تاريخ «غاز الأعصاب» الأسود.. أودى بحياة شقيق زعيم كوريا الشمالية.. استخدمته جماعة محظورة في اليابان في هجوم مترو الأنفاق بطوكيو.. وصدام حسين يستخدمه في الإبادة الجماعية للأكراد
سجل أسود لتاريخ غاز الأعصاب في مختلف دول العالم، بعد أن وظفه بعض الحكام للتخلص من خصومهم سواء داخل دولهم أو خارجها، وابتكروا عدة طرق لتنفيذ الهجوم ضد الأعداء.
أعلنت السلطات الماليزية مؤخرًا، أن كيم جونج نام، الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية، قد لقي مصرعه بسبب غاز أعصاب شديد السمية.
غاز الأعصاب
وأشار تقرير ماليزي إلى استعمال غاز الأعصاب VX، الذي تصنفه الأمم المتحدة كسلاح من أسلحة الدمار الشامل.
ورصدت صحيفة "ناشونال بوست" الكندية أبرز الحالات التي تم استخدام غاز الأعصاب بها، الذي أودى بحياة كيم جونج نام، على النحو التالي:
هجوم اليابان
نفذت جماعة دينية يابانية هجومًا بغاز الأعصاب القاتل في قطارات الأنفاق في طوكيو في عام 1995، وقبل أشهر من هذا الهجوم المميت في طوكيو، أجرت جماعة "أوم شنريكيو" تجربة باستخدام غاز الأعصاب على ثلاث ضحايا، مما أسفر عن مقتل واحد منهم كان مخبرًا للشرطة.
وقال أعضاء الجماعة الدينية المحظورة في محاكمتهم، إنهم مارسوا استخدام الحقن ورش مادة كيميائية مميتة على رقاب الناس، وأمضى مخبر الشرطة المشتبه به، 10 أيام في غيبوبة قبل أن يموت.
ونفذت العملية في مترو طوكيو بتاريخ 20 مارس 1995 وذلك برمي زجاجة غاز أعصاب السارين، والتي أودت بحياة 62 شخصا وأصيب نحو 5000 آخرين.
مقتل كيم جونج
وقال أحد الأشخاص الذين تعرضوا للهجوم بغاز الأعصاب، هيرويوكي ناجاوكا بسبب معارضته للعبادة، إن نبأ مقتل كيم جونج نام، الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية يذكره بتجربته الخاصة.
وحكي قائلًا: «كنت أسير على الرصيف في الحي الذي أقيم فيه في طوكيو في يناير عام 1995 عندما رش عضو في الجماعة المحظورة، غاز الأعصاب في الجزء الخلفي من رقبته، وبفضل سترته تم حجب الكثير من سميته».
وأضاف: «لم يكن لدى أي فكرة عما حدث في ذلك الوقت، وبعد نحو نصف ساعة في وقت لاحق، شعر بالظلام والسخونة والتعرق بغزارة»، وقالت زوجته في وقت لاحق له إنه ركع على ركبتيه ويديه مثل الحيوانات، وكان يخدش عنقه وصدره، قبل فقدان الوعي.
صدام حسين
وقد تم استخدام غاز الأعصاب أيضا عندما قام نظام صدام حسين بحملة إبادة جماعية للأكراد في شمال كردستان، أطلق عليها «حملة الأنفال»، قاد هذه الحملة وزير الدفاع العراقي آنذاك، على حسن المجيد، الذي امتهن إبادتهم بالكيماوي؛ حيث استخدم غاز الخردل والسارين وغاز الأعصاب وغيرها من المواد المحرمة دوليًا، حتى إنه من فرط استخدامه لهذه المواد؛ أُطلق عليه اسم "على الكيماوي".
الجيش العراقي
أنتج غاز الأعصاب بكميات كبيرة من قبل قوات الجيش العراقي السابق في الفترة بين 1988 و1990.
ويعد غاز الأعصاب، سائلا زيتيا أخضر اللون ليس له رائحة وله مفعول دائم ويعتبر من بين أكثر المواد سمية التي تم إنتاجها حتى الآن، وبإمكان الغاز المنتقل بالهواء أن يقتل الأحياء بغضون دقائق، ولكن امتصاصه الرئيسي يكون عبر الجلد.
ويؤثر على الجهاز العصبي، وتشمل عوارض الإصابة غشاوة البصر، وصعوبة التنفس، واختلاج العضلات، والتعرق، والتقيؤ، والإسهال، والغيبوبة، والتشّنجات، وتوقف التنفس الذي يؤدي إلى الموت.