رئيس التحرير
عصام كامل

مساجد وكنائس "المحروسة" تصمت حدادًا على ضحايا "الفتنة".. العلاقات العاطفية والاعتداء على الكنائس أبرز الأسباب.. "ماسبيرو" و"الخصوص" الأبرز بعد ثورة يناير.. غياب الأمن يثير جدلاً

جانب من أحداث منطقة
جانب من أحداث منطقة الخصوص - صوره ارشيفية

لمئات السنين، عاش المصريون "مسلمون وأقباط" على أرض واحدة، معًا دافعوا عنها، وكتف إلى كتف بنوا أمجادها، بل كانت ثورة 1919، خير شاهد على "الوحدة الوطنية"، تلك الوحدة التى بدأت نيران الفتنة تأكل جدرانها، ولكن فى النهاية الجميع مسئول والكل مدان.


وعلى مدار سنوات طويلة حاولت الأنظمة الحاكمة فى مصر، استغلال ملف "الفتنة الطائفية" لترسيخ الخوف فى قلوب المصريين، لترسيخ أنظمتها البوليسية للتحكم بالمصريين وبسط يديها وسلطتها فى البلاد كيفما شاءت.

ولعل حادث "ماسبيرو" و"فتنة إمبابة"، وانتهاءً بأحداث الخصوص والكاتدرائية، بعد قيام ثورة 25 يناير، خير دليل عن أن هذا الملف يحتاج لوقفة حقيقية تعالج القضية من جذورها وتخمد نيران الفتنة الطائفية بالكامل.

كانت أولى الحوادث الطائفية التى شهدتها البلاد فى أعقاب ثورة 25 يناير، يوم 4 مارس 2011 حيث تم الاعتداء على كنيسة الشهيدين بقرية صول التابعة لمركز أطفيح بمحافظة الجيزة، بسبب قصة حب بين مسيحى ومسلمة ليتم تحويل خلافات بين أسرتين مسيحية وأخرى مسلمة حول علاقة عاطفية بين الشابين إلى أعمال عنف طائفية، أدت إلى الاعتداء على كنيسة صول.

وفى 5 مارس 2011، دخل مواطنون أقباط فى اعتصام أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون عرف بـ "اعتصام ماسبيرو"، فى محاولة للضغط على الجهات المسئولة للتدخل الفورى تجاه أزمة كنيسة "صول"، إلا أن الشرطة العسكرية حاولت فض اعتصامهم بالقوة فى مساء 12 مارس من العام نفسه، عند الساعة الرابعة صباحًا، مستخدمة فى تفريقهم العصى الكهربائية والأسلاك الشائكة، مما أدى إلى إصابة 16 شابًا بكدمات وجروح.

وفى 8 مارس 2011، دعا عدد من شباب منطقة الزرايب بمنشية ناصر، لتنظيم وقفة احتجاجية بجوار طريق الأوتوستراد من ناحية مدخل المقطم، اعتراضا على حرق وهدم كنيسة الشهيدين بقرية صول، انتهت بأعمال شغب وعنف بين المتظاهرين وعدد من المسلمين، استخدم فيها الطرفان الطوب والزجاجات والسلاح الأبيض.

وجاء اعتصام ماسبيرو الثانى فى 8 مايو 2011، عقب الاعتداءات على كنيسة السيدة العذراء بإمبابة، حيث دعا اتحاد شباب ماسبيرو لتنظيم اعتصام مفتوح أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون بمنطقة ماسبيرو يوم 8 مايو، وذلك للضغط على الحكومة والمجلس العسكرى من أجل القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة، وكذلك لفتح الكنائس المغلقة، وتعرض الأقباط المعتصمون مساء السبت 14 مايو لاعتداءات من مسلمين، وأفادت بعض المصادر بأنهم من المناطق المجاورة، مما أدى لوقوع 78 مصابا طبقا لتصريحات وزارة الصحة، وهو أمر تكرر فى 30 سبتمبر من العام نفسه، حين فضت الشرطة العسكرية اعتصاما جاء احتجاجا على هدم كنيسة المريناب، بعد اندلاع وقائع الاعتداء على كنيسة أميرة الشهداء مارى جرجس بالمريناب.

وخلال عام 2013، تكررت حوادث الفتن الطائفية، سواء بالخصوص بين الأقباط والمسلمين وتطور الأمر لاشتباكات بالأسحلة بين الطرفين أدت لمقتل 4 أقباط ومسلم وسقوط عشرات المصابين، وبعدها بأيام تزيد النيران التى لم تخمد مع الاعتداء على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أثناء تشييع جثامين ضحايا الخصوص الأحد الماضى، مما نجم عن حدوث اشتباكات دامية بين أقباط ومسلمين أمام الكاتدرائية، واستمرت لأيام أدت لمقتل قبطى وإصابة قرابة 89 آخرين.

فما حدث أمام الكاتدرائية خلل فى منظومة الأمن ككل، كشفته حالة التراخى الأمنى، وعلى المستوى التنفيذى الردود كانت ضعيفة، ولم تكن على مستوى الحدث.
الجريدة الرسمية