرية عن خيبة أمله لأن ترامب لم يعلق على مجريات الحفل، ثم غرد باستخدام هاتفه "ترامب.. ميريل تحييك هل أنت مستيقظ".. وما أن انتهى الحفل حتى رد ترامب بتغريدة "لدى بلد أديره يا حمار"!!.

وعندما أعلن فوز "لالا لاند" بجائزة "أفضل فيلم" كما توقع الجميع، وبدأ الفريق يشكر الأكاديمية، إذا بالارتباك والفوضى ونقاش جانبي يعم المسرح، ليعلن عن حدوث خطأ وأن "مونلايت" هو الفيلم الفائز، وهي ليست سقطة بل فضيحة تحدث للمرة الأولى في تاريخ "الأوسكار" ويحتاج محوها سنوات من العمل. وبعد تحقيق يتضح أن المسئول عن تسليم مغلف الجائزة كان مشغولا بالتغريد على "تويتر" فسلم مغلفا آخر بالخطأ!!.

"مونلايت" الفائز بأهم "أوسكار" كل فريقه من السود ويناقش معاناة أمريكي أسود مثلي الجنس، وعند استلامه جائزة "أفضل سيناريو مقتبس" قال الكاتب وهو أيضا أسود مثل المخرج: "نقول لكل السود ولمثلي الجنس: نحن نحاول أن نلقي الضوء عليكم".. وطبعا الرسالة موجهة لترامب الذي ألغى قبل أيام قرار أوباما بمنح مثليي الجنس حق استخدام مراحيض الجنسين!!.
الجريدة الرسمية