بالصور.. صناعة «القباقيب وسروج الخيل» تواجه شبح الاندثار
تواجه عدة مهن من بينها «صناعة القباقيب» شبح الاندثار رغم تربعها على عرش الحرف في حقب تاريخية قديمة، إلا أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة مع التقدم التكنولوجي والصناعي، وسط تراجع أوضاع العاملين بها.
نور عبد القادر، رجل في الـخامسة والخمسين من العمر، حاصل على دبلوم معهد سكرتارية، يعمل بصيانة القباقيب منذ نحو 20 عامًا، بورشة صغير بحي الدرب الأحمر بجوار خضر العطار.
يقول «عم نور» إنه ورث هذه المهنة أبًا عن جد، مؤكدَا أن أبيه أوصاه بالاستمرار في العمل بها، والحرص على فتح ورشهم الخاصة بصناعة القباقيب، فكان لديهم أكثر من ورشة، ولكن لضيق الحال وركود السوق، قاموا ببيع الورش الخاصة بهم إلا ورشة واحدة عملا بوصية أبيهم، والذي أكد عليهم أن هذه الصنعة تخدم «بيوت الله» -نظرًا للوضوء بالقبقاب- فلا يتخلوا عنها.
ويضيف أنه لا يعمل تقريبا إلا في المواسم، والتي تبدأ من أول رجب حتى نهاية رمضان، متابعًا: «الناس لا تتذكر الله إلا في هذه الأشهر، فالناس أصبحت بخيلة على بيوت الله، على الرغم أن القبقاب ثمنه لا يتعدى الـ 10 جنيهات ويوجد نوع بـ 8 جنيهات، ورغم ذلك في المواسم قد نبيع بـ 200 أو 400 جنيه في اليوم عندما يأتي زبون يشتري مجموعة من القباقيب لبيت من بيوت الله وخلاف هذه المواسم، لا نبيع شيئًا إلا من قبقاب لو اثنين من بعض المارة وأحيانًا لا نبيع نهائيًا».
ويشرح «عم نور» مزايا القبقاب، قائلًا إنه يمنع تكون الفطريات عند الوضوء، بالإضافة إلى أنه يحافظ على القدمين من الرطوبة ويجب أن ترتديه سيدة المنزل وهى تقوم بشغل البيت، متستطردًَا: «ورغم هذه الفوائد الكثيرة للقبقاب إلا أننا لا نعمل إلا في المواسم فقط».
صناعة سروج وأكسسوارات الخيول
إسحاق جوزيف، أحد صناع هذه المهنة، يبلغ من العمر نحو 60 عاما، ورث هذه المهنة والدكان الخاص به عن أبيه، دكانه الصغير جدا بحي الدرب الأحمر يحتوى على بعض سروج الخيل وبعض الإكسسوارات التي تستخدم للتعليق في سرج الخيل، من أمثلة الكف «الخامسة والخميسة» والأجراس، وبعض الدلايات المصنوعة من الأقمشة الملونة والتي تشبه العقد الذي يرتديه النساء.
يقول عم إسحاق: «نحن لا نصنع إلا بالطلب فالسوق أصبح "ميتًا" إلا من الطلبات القليلة جدًا»، وأطلعنا "عم إسحاق " على بعض الأجراس الصغيرة المصنوعة من النحاس والتي تضم أربعة أجراس نحاسية صغيرة الحجم يتم تعليقها في سرج الحصان، والذي أخبرنا أنها مطلوبة وأنه ينتظر صاحبها ليأتى ليأخذها، وأنه لولا أنها مطلوبة منه ما صنعها، ويضيف أنه كثيرا ما يأتيه الناس لصناعة مثل هذه الأجراس من المعدن بدلا من النحاس لأنها تكون أرخص، فكيلو النحاس أصبح بـ 40 جنيها بعد أن كان بـ 18 جنيها.
ويختتم عم إسحاق حديثه بقوله: «الناس اصبحت تعانى من ضيق الحال، فكيف يشترون إكسسوارات لأحصنتهم، فالعربجي يعانى من توفير الطعام لحصانه فكيف يشتري له سرجًا أو إكسسوار لتزيينه».