رئيس التحرير
عصام كامل

حيل أمريكا لتغيير نظام الحكم في سوريا.. «سي آي إيه» خططت لانقلاب عسكري يميني عام 1949 بسبب النفط.. محاولة للإطاحة بشكري القوتلي عام 1957.. وتدريب المعارضة «الأبرز»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

لم تكن الأزمة التي تعيشها سوريا حاليًا أولى محاولات الولايات المتحدة الأمريكية لتغيير نظامها وزعزعة استقرارها من أجل مصالحها، خاصةً الاقتصادية التي يكشف عنها في الوثائق أو شهادات عملاء المخابرات.


وبحسب "مدونة واشنطن"، فإن وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه" دعمت الانقلاب اليميني في سوريا عام 1949، ناقلةً ما قاله أستاذ التاريخ بقسم جامعة كلارك "دوجلاس ليتل" في مقال له بـ"ميدل إيست جورنال" عام 1990 ": "أكدت وثائق رُفعت عنها السرية مقابلة العميل بـ"سي آي إيه" "ستيفن ميد" مع العقيد "زيم" منذ نهاية نوفمبر 1948 ست مرات على الأقل لمناقشة إمكانية دعم الجيش للديكتاتورية".

انقلاب عسكري يميني

ونوهت المدونة بأنه في عام 1949 كانت سوريا جمهورية عربية حصلت على استقلالها حديثًا، وبالتالي كانت أرضية هامة لتجارب "سي آي إيه" في العمل السري، مؤكدةً أن الوكالة دعمت سرًا انقلابا عسكريا يمينيا عام 1949.

وأكد "ليتل"، أن سبب تدخل الولايات المتحدة لانقلاب في سوريا هو "النفط"، إذ أعلنت شركة النفط العربية الأمريكية "أرامكو" في أواخر عام 1945 خططًا لبناء خط أنابيب عبر الدول العربية بدءًا من السعودية إلى منطقة البحر المتوسط.

وبمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية، تمكنت "أرامكو" من تأمين طريق الخط في لبنان، والأردن والسعودية وكانت سوريا هي العائق الوحيد.

إحباط مؤامرة 57

وفي عام 1957، وافق الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء البريطاني على تغيير النظام مرة أخرى في سوريا.

وبحسب "ليتل"، فإن مؤامرة الانقلاب كُشفت وأحبطت، لافتًا إلى محاصرة الجيش السوري السفارة الأمريكية في دمشق يوم 12 أغسطس عام 1957 عندما أعلن إحباط خطة سي آي إيه للإطاحة بالرئيس "شكري القوتلي" وتنصيب رئيس موالٍ للغرب.

والأهم من ذلك، تمكنت سوريا من السيطرة على واحد من شرايين النفط الرئيسية في الشرق الأوسط، وهو خط الأنابيب الذي يربط حقول النفط في العراق إلى تركيا.

توترات طائفية

وأظهرت وثائق استخباراتية أمريكية رفعت عنها السرية حديثًا، وضع "سي آي إيه" عام 1986 خططًا لإسقاط سوريا من خلال إثارة التوترات الطائفية، وفي عام 1991 اعتزم المحافظون الجدد تغيير النظام في سوريا مرة أخرى.

وذكر الصحفي الاستقصائي "نافيز أحمد"، أنه طبقًا لوزير الخارجية الفرنسي السابق "رولاند دوماس"، فإن بريطانيا خططت لنشاط سري في سوريا عام 2009.

وقال الوزير للتليفزيون الفرنسي: "كنت في إنجلترا منذ عامين قبل أعمال العنف في سوريا، وقابلت مسئولين بريطانيين كشفوا لي أنهم يعدون لشيء في سوريا، كان ذلك في بريطانيا وليس أمريكا، المملكة المتحدة كانت تعد مسلحين لدخول سوريا."

وأكدت رسائل بريد إلكتروني من شركة الاستخبارات الخاصة "ستراتفور"، تتضمن وثائق من لقاء مع مسئولي البنتاجون، أن تدريب القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية لقوات المعارضة السورية كان على قدم وساق في عام 2011.

وفي نهاية التقرير، لفتت المدونة إلى سعى الولايات المتحدة لتغيير أنظمة الحكم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ ستة عقود.
الجريدة الرسمية