رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الباشا كان بيهرج مع الشعب !


قد تخمن وتقرر سريعًا أن قائل تلك النكتة السخيفة المرحوم حمادة سلطان، خاصة أن الرجل استمر لفترات طوال يحاول إضحاك المصريين حتى وإن لجأ لنكات سمجة أو غير مضحكة، لكن يبقى أن مقصده كان نبيلا لدرجة أنه كان أحيانًا يلقى النكتة فيضحك هو فقط عليها ويضطر الجمهور للضحك إرضاءً له وتقديرًا لسمو مقصده في إسعادهم.. لكن أن تصدر تلك النكتة السمجة من شخص في مكان ومكانة محافظ البنك المركزى المصرى فهى بالطبع جريمة يستحق عليها العقاب بالعزل أولا ثم بمحاكمته ثانيًا وعلى رءوس الأشهاد !


النكتة فجرها وألقاها بكل فخر وإبداع وخفة دم السيد طارق عامر، محافظ البنك المركزى، أي المسئول الأول في الدولة عن السياسة النقدية وقيمة العملة الوطنية، بل إنه المسئول الأول بشكل غير مباشر، عن حياة ما يزيد على تسعين مليون مصرى.

لم تكن نكتة عادية أو هزلية فقط بل كارثة وجريمة واستهزاء بكل المواطنين في الدولة، فلقد سبق أن صرح سيادته إبان كارثة تعويم الجنيه بأن الدولار سينخفض سريعًا وسيصل لأربعة جنيهات فقط.. عظيم جدًا ثم ماذا حدث بعد ذلك.. تهاوى الجنيه إلى مستنقع خطير حتى وصل إلى واحد على عشرين من الدولار أي فقد ما يقرب من 242% من قيمته أي أصبح عمله تحت الصفر، وارتفعت بل تضاعفت أسعار كل السلع تقريبًا بفضل عبقرية سيادته وحكمته التي رآها بمفرده ثم أقنع بها القيادة السياسية ومجلس الوزراء.. ثم ماذا؟

اعترف سيادته بأنه كان بينكت.. نعم قالها بكل بساطة واطمئنان وخفة دم يحسد عليها.. هكذا عبر السيد الهمام محافظ البنك المركزى وحامى حمى اقتصادنا عن إدارته اقتصاد دولة بحجم مصر وبحاضر ومستقبل أكثر من تسعين مليون روح !

الباشا كان بيهرج مع الشعب، سعادته كان يريد أن يرفه عنا فقام بإطلاق هذه النكتة، ربما كان يظن أنه جالس على كرسى عتيق في مقهى شعبية في وسط القاهرة وسط أصحابه، ونسى أنه يجلس على كرسى المخطط الأول للسياسات النقدية لجمهورية مصر العربية.. هكذا بكل بساطة اعترف الرجل أنه كان بيهزر مع الشعب لكن الشعب الساذج صدق كلامه.. بس خلاص فيها إيه يعنى.. الشعب طبعا هو الغلطان لأن اللى بيصدق كلام المسئولين يستاهل اللى بيحصل له !

الوضع لا يستحق أكثر من ذلك تعليقًا على كلام السيد طارق عامر -خفيف الظل- والذي أدلى به سيادته لإحدى الفضائيات من يومين ولم يعرض عليه حتى الآن بطولة أفلام كوميدية ينافس بها عادل إمام وهنيدى أو حتى أحمد آدم في موسم الصيف والإجازات والأعياد.. ومازال المذكور خفيف الدم في منصبه حتى ساعته !
Fotuheng@gmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية